القطط حيوانات اليفة يفضل كثير من الناس تربيتها و الاحتفاظ بها في البيوت نظرا لسلوكها المرح و الملفت للنظر و المحبب للكبار و الصغار على حد سواء. و ساعد على كثرة تربية و اقتناء القطط في البيوت صغر حجمها مما سهل اقتناء انواع مختلفة منها في المنزل دون الشعور بوجودها.

الطريف ان القطط الجميلة الوديعة و التي يحرص العديد من الاشخاص على اقتناء العديد منها يندرج في العائلة الخاصة بها و هي عائلة القطط فصيلة الاسود اي ان الاسود من عائلة القطط.ولذلك شاع قديما ان القطط ليست اجتماعية ولكن ذلك وان كان صحيحا بالنسبة لبعض الانواع فهو غير صحيح بالنسبة لاغلبها حيث ان هناك قطط مفترسة و لكنها انواع قليلة مقارنة بالقطط المنزلية او التي يصلح اقتنائها.

و بالنظر الى سلوك القطط نجد ان هناك عاملين اساسيين يتحكمان في تكوين سلوك القطط هما الام و البيئة التي يعيش بها القط .

الام وهي مصدر التعلم بالنسبة للقط حيث يمر القط في حياته السلوكية المرتبطة بالام بمرحلتين الاولى بعد الفطام ( 5 - 8 اسبوع ) و هي فترة يبدء القط فيها بمراقبة امه في كل تصرفتها كي يتعلم منها و هى مرحلة تلقي فقط حيث مازال القط لا يمارس اي سلوك مميز سوى الذي ولد به و فطر علية مثل الاكل و الشرب. اما المرحلة الثانية هي مرحلة التطبيق حيث يطبق القط ما تعلمه من سلوك طيلة المرحلة الاولى.

ابرز ما تتعلمه القطط من سلوك في هذه المراحل هي طرق الصيد واسلوب مطارة الفريسة و كذلك التفريق ما بين الطعام الصالح للاكل و الغير صالح هذا اضافة الى تعلم سلوك اللعب و الدفاع عن النفس بالاضافة الى سلوك التبول و التبرز. و لكن في الواقع يعتبر تعليم الام مجرد تعليم اولي للقط حيث اما ان تتغير هذة السلوكيات و تتبدل بسلوكيات مكتسبة من البيئة المحيطة او تبقى كما هي و تنمو على شكلها و غالبا يحدث ذلك في مجتمعات القطط المفترسة و البرية بينما تتبدل هذة الصفات في القطط المنزلية.

البيئة وهو العنصر الثاني و الاساسي الذي يؤثر في سلوك القطط فعلى سبيل المثال نجد ان سلوك القط الذي تربى في المنزل يختلف كثيرا عن سلوك قطط الشارع او القطط البرية فالقط الذي تربى بالمنزل يفتقد لمهارة الصيد المنفرد الذي يتمتع بها و يتقنها قط الشارع كما ان القط المنزلي يفتقد ايضا لمهارة الصيد الجماعي و التي يتفوق فيها القط البري او المفترس و من هنا يتضح لنا مدى اهمية البيئة المحيطة بالقط و تاثيرها المباشر على سلوكه كما يتضح ايضا كيف ان القط يتعلم سريعا من بيئته و انه على استعداد تام لتغير سلوكه بما يتناسب و البيئة المحيطة به. و بالعودة الى القط الذي تربى في المنزل نجد ان البيئة التي بها قد وفرت له الغذاء و بالتالي لم يعد بحاجة الى سلوك الصيد و قد لوحظ ان القطط التي تفطم مبكرا من امها ( 2 - 7اسبوع) و تربت منفردة في منزل تكون اقل شراسة و اكثر وداعة من القطط التي لم تتعرض لمثل هذة الظروف كما يلاحظ ايضا ان مثل هذة القطط تزداد لديها رغبة الاستكشاف و البحث.

اما السلوك الجنسي فهو سلوك غريزي له خطوات ثابتة عند كل القطط بل و العائلة كلها ايضا. الجدير بالذكر ان النضج الجنسي يكون مبكرا في القطط بالتحديد عند عمر 6 شهور للذكور و الاناث على حد سواء. و التزاوج يكون مرتان في السنة و تتميز القطط بالتبويض وقت الجماع حيث هي بذلك تضمن الاخصاب في عملية الجماع .يبدء التزاوج عادة بما يسمى النداء و هي اصوات تصدر من الانثي على شكل مواء طويل المدة بصوت عالي لجذب الذكر و من ثم يبدء الذكر في مداعبة الانثى ثم يبدء التزاوج حيث ان العضو الذكري يحتوي على شوكة مقوسة للخلف تقوم بكحت البطانة الداخلية لمهبل الانثى محفزة التبويض عند الانثى و بالطبع يكون ذلك مؤلم للانثى التي تلتفت و تضرب الذكر بمخالبها في وجه ثم تصر بصوت عالي و لكنها ما تلبث ان تعتذر عن طريق نومها على الارض امام الذكر و تدور يمنة و يسرى في نوع من تقديم الاعتذار عما بدر عنها.

