" بائعة الورد" رحمة طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات و أما عن الخبرة الحياتية فهى الحكيم الذى نقرأ عنه فى الروايات والسبب معروف فقد خطت أولى خطواتها فى الشارع تبيع الورد فى إشارات المرور.. تتحدث رحمة بفلسفة زائدة عن الحياة لكن بمفردات بسيطة تليق بفتاة لم تتلقى العلم المناسب لتعبر عن ما تتحدث عنه ولكنها كانت فى منتهى السعاده عندما طلبنا أن نتحدث معها وكأنها وجدت صديق ستحكى ومعه وسيسمعها باهتمام تقول رحمة دون توجيه أى سؤال لها " أنا اسمى رحمة وأختى اسمها ريم وهى مش مجنونة زى ما الناس فاكرة وبتقول عليها هى بس مش بتحب تتكلم كتير "
أيه رأيك يا رحمة فى نفسك ؟ وما لبثت أن سمعت السؤال حتى أخذت نفس عميق وقالت " أنا بنت مؤدبة ومتربية لإنى مش بحب أشتم زى زميلاتى البنات اللى بيبعوا فى الإشارة معايا ولما بلاقيهم هيعملوا حاجه مش كويسة زى هيسرقوا مثلاً بسيبهم وأمشى " فلما أثنيت عليها ببعض الكلمات مثل " إنتى ذكية و شاطرة " انتهزت ذلك فرصة لتعبر عن حلم بعيد لكن من حقها تقول رحمة بصوت خافت " أنا عايزة أروح المدرسة وأتعلم وأبقى متنورة أنا مش بروح لإن أمى وأبويا بيحاولوا لغاية دلوقتى يخلونى أنا وأختى نفضل عايشيين يعنى ناكل ونشرب وندفع إيجار البيت اللى ساترنا " .
طيب إنتى عارفة البيت عبارة عن " أوضة صالة بنام فيها" ومع ذلك أبويا بيدفع فيها 350 جنية من بيعه للفلّ فى الإشارات " وإنتى مش خايفة من المستقبل " لأ أنا مش خايفة لإنى مفيش حد بيموت من الجوع ولا البرد وربنا مش هيسيب حد "
طيب مش عايزة تسيبى البلد يا رحمة ؟ "لأ بالعكس أنا مليش مكان غير هنا هروح بلاد تانية اعمل ايه !! "
وكأن "رحمة "تعطى درساً للشباب الذى يريد الهجرة والهرب من البلد .
موضوع: بائعة الورد : مش خايفة من المستقبل 
الخميس 04 ديسمبر 2014, 2:35 am