من خلال ما سبق يظهر لنا كيف ان سلوك القطط معقد و لكنه يستحوذ على اهتمام الانسان كونه سلوك فريد . و يبقى ان نعلم ان هناك بعض السلوكيات الغير محببة بالنسبة للانسان و التي يجب ان يعمل الانسان على حلها من خلال تدريب القطط على التخلص منها لانه كما علمنا ان القطط تتاثر سريعا بالبيئة المحيطة بها و تتعلم اسرع ما يجعلها تنخرط مع بيئتها التي تحتويها. و من اهم هذة السلوكيات الغير محببة للانسان هو العنف ( العض - الخربشة ) و الاخراج ( التبول و التبرز في اماكن غير مخصصة لذلك ) وكذلك فرط الحساسية لاي موثر خارجي مثل الصوت و اللمس و ردود الفعل العالية و الغريبة اتجاه مثل هذه المؤثرات.

العنف ( العض - الخربشة ) :
هو سلوك عدواني غير طبيعي عند القطط خاصة التى تربت و عاشت منذ الصغر في البيت و لم تختلط باقرانها في الشارع. و هنا يجب ان نفرق ما بين سلوك العنف و سلوك اللعب حيث ان سلوك العنف يكون في كافة المواقف و كافة التعاملات مع القط و يكون مصحوب بردود افعال عنيفة مثل العض و الخربشة و الشراسة بعكس اللعب الذي يكون في اوقات معينة و ردود فعل ظريفة و هادئةو يتميز كذلك بالقفز و الحركات البهلوانية. و غالبا ينمو سلوك العنف عند القطط نتيجة لحبس القط في عمر صغير ( 14 اسبوع ) في مكان مغلق داخل المنزل مثل صندوق او غرفة منفردة او ما شابه مما ينتج عنه عدم الاختلاط بين القط و الاشخاص داخل المنزل و هو الدافع الى اعتبار ان كل من في المنزل اعداء في نظر القط و يجب علية الدفاع عن نفسه و غالبا ما يزول هذا السلوك بمرور وقت كافي من الاختلاط بين اصحاب المنزل و القط.

ولعلاج هذا السلوك ينبغي اولا اتاحة الفرصة ليتعود القط على اصحاب المنزل و كذلك تجنب القط و اللعب معة اثناء هذة الفترة حتى لا يصاب احد من اصحاب المنزل و حتى لا يساهم الاختلاط في تنمية مهارات و اكتساب فنون القتال و التدريب عليه من قبل القط. كما يمكن ايضا استخدام بعض الادوية المزيلة للقلق لقترة محدودة حتى يتسنى السيطرة على القط.

الاخراج ( التبول - التبرز في اماكن غير مخصصة لذلك ):
و تتلخص هذه المشكلة في كون القط يقوم بالتخلص من فضلاتة في اماكن متفرقة و مختلفة داخل المنزل و يرجع ذلك الى سببين اما مرض معين اصاب القط و يلاحظ ذلك اكثر اذا كان القط قد تعود سابقا على الاخراج في اماكن مخصصة ثم ترك هذه العادة او عند ظهور بعض الاعراض على القط اثناء الاخراج مثل رعشة الذيل او رفع احدى الاقدام الخلفية اثناء الاخراج و يجب في هذة الحالة التوجة الى الطبيب البيطري لفحص القط. اما السبب الثاني فيرجع الى السلوك حيث يقوم القط بالاخراج في وضعة العادي و لكن في اماكن مختلفة و يمكن علاج هذا السلوك باضافة صندوق او علبة فارغة بجوار المكان الذي يقدم الطعام للقط فية و سف يدرك القط بعد برهة من الوقت ان هذا المكان مخصص لعملية الاخراج . كما ينصح ايضا بتنظيف هذا المكان دوريا و كذلك استحمام القط مرتين في الاسبوع كما يمكن استخدام ادوية مضادات السيروتونين كعلاج لهذا السلوك مؤقتا.الجدير بالذكر ان الحالة الوحيدة التي يكثر القط التبول فيها و هي غير مرضية عندما يكون القط في موسم التزاوج.
فرط الحساسية لاي مؤثر خارجي : و تتمثل في الحساسية العالية و رد الفعل المبالغ فيه اتجاة اي مؤثر خارجي مثل اللمساو الصوت . و هذا غالبا يكون نتيجة المعاملة السيئة للقط مثل الضرب او الوخز بالدبوس او ما شابه خصوصا من الاطفال و غالبا ما يزول هذا السلوك بزوال السبب.

من هنا يمكننا التعامل مع القطط بشكل افضل من خلال ادراكنا بسلوكيتها المختلفة.

د. محمد مصطفى ( السويسي )

سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك