مع ثالث مسرحيه من مسرحيات صلاح جاهين و اسمها قاهر الاباليس

اسيبكم مع المسرحيه

المنظر الأول

"غابة .. شجرة كبيرة .. مخبأ فى الشجرة .. صوت العسكرى من خارج المسرح".
العسكرى : استنى استنى استنى .. هربان على فين ؟

* يظهر أرنب برى وهو يهرب

قطاع الطريق : "من داخل الشجرة" مين اللى جاى .. "لنفسه" دى ح تبقى صيدة عال "يظهر العسكرى وهو يطارد الأرنب البرى".
العسكرى : آه، ماقدرتش أقفشك .. ياخسارة ! .. ده العسكرى الجعان، فى عرض أى حاجة.. غراب، غزالة، أرنب برى، تمساح.
قطاع الطريق : "يخرج بالمسدس" أوعى تتحرك ! .. لا أفرغ الرصاص فى بطنك.
العسكرى : وحياة والدك تتلهى ياسى فرقع لوز انت، ياخيال المآتة .. تطلع إيه إنت ؟ .. غفير ؟ .. حارس الغابة .. والا صاحب الأرض ؟ ..
قطاع الطريق : أنا زمجور، قطاع الطريق المشهور .. اسمى معروف على بعد أربعين جبل، وعشرات البحور .. قدامى كل الحيين يتقلبوا ميتين، والأموات يترعشوا منى فى القبور ! ..
العسكرى : آه .. لأ، بسيطة، كنت فاكرك يا شيخ صاحب الأرض .. إنما قطاع طريق دى ماتخوفنيش ..
قطاع الطريق : مابتخافش منى ؟ .. مابتخافش منى ؟ .. طب دلوقت تشوف .. "ينادى على أسماء أعوان وهميين ليرعبه" .. يا أفراد العصابة .. يابعجور، ياكعبور، ياخنشور، حالا ح تموت، فورا! .. ها ؟ .. خفت ؟ ..
العسكرى : لا يا فندم .. أنا عسكرى، ما أعرفش مسألة الخوف دى.
قطاع الطريق : ومسألة الخضة ؟ .. ما اتخضيتش أبدا ؟ ..
العسكرى : لا يافندم .. أبدا.
قطاع الطريق : "يبكى" طب مش تقول م الأول ؟ .. مبسوط كده لما قريفتنى ؟ .. "بلهجة رسمية" هاه ؟ ومعاك منقولات ؟
العسكرى : إيه ؟ ..
قطاع الطريق : "بلهجة الجمارك" أى حاجة ؟ .. فلوس، مجوهرات، أحجار كريمه، ساعات.
العسكرى : آسف يافندم .. مامعاييش.
قطاع الطريق : طب معاك إيه، ورينى.
العسكرى : نفير، تذكار من الخدمة العسكرية، كنت بروجى الفرقة .. ولما كنت أضرب النوبة كان كل بروجية الفرق الثانية يجاوبونى .. تحب تسمع ؟
قطاع الطريق : بلا هوسة وقلب دماغ ما احبش، أنا قطاع طريق ماليش فى المزازيك، أعمل إيه معاك ؟ .. لا أنت بتعرف الخوف، ولا حيلتك حاجة تتسرق .. تشتغلش قطاع طريق ؟ .. أنا بادور على واحد.
العسكرى : ما باشتغلش أنا شغلانات هايفة .. ماتعرفليش عمل كويس ؟.
قطاع الطريق : عمل ؟
العسكرى : آه عمل ؟ عمرك ماسمعت عن حاجة اسمها عمل ؟
قطاع الطريق : انت ح تهزر معايا والا إيه ؟ فيه يا أخى عمل.
العسكرى : طب لايمنى عليه ! ..
قطاع الطريق : فيه .. هناك النواحيدى، طاحونة قديمة مهجورة، الناس بيخافوا منها .. أصلها مسكونة، فيها شياطين، بيلعبوا كوتشينة بالليل، يسرقوا اللى فايتين وياخدوا فلوسهم، ويطحنوهم فى الآخر.
العسكرى : دى مش أصول …
قطاع الطريق : حاجة فظيعة .. للأسف أنا قطاع طريق، تنفيذ الأصول مش شغلتى، ومادام انت ما بتعرفش الخوف وخالى شغل، تروح الطاحونة، تطرد الشياطين، وتصلحها وتطحن الحبوب للناس.
العسكرى : صح آهى دى شغلانة كويسة تناسبنى .. يروحولها منين الطاحونة دى ؟.
قطاع الطريق : تمشى فى السكة دى لحد ما توصل للقنطرة الصغيرة، اللى عليها شارة السلطان.

* من بعيد يسمع غناء فهلوانتش.
قطاع الطريق : استنى .. فيه زبون جاى .. اتدارى كده ما تعطلنيش .. اتدارى.

* العسكرى وقطاع الطريق يختبئان.
* فهلوانتش يدخل وفى يده ورقة عنوان، وفى يده الأخرى عصا جميلة وهو يغنى.
فهلوانتش :

على طول على طول على طول على طول وخروج ودخول وطلوع ونزول ويمين وشمال وسهول وجبال وسحاب ورمال وحشيش مبلول عنوان مجهول فى طريق مقفول فى مكان معزول لا مش معقول مجهول مقفول معزول معقول ؟ .. ده ما هوش عنوان إنسان ولا غول عنوان الزاهد كراماتو .. آدى وصفاته آدى أماراته إمشى عليهم توصل على طول.

قنطرة وتعدى وتمشى تلاقى هناك شجرة بلوط قنطرة عدينا عليها مشينا لقينا أهه شجرة بلوط ووراها شوية رمل أصفر باخضر بابيض باحمر مخلوط وف لمح البرق اتوجه شرق وقيس الفرق ومد خطوط على بعد تمام ثلاثين خطوة من سكة أزهار العجوة احسب مظبوط توصل مظبوط عنوان الزاهد كراماتو.

" يتأفف" إيه العناوين المناويشى دى ؟ .. هو كنز الملك سليمان يعنى ؟ .. يقعدوا يحسبوا له الخطوات ؟ ده ماكانش زاهد رايحين نفسده ..
قطاع الطريق : فلوسك أو حياتك ! .
فهلوانتش : لا يا شيخ ؟ خوفتنى .. شانكامانكا .. بزر بجر .. حالا تكون حتة حجر.

* قطاع الطريق يصبح قطعة من الحجر.
العسكرى : "يخرج من الشجرة" دنيا ! .. كان قطاع طريق زى الوحش بص لقى نفسه حتة دبش.
فهلوانتش : أقدر أعرف شخصية جنابك ؟.
العسكرى : قدور ثابت … عسكرى فى المعاش.
فهلوانتش : ورايح فين ؟.
العسكرى : طاحونة الشيطان.
فهلوانتش : مش بتخاف من الشياطين ؟ ..
العسكرى : لأ يا افندم.
فهلوانتش : طيب على كدة … ما تتفضل تيجى معايا.
العسكرى : معاك ؟.
فهلوانتش : طبعا .. قال ليه على الحصير تنام، وفيه سراير ريش نعام، ولزومه إيه أكل البصل، وفيه زلابية بالعسل.
العسكرى : صح، ده مظبوط ..
فهلوانتش : اسمح لى أعزمك .. شرم برم "يظهر طبق وفرخة محمرة" هاه .. كويسة دى ؟.
العسكرى : "يشمشم" حلوة جدا .. آخر مرة شفت فيها فرخة بالحلاوة دى .. كان يوم – لا مؤاخذة – ماطاهرونى .. إلا قوللى من فضلك: الفرخة دى محمرة فى أنهى مطبخ ؟.
فهلوانتش : على نار جهنم.
العسكرى : يا سلام ! .. بالذمة جهنم مش بطالة، إذا كانوا بيحمروا الفراخ هايل كدة .. وهناك فيه بيرة ؟.
فهلوانتش : زى ما أنت عايز.
العسكرى : ماجبتش معاك شوية ؟.
فهلوانتش : البيرة ماتخرجش برة .. ح أديلك العنوان، ده مش بعيد.
العسكرى : مرة ثانية أبقى أروح هناك .. دلوقت أنا رايح طاحونة الشيطان، بيقولوا فيها شغل.
فهلوانتش : ودنك منين ياجحا ؟ .. ولزومه إيه تلف من الطاحونة، مادام تقدر تروح دوغرى!.
العسكرى : فين.
فهلوانتش : هناك .. ح تكون هناك مبسوط جدا، وفرحان، وسكران .. ودفيان.
العسكرى : يا سلام ..
فهلوانتش : أمال يابيه ! .. اكتب إنت ورقة صغيرة بس وكل حاجة تتم.
العسكرى : متأسف .. ماباعرفش أكتب ولا أقرا، إلا يادوب أقول :
أعوذ بالله من ال …
فهلوانتش : "مقاطعا" حاسب ! .. ده مش مناسب ! .
العسكرى : طب أنا ح أروح الطاحونة .. بس ياخسارة، ما أعرفش السكة، قطاع الطريق كان ح يقوللى، بس يا خسارة، مالحقش.
فهلوانتش : يا سلام ؟ .. أساعدك أنا، مادام ماقدرتش أخدمك خدمة كبيرة، أخدمك ولو خدمة صغيرة .
"يقترب من قطاع الطريق"
فهلوانتش : شانكامانكا .. اتكلمى ياراس ..
قطاع الطريق : "يحرك رأسه" آخ .. آخ .. رقبتى منملة.
فهلوانتش : أوصف لنا السكة، باختصار، لطاحونة الشيطان.
قطاع الطريق : سكة ضيقة على طول عل طول على طول ..
فهلوانتش : باقول لك باختصار .. فين السكة.
قطاع الطريق : "بسرعة" على طول لحد ما تحصل قنطرة عليها شارة السلطان تحور ع اليمين تلاقى الطاحونة .. هه !.
العسكرى : فكه يا أفندم .. ده قطاع طريق ابن حلال، لا أذانى ولا أذاك..
فهلوانتش : عشان خاطرك ياجناب العسكرى، بكل سرور .. شانكا مانكا، أرجع زى ما كنت "قطاع الطريق يتحرك"، تانى مرة تبقى تفتح كويس .. قطاع الطريق لازم يميز بين إنسان وإنسان.
قطاع الطريق : إنت إنسان إنت ؟ ده إنت تلميذ إبليس.
فهلوانتش : عليك نور .. آديك جبت التايهة.
قطاع الطريق : حتروح جهنم وبئس المصير.
فهلوانتش : قديمة .. ماتجددوا بقى، مافيش خيال ؟ "للعسكرى" آه ياجناب العسكرى، ح نفترق فى طريقنا، لكين أتعشم إنى أشوفك فى طاحونة الشيطان.
العسكرى : يحصل لى الشرف . "يخرج من المسرح وهو يغنى أغنية عسكرية".
أول ما تلـقى عسكرى
لابـد تـعـرف إن ده
ولـد بـروجى فرقته ..
الموت يخاف من خلقته وتحـت باطه النفــير
ولـد بـروجى خطير
الجـيش يلبى زعقـته
وشجاعته مالهاش نظير
"يخرج"
قطاع الطريق : يا للهول .. يوم بطوله مفيش إلا عسكرى كحيان، وحتة شيطان .. دى الظاهر شغلة الأغنيا بس. اللى يقدروا يعملوا فيها .. دى شغلة الاغنيا .. أنا ماليش فيها عيش.

* يخرج الورقة والقلم ويبدأ فى كتابة الشعر
دى شغـلة الأغنـيا تكـتك تـتك تـك تـتـك
مستفعـلن فـاعـلن
الصـبر أحـسن دوا
للـى جفـاه الحبيب أنا ماليش فيها عيش
مستـفعلن فـاعـلن
مستـفعلن فـاعـلن
تـك تـك تـتك تـك تـتك جبيبتى فين ضحكتك
مسـكـيـن وحـالـى عـدم …. "الــــخ"

المنظر الثانى

* سكن الزاهد كراماتو .. أحجار وطوب .. كراماتو جالس على حجر يقرأ وقد وضع الكتاب على حجر آخر وسبحة كبيرة معلقة على الحيطان ببكرات.
كراماتو :

"رافعا رأسه عن الكتاب" دستووور، بكره تفرج .. يامهبهوب كله مكتوب .. أهه مكتوب "يقرأ" على بعد تمام تلاتين خطوة من سكة أزهار العجوة "لنفسه" عديتهم عشر تلاف مرة …

ال ياسيدى "يشير بأصبعه فى الكتاب" كنز مطمور من عجوة، على شكل بستان، حصواية لولى وحصواية مرجان، والأشجار ألماظ، وعلى كل شجرة بغبغان، ريشة ياقوت وريشة كهرمان والينابيع أشكال على ألوان، ينبوع مية دهب وينبوع عصير برتقان .. "يصرخ" دستووور "يقرأ" دفنه الملك سليمان وحط عليه عشر تلاف من الحراس، وعشر تلاف باب نحاس من جوة باب نحاس "يصرخ" دستور "يقرأ" وصاحب النصيب يعيش كما الزهاد، يأكل الأعشاب والجراد، "لنفسه" آدى الأعشاب، وآدى الجراد "يقرأ" ويقيم جنب الكنز عشر تلاف ليل ونهار، "لنفسه" النهاردة يبقوا 9999 يوم … "يقرأ" ويمتنع عن الحموم وتغيير الهدوم، "يهرش ويتفللى" "يمسك بشئ من صدره ويرميه أو يأكله مافيش مانع" ولا يلتفت للمغريات فراخ ولاستات، مايبصلهمش ولا يسمع المزيكات، ويفضل يقول ماهو آنت: مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون عشر تلاف مرة كل يوم "لنفسه" بنقول، "يقرأ" ينفتح له باب من بعد باب "لنفسه" النهارده يبقى انفتح عشر تلاف باب إلا باب ونص باب .. دستووور، بكرة تفرج. "يقرأ" ولكن "لنفسه" أخ خ خ من "ولكن" دى ! .. ولكن إيه ياسيدى ؟ "يقرأ" يبطل كل شئ بفعل الجن الأشرار، اللى هم الشياطين، اللى سيدنا سليمان – دستوور – غضبان عليهم بيشاغلوا ويخايلوا بحكاية المغريات حتى لا تتم المرات المطلوبة للدعوات . ويفسد كل شئ " يصرخ " فشر ! .. آدى دفتر الحسابات " يمسك السبحة " مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون 4998 ، مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون 4999 مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون ، خمستلاف . "تسمع ساعة تدق اثنين من بعيد" كويس مظبوط، وقفت فى حتة مناسبة. ساعة صديقى السلطان. دقت فى اثنين عشان أتغدا. "يمسك طبق الجراد".
فهلوانتش : بيتصرف فى وقته كويس، بيقرأ ويكتب ويتثقف .. وبيأكل إيه ده ؟ جراد، جراد حاف ؟ سك ! .. لا صلصة ولا تقلية .. أكلة الزهاد التقليدية .. طيب التمرين الأول، نحاول نقدم له حاجة أطعم ..
"يرفع صوته" إحم إحم ..
كراماتو : مادام مولود، أبقى موجود.
فهلوانتش : أقدر أجيلك ؟.
كراماتو : إذا كنت جايب خير.
فهلوانتش : خير أهه .. طبق مليان، سيدى باعتهولك.
كراماتو : انت من الجن بتاع سليمان ؟.
فهلوانتش : تقريبا.
كراماتوا : "ينظر إلى الطبق" إيه ده ؟ متهيألى دى تبقى فرخة.
فهلوانتش : برافو عليك .. فرخة محمرة.
كراماتو : "يشم الفرخة بتلذذ ثم يرميها" اللعبة دى مش عليا أنا، أنا بقالى 9999 يوم عايش فى الجبل عيشة مستقيمة.
فهلوانتش : عارف عارف يامولانا .. جراد مشوى، وأعشاب، وحاجات كده .. دى أصناف مش ولا بد.
كراماتو : دى أرزاق بتبعتها لى السما، ياحَضْرِةْ.
فهلوانتش : يبقوا ضحكوا عليك .. الزهاد التانيين بتجيبلهم لحوم وفواكه ولبن .. أمال إيه !.. لازم تطلب.
كراماتو : "بتمثيل" حاشالله، "لنفسه" فهمت، ده بيمتحنى.
فهلوانتش : تحب الويسكى ؟ "يخرج زجاجة ويسكى جون هيج"
كراماتو : أستغفر الله .. إبعدها إبعدها .. "فهلوانتش يضعها بعيدا" بعيد .. بعيد .. هناك بعيد…
فهلوانتش : تحب الستات ؟.
كراماتو : آآ آه .. إيه ؟ .. الستات ؟ .. لأ . لأ . لأ …
فهلوانتش : أظن سمعتك بتقول آه …
كراماتو : إخرس ! .. أنا بتاع ستات أنا ؟ !.
فهلوانتش : معقول برضه. بالغذا ده …. شوف، إن كنت عاوز ثواب لازم تكون قدامك حاجات كثير. علشان ترفضها، يعنى لازم تلعب بوكر، وتعرف ستات، وترقص، وتدخل كباريهات، تقوم ساعتها تبقى زاهد مودرن .. مغريات يا أفندم مغريات …
كراماتو : "يتذكر" مغريات ؟ "يصرخ" عرفتك ! الجن الأشرار ! .. ياللا يا ابن الشيطان.

* يسمح صوت البرنسيسة ناميسة.
البرنسيسة : يا سيدنا الزاهد ..
فهلوانتش : آخ .. بيجولك بنات ؟ ! .. آيييياه ! ..
كراماتو : دى البرنسيسة ناميسة.
البرنسيسة : ياسيدنا الزاهد ..
فهلوانتش : أما حتة صوت جميل !! .
كراماتو : بتجيلى عشان أنصحها .. ياللا.
فهلوانتش : مش ماشى، أنا كمان معجب بالبرنسيسة.
كراماتو : ياللا بقى ! ..
فهلوانتش : خلاص .. ماتزقش .. ماشى ..
كراماتو : مصايب إيه دى ؟ .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فهلوانتش : إخرس ! .. "تنفتح الأرض تحته ويختفى".
كراماتو : معجزة ! .. أنا عملت معجزة من غير ما أحس .. دستووور !

* تظهر البرنسيسة لابسة ثوبا له ذيل طويل تحمل طرفه طفلة صغيرة تلازمها دائما فى صمت.
البرنسيسة : آها آها آه .. ياسيدنا الزاهد.
كراماتو : "يغطى يده بجزء من ملابسه ويصافحها" أهلا .. مالك ؟ متضايقة من إيه ؟

* يكلمها وهو ناظر إلى الأرض.
البرنسيسة : الحقنى ياعم كراماتو .. عاوزين يجوزونى للقرد الأزعر، لابو جلمبو المبعجر، للجعران المبقع المجنزر.
كراماتو : إيه الحيوانات العجيبة دى كلها يابنتى ؟.
البرنسيسة : لو كنت عايش وسط الناس، كنت تفهم بأن ده الوحش اللى خطبنى النهاردة.
كراماتو : مين هو ؟ ..
البرنسيسة : التمساح الجربان اللى اسمه الأمير كشمير.
كراماتو : "بفزع" إزاى يابنتى تتجرأى، وتسمى حاكم بلاد نهر باد بالأسامى دى ؟.
البرنسيسة : وصيفتى بطة هى اللى مسمياه كده !.
كرماتو : بتتعلمى الشتيمة من الخدامين ؟. عيب يا ناميسة.
البرنسيسة : اطلب منهم يسيبونى فى حالى وما يجوزونيش.
كراماتو : الأمير كشمير يابنتى عريس كويس.
البرنسيسة : ما يتجوزنيش ما يتجوزنيش، ما يتجوزنيش ..

* تدبدب برجلها على الأرض.
كراماتو : ده واجب عليه، علشان يحتفظ بسلالة أسرته.
البرنسيسة : ودى حاجة يحتفظ بيها ؟ خدت بالك ودانه طول إيه ؟ وقرعته ؟ لازم تساعدنى، إنت عارف إنى باحب بهير وحافضل أحبه للأبد.
كراماتو : ودى حاجة حد يفضل يحبها للأبد ؟ .. بهير مش أمير، ده واد تلميذ خيبان.
البرنسيسة : لكن جميل زى الملاك.
كراماتو : ماتكفريش، ده كلام يودى جهنم.
البرنسيسة : جهنم أحسن من الدنيا اللى يتجوزنى فيها إنسان غير بهير.
كراماتو : جهنم ؟ .. عشان عيل صغير ؟.
البرنسيسة : صغير وحلو، زى مانا صغيرة وحلوة، باصص فى الأرض ليه ؟ بص لى .. شوف حلوة قد إيه؟.
كراماتو : مفيش لزوم.
البرنسيسة : حلوة، عيونى زى النجوم، خدودى زى الورد، شفايفى زى الفراولة عودى زى غصن البان .. بص لى "تذهب اليه وترفع ذقنه".
كراماتو : "يرفع بصره لأول مرة ويسقط على الأرض" لأ ! .. "يغمى عليه".
فهلوانتش : "طالعا من تحت الأرض" إزيك ؟ …
البرنسيسة : مين ؟ ..
فهلوانتش : اسمحيلى أقدم لك نفسى .. فهلوانتش، علاقات عامة، ابن أخت الزاهد ده . ما تتعجبيش لو عمل نفسه ما يعرفنيش .. هو صحيح اتجنن شوية لكن والدتى بقى دايما تقوللى : روح لخالك، هو الوحيد من العيلة اللى لقاله شغلانة كويسة.
البرنسيسة : مالك بتتكلم بسرعة كدة زى ما تكون، كلاب بتجرى وراك.
فهلوانتش : بسرعة ؟ .. زى ما بافكر، بالظبط، الكلمات بتجرى ورا الأفكار، والأفكار بتجرى قدام الكلمات، والكلاب بتجرى ورا دول ودول، والعيلة كلها كدة .. مش مظبوط ياخالى ؟.
كراماتو : "يفيق" عليك اللعنة ..
فهلوانتش : "للبرنسيسة" سامعاه بيشتمنى إزاى ؟ .. دايما كده الراجل ده، "لكراماتو" خالى.. من فضلك ده مش وقت الخلافات العائلية : أمال فين صينية الفراخ اللى بالسمك والخنزير ؟ .. "للبرنسيسة" أكلة عائلية، احنا يادوب كنا سكرنا، وفى نفس اللحظة سموك…..
كراماتو : "صارخا" إزاى تقول كدة ياسافل ؟.
فهلوانتش : خالى ، البرنسيسة مش ح تقول لحد.
البرنسيسة : طبعا، ده أنا أتبسط حتى لما أعرف إن الصالحين كمان بيحبوا ياكلوا كويس، دى حاجات تقربنا منهم.
فهلوانتش : أما عجايب عليك ياخالى، ح تفضل قفل كده لحد إمتى ؟ ! لازم تساعد البرنسيسة.. "للبرنسيسة" ده حتى ما بيرضاش يتكلم مع ماما "لكراماتو" آه آه منك ياخالى خليت رقبتنا قد السمسمة .. "للبرنسيسة" أنا يا أفندم اللى ح أساعدك فى جواز بهير.
البرنسيسة : دى تبقى معجزة.
كراماتو : "يتذكر" معجزة ؟ .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فهلوانتش : إخرس .. "تبلعه الأرض".
البرنسيسة : امتى ح تساعدنى بقى ؟ "تتلف" أمال فين الأستاذ فهلوانتش ؟.
كراماتو : مطرح مالازم يكون، فى جهنم وبئس المصير.
البرنسيسة : إنت خال قاسى قوى .. ليه بتزعل ابن أختك ؟.
كراماتو : ماخاله غير إبليس .. دستووور.

* كراماتو يتركها ويجلس فى موضعه الذى يقرأ فيه ويبدأ فى مهبهوب.
البرنسيسة : إنت ظالم ما عندكش إنسانية، وعجوز مليان أنانية، روحك بقت زى الجرادة المشوية. "تخرج وتنادى" فهلوانتش، يا أستاذ فهلوانتش.
كراماتو : ياستار من الجن الأشرار .. يعطلونا عن فتح الكنوز، ويخلوا المغريات يقولولنا ياعجوز .. "يغنى" ياراجل ياعجوز .. مناخيرك قد الكوز .. وودانك ليها بوز .. زى ودان الأراجوز .. "يقوم ويشرب من زجاجة الويسكى" إيه ده ؟ ويسكى ؟ .. جون هيج ؟ نسيت وشربت ! "يشرب كمان جرعة كبيرة " دستووور .. بكرة تفرج ! "السبحة تكركل الحبايات" حيس لا تعلمون ….. "ينظر للسبحة وهى تكر حباتها راجعة إلى الوراء" اشتغلى اشتغلى .. أنا ح استريح شوية .. "يرقد سكرانا" دستور .. بكرة .. هق .. تفرج .. حيس هق .. لا تع ع ع ع ع ع .. هق "ينام".

المنظر الثالث

* قنطرة صغيرة عليها شارة السلطان، بطة جالسة تغنى.
بطة : ياريت ياريت لو كان يعنى …
بالصدفة ماشى ويسمعنى ..
عريس حمش بس حنين ..
يحبنى .. ويدلعنى.
ياريت ييجينى
هنا يلاغينى
ويقوللى كلمة تمتعنى.
ياريت ياريت.
"تتلفت" مولاتى غابت قوى، راحت دقيقة للزاهد، ودلوقتى فات نص ساعة .. يا عينى عليها، بتحب سى بهير، والسلطان محرج عليها الحب، وانا إللى ماحدش محرج عليا، مش لاقية حد أحبه، ياترى ممكن ألاقى فى السراية واحد يكون مناسب ؟ .. قال ياجحا عد غنماتك .. الوزير المجنون اللى بيعاكسنى، والقموندان السكران .. خلينى أنا كده أقابل جدع صغير، بحبوح، هليهلى شغال شوف أنا ازاى ح احبه .. ح اهرب من السراية، واروح معاه آخر بلاد البنى آدمين، إنشالله يكون صياد، ملاحظ كلاب ملاحظ حصنة، والا مساعد ملاحظ حصنة، شيطان والا مساعد شيطان ...
فهلوانتش : "يظهر لها" سعيدة.
بطة : مين ده ؟.
فهلوانتش : طلبك.
بطة : إيه ؟.
فهلوانتش : عريسك !.
بطة : ملاحظ حصنة ؟.
فهلوانتش : بعيدة .. عريسك …
بطة : ملاحظ كلاب ؟.
فهلوانتش : قربتى .. عريسك …
بطة : صياد ؟.
فهلوانتش : قربتى خالص .. عريسك …
بطة : شيطان ؟.
فهلوانتش : صح ! تحت أمرك.
بطة : دى لعبة عيال صغيرين .. إنت صغير قوى.
فهلوانتش : السن عندنا مالوش قيمة.
بطة : أنا عايزه واحد أبقى مراته، مش دادته ؟ !.
فهلوانتش : بلاش .. لو أنا مش عاجبك، عندنا عرسان كثير فى المستودع، أكوام تلاقيهم هناك من كله، أبو شعر إسود، والأشقر والتخان والرفيعين، والطوال، والصلع، والسكرانين، واللى مابيشربوش قهوة ولا شاى، واللى بيمشوا وهم نايمين، كله كله، رسامين عطارين، ناس فجعانين، طبالين، بتوع مطافى، حرامية …
بطة : بس .. بس كل العرسان دول على عروسة واحدة ؟ .. اسمع
إنت شيطان بحق وحقيق ؟.
فهلوانتش : ليه لأ ؟ .. "يضحك".

* من بعيد يسمع صوت البرنسيسة تنادى يا أستاذ فهلوانتش.
بطة : بتضحك ؟.
البرنسيسة : "تنادى" يا أستاذ فهلوانتش …
بطة : ده صوت مولاتى .. بس إيه فهلوانتش دى ! أنا اسمى بطة.
فهلوانتش : لا يابطة .. إنتى غلطانة، ده مش صوت البرنسيسة، دى واحدة من صاحباتى بتندهلى، استخبى لحظة، أحسن بتزعل لما بتشوفنى مع حد تانى.
بطة : كل الرجالة زى بعض .. حتى الشياطين !

* تختفى بطة وتسمع البرنسيسة تنادى على فهلوانتش.
فهلوانتش : إيه العمل دلوقتى ؟ .. لو البنتين اتقابلوا ح يضيعوا منى هم الاثنين ؟ ست واحدة تقدر تلعب بعشر شياطين فى نفس الوقت، لكن يستحيل شيطان واحد يقدر على اثنين ستات فى لحظة واحدة .. يعنى أعمل إيه أنا دلوقتى ؟ يعنى أقطع نفسى نصين ؟ ما قدرش ! "يلتفت" مين قال إنى ما اقدرش ؟ .. أما أنا صحيح ماعنديش تقدير لمواهبى .. هوب !! .. "فهلوانتش ينقسم إلى اثنين فهلوانتش".
فهلوانتش (1) : أمال إيه ؟ مش شيطان ؟

* يمشى الفهلوانتشان فيصطدمان. يرفعان القبعات ينحنيان.
فهلوانتش (2) : لا مؤاخذة .. "ينحنى".
فهلوانتش (1) : باردون .. "ينحنى".
فهلوانتش (2) : اتفضل .. "يشير إليه ليمر".
فهلوانتش (1) : اتفضل .. "يشير إليه ليمر".
فهلوانتش (2) : سعيدة …
فهلوانتش (1) : إلى اللقاء …
الفهوانتشان : "يصيحان معا" يا آنسة .. يا آنسة ..
بطة والبرنسيسة : "معا" يا أستاذ فهلوانتش.
الفهلوانتشان : "معا" آه أخيرا يا آنستى احنا لوحدينا …
فهلوانتش (1) : إنتى بتحبى بهير وعاوزة تتجوزيه .. جميل جدا، أنا ح اساعدك "يخرج مع البرنسيسة".
فهلوانتش (2) : ما تقلقيش ياحلوة، أى عريس إنت عاوزاه ح يجيلك.




* يخرج مع بطة.
* يسمع أغنية العسكرى ويظهر العسكرى.
العسكرى : آدى القنطرة الصغيرة، وشارة السلطان .. تبقى الطاحونة مش بعيد .. طيب، ألاقى فين كوتشينة جديدة لنج ؟ فين، فين ؟؟ ما هو أنا لا يمكن ألاعبهم إلا بالكوتشينة بتاعتى.. أرجع البلد.

* يخرج ومعه أغنيته.
* تدخل البرنسيسة ومعها فهلوانتش.
البرنسيسة : آه يا أستاذ فهلوانتش، على السنين والسنين اللى فاتت من يوم ماطردوه من البلد.. ياحرام يامسكين .. اتجرأ وطلب إيدى من السلطان وطردوه من السراية، وسلطوا عليه الكلاب السعرانة … آه يانا .. آه يا أستاذ فهلوانتش، ياما أنا حزينة وتعيسة ..
فهلوانتش (1) : بالعكس يابرنسيسة، عمرك ما كنتى أقرب للسعادة من النهاردة …
البرنسيسة : بيقولوا إنه مات من الحب.
فهلوانتش (1) :

بس الأيامدى، حتى فى الروايات ما حدش بيموت بالحكاية دى .. بهير يا ستى عايش.
البرنسيسة : آه يا أستاذ فهلوانتش …
فهلوانتش (1) : أمال ! ؟ .. كلمة واحدة منك بس، وبهير ح يكون تحت رجليكى.
البرنسيسة : وإيه الكلمة دى اللى لازم أقولها ؟ ..
فهلوانتش (1) : لازم تكتبيها.
البرنسيسة : بس مافيش قلم ولا حبر.
فهلوانتش (1) : مش حبر ياماما .. دم نقطة من دمك.
البرنسيسة : ياى ! .. دى توجع !.
فهلوانتش (1) : آه منكم ياستات .. ماعندكوش قدرة تستحملوا الألم عشان حبيب القلب، لأ يابرنسيسة .. تبقى ما بتحبيش بهير. أنا كنت عايز أساعدك من غير مقابل، لكن يظهر مساعدتى مش ضرورية، أنا آسف على الوقت اللى ضاع مع سموك عن إذن سموك.
البرنسيسة : استنى يامولاى، استنى … علشان بهير أنا أستحمل أى ألم … إذا كان صحيح مش مؤلم.
فهلوانتش (1) : نقطة دم واحدة … ما عليكى إلا إنك تكتبى ورقة، إنك عاوزة تتجوزى بهير بس بالدم .. وبالظبط الساعة 12 بالليل، هاتى الورقة دى فى طاحونة الشيطان.
البرنسيسة : يامامى .. إيه ده ؟ حاجة تخوف.
فهلوانتش : حد يامولاتى، فى الزمان ده يعتقد فى الشياطين ؟ ها ها ..

* ينصرف فهلوانتش (1) والبرنسيسة إلى الغابة.
فهلوانتش (2) : طب ياست بطة، قلتى عاوزه إيه ؟ ياور للسلطان ؟ .. والا برنس ؟ .. والا شماشرجى ؟ والا مهمندار ؟ …
بطة : أنا عايزة واحد يكون طيب، يشرب خفيف، يلعب كوتشينة بسيط.
فهلوانتش (2) : طبعا عايزاه جسمه كويس، وشعره تقيل …
بطة : أنا كنت باقول برضه، ابو شعر تقيل أحسن من الأصلع، لكن لو الأصلع مخلص عن أبو شعر تقيل، زى بعضه، أصلع أصلع.
فهلوانتش (2) : البقاء للأصلع ! هاهاها ..
بطة : بتقول إيه ؟
فهلوانتش (2) : بقول خلاص كله واضح، بكرة الصبح يا بطة ح تكونى مخطوبة.
بطة : اطلع يا نمس، أنت بتضحك عليا.
فهلوانتش (2) : عيب أنا أضحك عليكى ؟ .. ياحلوة ياطعمة يا مربربة إنتى ..
بطة : طيب، وانت بقى يا شيطان عاوز إيه ؟.
فهلوانتش (2) : لا، أبدا، ولا حاجة .. بس تكتبى ورقة صغيرة.
بطة : بس ؟.
فهلوانتش (2) : بس .. وتكتبيها بالدم، يعنى.
بطة : غيره، عايز حاجة كمان ؟.
فهلوانتش (2) : أيوه يابطة تكتبيها بالدم، وتجيبيها لى 12 بالليل تمام فى الطاحونة القديمة.
بطة : "تشهق" يامصيبتى ! .. ده أنا أقعد كده بنت بنوت، لما يبقى عمرى تسعين سنة .. ولا إنيش أعتب طاحونة الشيطان "تجرى".
فهلوانتش (2) : بس استنى أما أقولك .. دى مش حاجة فظيعة بالدرجة دى "يجرى خلفها".
بطة : مش كاتبة أنا ورق بالدم ! .. "تجرى".

* تسمع أغنية العسكرى.
العسكرى : مش عارف أوصل طاحونة الشيطان. أما استريحلى شوية فى حتة.
"يخرج"

* يدخل الزاهد كراماتو ومعه جوال ويصطاد الجراد.
كراماتو : دستوووور بكرة تفرج، بس مالها معاكسة قرب الآخر ؟ .. الجراد يخلص النهارده بالذات ؟ .. طب ليه .. وأنا أشتغل بإيه ؟ .. أدينى بصطاد لى كام جرادة يسدو اليومين دول.. آدى واحدة .. يبقوا 78 جرادة "يصطاد ويضع فى الجوال" 79 جرادة .. "يصطاد" 80 جرادة، 81، 82، 83 ….
قطاع الطريق : "يخرج بالمسدس" فلوسك أو حياتك ! ..
كراماتو : "يرتعب" يانهار أسود .. الحقونى .. خد .. خد .. خد كل حاجة "يعطيه الجوال ويجرى".
قطاع الطريق : "يزن الجوال" باين عليها صيدة عال .. "يفتحه وينظر فيه" "يبكى" جراد؟ .. لا !!!!! هـ ، دى شغلة الأغنية .. مستفعلن فاعلن .. أنا ما ليش فيها عيش .. مستفلن فاعلن .. إهئ إهئهئ إهئ .. مستفعلن فاعلن .. "يبكى على الوزن" "يدخل العسكرى".
العسكرى : إيه ياصاحبى ؟ .. لسه برضة بتسرق ؟ …
قطاع الطريق : يوم بطوله مفيش إلا عسكرى كحيان، وحتة شيطان و .. و .. حشرا !! "يبكى" أنا ح أمو م الجوع ياعسكرى "يبكى على كتف العسكرى".
العسكرى : "يطبطب عليه" تعالى معايا أحسن، ورينى ياللا طاحونة الشيطان.
قطاع الطريق : ياللا بينا "يخرجان" ح أوريها لك

* من طرفى المسرح يدخل فهلوانتش (1) ومعه البرنسيسة وفهلوانتش (2) ومعه بطة. وهم لا يرون بعضهم.
الفهلوانتشان : "معاً" اتفقنا .. تمام فى نص الليل.
بطة والبرنسيسة : "معاً" تمام فى نص الليل.
الفهلوانتشان : "معاً" فى الطاحونة إياها.
بطة والبرنسيسة : "معاً" فى الطاحونة إياها.
الهفلوانتشان : "معاً" عال .. بس أوعى تقولى لحد .. هس !

"يخرجان" "بطة والبرنسيسة تسيران بظهريهما نحو بعضهما البعض وتتلاقيان".
البرنسيسة : بطة ؟.
بطة : البرنسيسة.
البرنسيسة : كنتى فين يا بطة ؟.
بطة : كنت قاعدة هنا طول الوقت.
البرنسيسة : كدابة !.
بطة : وانتى ماقلتيش بالحق.
البرنسيسة : أنا صليت عند الزاهد كراماتو، وشفت اتنين من كراماته.
بطة : وأنا نمت تحت الشجرة وجالى هاتف، لابس أبيض فى أبيض قاللى اروح بالليل أولع شمعة، حتى كمان قاللى إن جدتى عيانة .. اسمحيلى يا مولاتى أروح الليلة.
البرنسيسة : طبعاً، روحى أنا مش محتاجاكى النهاردة. أنا ناوية أصلى طول الليل عند الزاهد كراماتو

"تخرجان"
* يظهر الفهلوانتشان من جانبى المسرح يقتربان من بعضهما، ينحنيان لبعضهما ثم يندمجان شخصاً واحداً.
فهلوانتش : عشرة على عشرة، برفكت، ولو إنى متضايق من الغلطة اللى غلطتها دى تنقصنى ربع نمرة. ما كانش يصح إنى أدى البنتين نفس المعاد فى الطاحونة ما كانش يصح "يضرب نفسه قلماً" بس أنا ذنبى إيه ؟ نصى اليمين مش عارف اللى عمله نصى الشمال. طب والعمل ؟ إيه الحل ساعة التنفيذ؟
الحل إنى ما انقسمش "يهبط الظلام، وتظهر الكواكب والهلال. فهلوانتش يشعل سيجارة ويدخن" أعمل إيه ؟ استنى الليل "يجلس على القنطرة ويلقى شعراً"
بخصوص نميسة ومصيرها الأليـم
بعتوا الليلادى مذكرة من الجحـيم
أقراها .. وأعلن فى سكـون اللـيل
أن البـشر ح يشوفوا لسـه الويـل
وبرضه بخصوص بطة فيه كلمتين
آكلك منين يا بطـة آكلك منــين ؟.

المنظر الرابع

* ليل، الطريق إلى الطاحونة، بطة وفى يدها فانوس.
بطة : الدنيا ضلمة كحل، الواحدة ماتآمنش على نفسها فى الساعة دى ! "تجفل" الله ؟ مين اللى جاى ده؟

* تظهر البرنسيسة وفى يدها فانوس.
البرنسيسة : ياى .. يامامى .. باين فيه حاجة م اللى بتخوف . أنا .. أنا مش ح اخاف، أنا مش خايفة ..
بطة : البرنسيسة ؟.
البرنسيسة : "تصرخ مفزوعة" ياى ى ى ى !..
يامامى ى ى ى !.
بطة : ماتخافيش .. ده أنا بطة.
البرنسيسة : "بأمارة" بطة ! .. إنتى علشان إيه هنا ؟ .. بتتجسسى عليا؟.
بطة : أنا، كنت عند جدى .. أصله عيان.
البرنسيسة : جدك كمان عيان ؟ مش قلتى إنها جدتك.
بطة : هم الاثنين عيانين .. جدتى الأول عيت، وبعدين جدى كمان عيى اتعدت منه .. إيه .. اتعدا منها .. هم الاثنين اتعدوا من بعض .. وإيه اللى جابك هنا يا مولاتى ؟ ..
البرنسيسة : أنا .. أنا صليت شوية، وبعدين جالى صداع ! .. خرجت أشم الهوا.
بطة : وبعد الشر مال صباعك ؟.
البرنسيسة : ماله ؟.
بطة : رابطاه ليه بمنديل ؟.
البرنسيسة : فين ؟.
بطة : أهه !.
البرنسيسة : أنا حلفت عمرى ما أتجوز، ورابطة عقدة علشان ما أنساش .. وانتى ؟ .. ليه رابطة .. كوعك ؟.
بطة : أصلى أنا .. على غفلة كدة، عضيت كوعى.
البرنسيسة : انتى بتكدبى يا بطة !.؛ عينى فى عينك.
بطة : أهه "تبحلق فى عينها".
البرنسيسة : انتى كتبتى الورقة.
بطة : أنهى ورقة ؟ ..
البرنسيسة : اللى علشان العريس.
بطة : وانتى كمان برضه.
البرنسيسة : فى الطاحونة القديمة ؟.
بطة : نص الليل.
البرنسيسة : يالله بينا سوا.
بطة : يالله بينا .. سموك اتفضلى قدامى، واتطمنى .. أنا وراكى.
البرنسيسة : لا .. أنا وراكى.
بطة : ما يصحش، إزاى ؟
البرنسيسة : أنا برنسيسة.
بطة : عشان كده، سموك تمشى قدام.

"تلتفتان فجأة"
البرنسيسة : إيه ده .. شيطان ؟ ..
بطة : ده باين جذع شجرة ! ..
البرنسيسة : مصيبة .. لو طلع لنا فجأة حرامى !.
بطة : إذا كنا رايحين برجلينا للشياطين .. ح نخاف م الحرامية.
البرنسيسة : ياى ى ى ى .. ياى ى ى ى .. "تجرى فتصطدم بالعسكرى".
بطة : مين إنت قول .. لا أخبطك بالفانونس.
العسكرى : "للبرنسيسة" مالك بتصوصوى كده ؟ .. مش شايفة أنى بنى آدم مسالم، هادى، ما معاييش سلاح إلا بيبة كحيانة ونفير ؟ "لبطة"
وانتى يا شجاعة انتى .. أنا مبسوط منك.
بطة : "للبرنسيسة" ده لازم منهم .. صاحب فهلوانتش.
البرنسيسة : أمال فين صاحبك ! ..
العسكرى : صاحبى ؟ ماليش أصحاب النواحيدى.
بطة : العايق .. أبو جزمه لميع أجلاسيه.
العسكرى :

إنتى بتدورى عليه بقى ؟.
بطة : ده مستنينا فى طاحونة الشيطان.
البرنسيسة : عشان يأخذ مننا الورق.
بطة : على الجواز يعنى. "تخجل"
العسكرى : آه .. أيوه .. طب أشوف أنا اللى عاوزه صاحبى، ورونى كده كتبتوا مظبوط ؟.
البرنسيسة : أنا كتبت انى باحب بهير.
بطة : وأنا كتبت أنى ضرورى ح احب .. بة.
العسكرى : ورينى يا شاطرة ؟.
بطة : صح، مفيش غلط.
العسكرى : "يفحص الورق" كده ؟ . وليه كاتبين بالأحمر ؟ .. مفش حبر أزرق ؟ ..
بطة : ده مش حبر ! ..
البرنسيسة : ده … د م م م م !.
العسكرى : ما شاء الله ما شاء الله ! .. ده انتو عملتوا حاجات كتير …. "لبطة" نوريلى ياشابة .. "يقرأ" جدع صغير، بحبوح، شغال. الوصيفة بطة.
بطة : ده أنا …
العسكرى : "يقرأ" .. وهنا، بهير، حبيبى.
بطة : دى البرنسيسة ناميسة.
البرنسيسة : هس يا بطة ده سر ….
العسكرى : عارف كل حاجة .. مفيش أسرار .. أنا عندى أمر آخد منكم الورق ده ….
البرنسيسة : مين اللى أمرك ؟.
العسكرى : أى واحد.
بطة : يعنى إنت كمان شيطان ؟.
العسكرى : طبعا "يأخذ الورق".
بطة : ماكنتش أحسب أن فيه شياطين حلوين كدة ! ..
فهلوانتش : "يظهر" قفشتك يانصاب ! ..
العسكرى : قفشك سماوى ! .. "للبنات" روحوا انتو يابنات ع البيت ... اجروا يالله ! .. وماتبصوش وراكم .. ح تتجوزوا
البرنسيسة : أنا شاكره جدا …
بطة : إيدك أبوسها ياسيد الشياطين.
العسكرى : العفو العفو .. "تنصرفان" أما صحيح كتاكيت لكن عفاريت .. طالعينلى م البيضة، وطيران ع الجو .. بس حظكم بمب، وقعتوا مع عسكرى مش مع مخبر ؟!
فهلوانتش : مساء الخير، جناب العسكرى.
العسكرى : آه .. صاحبى القديم ؟، .. رايح برضه ع الطاحونة ؟.
فهلوانتش : أبدا، ياجناب العسكرى، مش رايح أى حتة .. أنا مستنى.
العسكرى : مين ؟.
فهلوانتش : ورق.
العسكرى : ورق إيه ؟.
فهلوانتش : نفس الورق اللى جنابك خدته من البنات .. علشان تديهولى طبعا.
العسكرى : جناب الشيطان .. ماتضيعش وقتك، روح شوف شغلك.
فهلوانتش : والورق ؟.
العسكرى : لا .. مانعطلكش.
فهلوانتش : عاوز تتخانق مع شيطان، ياجناب العسكرى ؟
العسكرى : لأ .. ياجناب الشيطان.
فهلوانتش : طب يا إبنى ليه تئذى نفسك ؟ مش عارف إنك بالطريقة دى، دماغك تطير ؟ ..
العسكرى : على ما أتذكر .. الكلمة دى اتقالت لى جملة مرات، وأديك شايف دماغى قاعدة زى ما هى، وفوقها كمان طاقية.
فهلوانتش : آه .. طب لماح تفقدها، ح تتذكرنى أنا، ياجناب العسكرى.
العسكرى : صحيح ؟ ..
فهلوانتش : عن إذنك ..
العسكرى : عجايب ! إيش أدخل الشيطان فى دماغ العسكرى ؟ !
فهلوانتش : "ينتحى جانبا ويتلو سحرا". شانكا بانكا، طيرى يادماغ من فوق الجسم.
العسكرى : "وحده" ح اخبى الورق فى الطاقية، أحسن حاجة، عشان ماياخدوش.
فهلوانتش : ماطارتش ؟ ! .. شانكا مانكا، يا جسم طير من تحت الدماغ.
العسكرى : "يخبئ الورق" كويس كده قوى.
فهلوانتش : بلاوى إيه دى ؟ ماجرالوش حاجة ؟ .. طب، شانكا مانكا بزر بجر حالا تكون حتة حجر. "يظل يكررها".
العسكرى : بس ! .. جه وقت الطاحونة .. "يخرج وهو يغنى".
العسكرى : "يلحن أول ماتلقى عسكرى"
إلى الامام ياعسكرى
إلى الأمام ياسمكرى
يامصلحاتى يافنجرى
صلح كتير كتير كتير
بخطوة عسكرية دوس ….
وسط الظلام من غير فانوس
ومادام مفيش قولة فلوس
من إيه بقى يخاف الفقير
فهلوانتش : مشى ؟ .. والسحر ماحوقش فيه ؟ ده الظاهر تقيل قوى ! .. ده مشكلة ! .. أعمل إيه ؟ أعمل إيه؟ أعمل إيه ؟ .. بسرعة على الطاحونة، لازم أكون هناك قبل العسكرى.

المنظر الخامس

* طاحونة قديمة مهجورة شيطانان قرويان نائمان يشخران.
فهلوانتش : "يدخل ويتفحص الطاحونة" بقى ده فرع من جهنم ده ؟ .. مستوقد على خرابة على مزبلة ؟ .. والأنكت ما فيش حد خالص .. "ينادى" اييييه .. ياللى هنا ‍! .. "يسمع الشخير" برافو برافو .. اصحوا يابلاوى ! .. تكونوش فاكرين ده فرع من الجنة ؟ .. انتو ياعرة الشياطين !.
برابند : "يستيقظ" مى .. مى .. مى .. مى .. مى …
كركر : "يستيقظ" مين ؟.
فهلوانتش : اصحوا ! ..
برابند : فا .. فا .. فا .. فا …
كركر : فاضل لسه كتير على الساعة اتناشر.
فهلوانتش : مانيش فاهم بتقول إيه ؟.
برابند : سى .. سى .. سى .. سى ..
كركر : سيبنا فى راحتنا .. شغلنا يبتدى اتناشر.
فهلوانتش : فز قوم إنت وهو .. إصحوا .. "لا يتحركان" بالأمر ! ..
برابند : صول .. صول .. صول .. صول ..
كركر : سلطتك إيه إنت ؟ ..
فهلوانتش : أنا من المركز الرئيسى.
برابند : ييه ! .. دو .. دو .. دو .. دو.
فهلوانتش : هو إيه هو ده ؟ .. السلم الموسيقى ؟ ..
برابند : لا لا لا .. دودو .. دو .. دو .. دو .. "يزودها حبتين".
فهلوانتش : "لكركر" انطق بقى ف عرض إبليس !.
كركر : دول هرونا مفتشين يا عالم ! …
فهلوانتش : أنا مش مفتش .. أنا فهلوانتش، شيطان من الدرجة الأولى .. لسه متخرج من أكاديميا جهنم بتقدير: اتش آى طان .. وباحضر ماجستير بعنوان شراء الأرواح بالأوراق المكتوبة بالدم، وإفساد أحد الزهاد بطريق الفم والشم والخم .. ودى مستوحاة من قصة فاوست ومفيستوفوليس، اللى …
برابند : مى .. مى .. مى .. مى ..
فهلوانتش : تانى ؟ .. السلم ؟ ..
برابند : مى .. مى ..
كركر : مش فاهمين يعنى.
فهلوانتش : ستوبيد انتم .. حمير انتم .. مغفلين أنتم .. انكتاموس !.
برابند : هه …. "يتطلعان إليه بغباء".
فهلوانتش : يعنى .. انكتموا يا أغبيا، ياللى مابتفهموش حاجة.
كركر : "يتنهد" عدم المواخذة ياسيدنا البيه، على أيامنا ماكانش حدانا البتاعة الكادوميا دى .. رمونا ع الأرض وخلاص، وآديحنا بنفسد فيها والسلامو عليكو عليكو السلام، آدى اللى نعرفه .. أهلاً إتش آى طان بيه درجة أولى، شحوالك ?.
فهلوانتش : افهموا .. أنا مش مفتش أنا – ح افهمها لكم إزاى دى ؟ - خدوا بالكم معايا .. أنا زى ماتقولوا كدة ..
برابند : خا .. خا .. خا .. خا ..
فهلوانتش : خا، مش فى السلم الموسيقى يا جاهل.
كركر : عايز يقول، خطوة عزيزة.
برابند : لا لا .. خا .. خا .. خا ..
فهلوانتش : ايه بقى ؟ !! .. خلصنا ! ..
برابند : آهى هى هى هيادى ! .. خلصنا.
فهلوانتش : انت بتتكلم إزاى انت ؟ !
برابند : باتهته.
كركر : لم لسانك الطويل ده ياواد يابرابند . "لفهلوانتش" يعنى طلبات سعادتك. ؟ يلزم خدمة يعنى؟.
فهلوانتش : مع انكم حثالة الأبالسة .. اسمعوا، فيه عسكرى ح ييجى هنا .. لازم تاخدوا منه ورقتين، ح يتسببوا فى اننا ناخد أرواح بنتين.
كركر : حريم ؟ .. لأ .. احنا هنا للرجال فأط !.
فهلوانتش : إيه ؟ ..
برابند : أفهمك .. هنا بس ن .. ن .. ن …
كركر : نخوف الرجالة .. ونلاعبهم كوشتينة .. ونأخد لا مؤاخذة روحهم.
فهلوانتش : عال خالص .. ولعبتو على كام روح ؟ ..
برابند : يا اااا ه "يشير بيده يعنى ياما" مع .. س .. س .. س ..
فهلوانتش : سبعمية ؟.
برابند : لا .. س .. س .. س ..
فهلوانتش : ستمية ؟.
برابند : لألأ .. سو .. سو ..
كركر : مع سرماتى لا مؤاخذة .. السرماتى ده لعبنا مع نص روحه والنص التانى وقع فى رجليه، ما عرفناش نجيبه.
برابند : "معا" بس كده.
كركر : .
فهلوانتش : لأ .. عظيم أنا ح أقول للدكتور خنزؤور على الشطار اللى قاعدين فى الفرع ده.
برابند : تش .. تش . تش ..
كركر : تشكر .. "يهتف" فليعيش البيه !.
برابند : فل .. فل .. فل ..
فهلوانتش : هس يامخلول انت وهو .. دلوقت ح ييجى هنا واحد عسكرى، واحد إيه ؟.
برابند : عسعسعس ..
كركر : كرى ..
فهلوانتش : ومعاه ورق خاص ببنات .. لازم تلاعبوه على الورق ده، وتسلبوه منه، وتسلبوا روحه كمان، فاهمين ؟ وأنا اللى ح اطلب ترقيتكم بنفسى.
كركر : على عيوننا وقروننا.
برابند : طب .. بق .. بق .. بق ..
فهلوانتش : إيه ؟ !!.
برابند : بق .. بق .. بقشيش ..
فهلوانتش : بعدين .. ولو هو اللى غلبكم ؟ ..
برابند : فا .. فا .. فا ..
كركر : فشر …
فهلوانتش : طيب خلاص. "يدير لهما ظهره ويتجول فى الطاحونة، ينظر فى الساعة"
برابند : آى .. آى .. آى .. آى ..
كركر : إيه ؟.
برابند : آى .. آى .. آى .. آى.
كركر : هيه يا مسهل !.
برابند : آى .. آى .. آى ..
كركر : انطق فلقتنا.
برابند : ماتصبر يا أخى، العجلة م الشيطان، دهدى ! .. أى .. أى .. أى .. أى.
كركر : أقول بدالك آنى ؟ .. خلى عنك.
برابند : لا ياسيدى ماتقولش بدالى .. هو إيه ياخويا ده ؟ ! آنى اللى حقول .. وشرفك انت ماحد قايل إلا آنى .. آى .. آى ..
كركر : شد حيلك ..
برابند : أى .. أى ..
كركر : خلاص طالعة آهه.
برابند : أصل .. أصل حاكم احنا عندنا كوتشينه مغشوشة ! .. قلتها.
كركر : ياسلام .. هى دى ؟ .. طب ما البيه عارف .. يعنى البيه مش عارف .. ما هو عارف ..
فهلوانتش : هوه هوه ! .. هس ! .. اتفوه عليكم. "تسمع أغنية العسكرى" أهه .. سامعينه؟.. حضروا نفسكم .. ارعبوه، اغلبوه، اكسبوه، انهبوه، "يختبئ" وانا ح استخبى هنا.
كركر : هات عدة التخويف.
العسكرى : "يدخل" هى دى بقى الطاحونة ! .. عايزه شغل كتير، لكن معلهش، نصلح أبوها .. والشياطين دول ينطردوا إزاى ؟ .. نشوف

* تظهر الشياطين لابسين جرادل، وقرع مجوف من الذى يستعمل فى التعويم، ويصنعون ضجة كبيرة لإخافة العسكرى الذى يجلس هادئا يتفرج عليهم إلى أن يتعبوا ويكفوا عن العفرتة.
برابند : عامعم .. عامعم .. عامعم .. عم هامهم .. هامهم .. هامهم .. هم.
وكركر : عامعم .. عم .. .. هامهم .. هم .. .. عاوعو .. عاوعو .. عاوزين دم
بخبخ .. بخبخ .. بخبوخاه آنى .. أبو رجل مسلوخاه يالله .. خاف .. يالله يا عم .. مش بتخاف ؟ .. طب عمعم .. خوف .. خوف .. خؤوفاه آنى شعرى زى اللوفاه يالله خاف .. يالله ياعم .. مش ح تخاف ؟ طب عمعم دربك .. دربك دربوكاه ديريجم .. ديرى ديرى .. جم تونكل .. تونكل .. ليتل اصطار آنى عينيا تطق شرار بخ …. بخ …. يالله خاف .. بخ…. بخ …. همهم هم ..
العسكرى : إيه ؟ .. تعبتم ؟ ..
برابند : طأ .. طأ ..
كركر : طبعاً تعبنا.
برابند : مح .. مح .. مح ..
كركر : ما حناش حديد ..
برابند : "لكركر" ليه .. ليه ؟ . مش خايف مننا زى المعتاد ؟ "للعسكرى" يالله .. يالله خاف مننا .. عاعاعام م م م ..
العسكرى : بس بلا لعب عيال .. مش حخاف بأى حال من الأحوال.
برابند : "لكركر" يا كركر .. ده ده ده ده .. "يشير إلى العسكرى بيأس".
كركر : حداك الورق ؟
العسكرى : ورق إيه ؟
كركر : ورق البنات.
العسكرى : وانتو إيه شغلكوا ؟
برابند : يالله نل .. نل .. نل ..
كركر : يالله نلعب عليه كوتشينة. إحنا بنلعب وحش.
العسكرى : ما بالعبش قمار على حاجات كبيرة.
برابند : "لفهلوانتش" مش عاو .. عاو .. مش عاوز يلعب.
فهلوانتش : طب لاعبوه على روحه.
برابند : "للعسكرى" طب .. طب نلعب على روحك.
كركر : إيه رأيك ؟ .. فكرة !
العسكرى : روحى، أنا عاوزها، العسكرى من غير روح يبقى جلاد مش عسكرى.
برابند : "لفهلوانتش" بر .. بر .. برضمه مش عاوز يلعب.
فهلوانتش : لاعبوه على فلوس، خليه يسخن فى اللعب.
برابند : "للعسكرى" نلعب على فلوس، عشان نخليك تسخن فى اللعب.
كركر : إيه رأيك ؟ .. فكرة ! ..
العسكرى : مامعاييش فلوس.
برابند : "لفهلوانتش" مام .. مام .. مامعاهوش فلوس.
فهلوانتش : سلفوه فلوس.
برابند : عا .. عالحساب ؟.
فهلوانتش : على أى حاجة.
برابند : ح نديلك ع الحساب يا عسكرى.
كركر : ح نسلفك اتنين جنيه .. إيه رأيك ؟
العسكرى : "يقبل" فكرة !
برابند : "بدون تهتهه" يالله بقى نلعب، اقعد هنا يا عسكرى "العسكرى يقعد" وكركر يقعد هنا، وأنا هنا. واللى حداه ورقه أكبر يستفتح اللعب.
العسكرى : جرى إيه يا حراميه ؟ .. إيه ده اللى ع الورق.
برابند : فين ؟
العسكرى : أهه !
برابند : معليهشى .. ده بس الورق دايب.
العسكرى : "يضربه بالورق" طب خد ورقك الدايب ده ورق متعلم يا غجر مش ممكن العب بيه .. اتفضلوا، آدى الكوتشينة بتاعتى، جديدة لنج، لسه بورقتها.
كركر : مش لاعبين .. احنا ما نعرفش فى الكوتشينة دى.
برابند : مش لاعبين .. دى لسه بورقتها.
العسكرى : بلاش.
برابند : بلاشين.
فهلوانتش : "يضرب برابند" إيه اللى بتقوله ده ؟ .. يا غبى.
برابند :

موافقين يا عسكرى .. كوتشينتك كويسة، ولسه جديدة، وموافقين "يفرق الورق".
العسكرى : جالك إيه ؟
برابند : سبعة بسطونى.
العسكرى : نص جنيه.
كركر : أوكيه.
العسكرى : أهه .. كسبتكم، الفلوس ليه.
فهلوانتش : إيه اللى بتهببوه ده ؟ "يجرى إلى التليفون" جامادوية كابرافويه .. جهنم ؟ يا جهنم ادينى الدكتور خنزؤور ..
عاملة التليفون : مش على مكتبه.
فهلوانتش : دورى عليه.
عاملة التليفون : اضرب له كمان ساعة.
فهلوانتش : ولعه .. ولاليعو .. عيعى عاعا .. اخص عليكى .. أحبك ..
عاملة التليفون : يوه .. طيب "برقة" بادور عليه.
العسكرى : جالك إيه ؟
برابند : ستة بسطونى.
كركر : العب ..
فهلوانتش : دكتور خنزؤور .. أنا فهلوانتش ..
خنزؤور : فهلوانتش مين ؟
فهلوانتش : نمرة 13 على ألف ومية ثلاثة وثلاثين .. فيه ورق خاص ببنتين موجود مع العسكرى قدور ثابت والشياطين بتوعنا بيلاعبوه كوتشينة، وبيخسروا، ضرورى حضورك.
خنزؤور : شوية هدوء أعصاب، وخدوا بالكم فى اللعب .. ولو عوزتونى اضربولى تانى.
العسكرى : "للشياطين" انت بتخبى الولد فين ؟ .. حطه ع الطرابيزة، أحسن أخليها لكو ضلمة.
برابند : عيب يا أفندم ما تعليش حسك .. آدى الولد بتاعك.
العسكرى : كسبتكم يا حضرات .. هات خمسين قرش، وانت هات ميت قرش .. باين عليكم ما بتعرفوش تحسبوا كويس.
برابند : وأنت باين عليك بتعرف تلعب لعب ؟ !!
كركر : ده يبلعب لعب ؟ !
فهلوانتش : جرابيع "يجرى للتليفون" … جاما دوية كابرافوية، يادى الداهية، مشغولة …
العسكرى : نكمل اللعب.
برابند : ماعناش فلوس فوق عن كده.
العسكرى : العبو ع الطاحونة.
برابند : كركر !
كركر : إيه بربر ؟
برابند : مش بتاعتنا.
كركر : ياعم زيح، العيا مر .. نلعب عليها.
برابند : اللعبة حميت يا وله.
فهلوانتش : "فى التليفون" جاما دوية كابرافرية .. دكتور خنزؤور، الشياطين خسروا كل فلوسهم، ودلوقت بيلعبوا على الطاحونة.
خنزؤور : جاى حالا.
برابند : ما تندلقش يا كركر .. على مهلك.
العسكرى : واحد .. اتنين .. تلاتة .. هوب ! الطاحونة كسبتها.
برابند : أنا كنت عارف ! .. "يلطم".
فهلوانتش : البنك فلس.

* رعد وبرق، وطرقعات، ونيران – يخرج الدكتور خنزؤور من تحت الأرض على موتوسيكل. ينزل مرتديا رداء أحمر وقبعة عالية ومعه سوط.
فهلوانتش : "متنهدا" أخيرا الدكتور خنزؤور ! .. "لخنزؤور" دكتور ! .. الحقنى !! أنا وقعت مع شوية مهابيل.
خنزؤور : انت اللى شيخ المهابيل .. انت ليه هنا ؟ ..
فهلوانتش : مستنى آخد ورق البنتين، وروح العسكرى.
خنزؤور : كان واجب عليك تخلص عملية الزاهد كراماتو.
فهلوانتش : أصله ملا بطنه جراد، قام نام، وأنا عشان ما اضيعش الوقت..
خنزؤور : "يضربه باللكامية" ما تخسرش النظام .. روح للزاهد وما تسيبوش دقيقة واحدة.
فهلوانتش : "يجرى ويبرطم" هو إيه ده ؟ .. راجل متعلم .. وينضرب كمان ؟ ..
برابند وكركر : "معاً" ناظر الكادوميا .. يضرب تلميذ الكادوميا.
"يضحكان"
خنزؤور : "يضرب الشيطانين" امشوا انجروا من هنا.
"يجريان".
العسكرى : تسمح لى يا جناب الدكتور، أعرف انت بتضربهم ليه ؟
خنزؤور : لأ .. لأ .. ما تدافعش عنهم يا جناب العسكرى.
العسكرى : أنا مش بادافع عنهم.
خنزؤور : أنا آسف جدا، لأنك ضيعت وقتك، مع الأوباش دول، ما تتصورش أنا متضايق لك قد إيه ؟
العسكرى : شياطين زى باقى الشياطين .. هم الحقيقة ابتدوا الأول يسرقوا فى اللعب، لكن أنا بسرعة عدلتهم.
خنزؤور :

أنا مندهش لصبرك، ومعجب بيك، تلاعب مخابيل زى دول .. اتعشم إنك ما ترفضش تلعب دور معايا .
العسكرى : اتفضل.
خنزؤور : اتفضل اقعد "يشير بيده فتظهر مائدة عليها شموع وأوراق لعب وكرسين فوتيل"
العسكرى : إيه ده .. ألعب ليه ؟ .. أنا كسبت الطاحونة ومش عاوز ألعب تانى.
خنزؤور : إيه الطاحونة دى ؟ ! دى خربانة.
العسكرى : ح أصلحها، أنا باحب الشغل.
خنزؤور : ممكن ألاعبك على سراية العائلة.
العسكرى : أنا مش محتاج سراية.
خنزؤور : على كيفك .. طيب نلعب على أن اللى يكسب، يطلب من التانى اللى عاوزه.
العسكرى : انت مش عايز منى حاجة، وأنا مش عايز منك حاجة
خنزؤور : ده انت صعب قوى .. خلاص، نلعب إذن بحاجة بسيطة كده، لمجرد الذكرى بتاعة الليلا دى.
العسكرى : فعلا مش كل ليلة الشياطين بيلعبوا كوتشينة.
خنزؤور : إيه رأيك .. أنا ألعب على البرنيطة، وانت على الطاقية.
العسكرى : كويس برضه .. "لنفسه" أنا عمرى مالبست برنيطة ! …
خنزؤور : بوكر وإلا 31.
العسكرى : 31
خنزؤور : مين ح يفرق ؟.
العسكرى : اللى ورقه أكبر.
خنزؤور : ولد.
العسكرى : كومى.
خنزؤور : انت اللى تفرق.
العسكرى : اقسم.
خنزؤور : اتفضل.
العسكرى : واحدة ليا، ووحدة ليك ..
خنزؤور : اتنين كارت كمان.
العسكرى : اتفضل.
خنزؤور : خد لنفسك.
العسكرى : "يقلب الورقتين" عشرة .. وعشرة .. وخمسة.
خنزؤور : خمسة وعشرين.
العسكرى : خمسة وعشرين ؟ .. ح آخد كمان "يأخذ" تلاتين !.
خنزؤور : واحد وتلاتين !.
العسكرى : تكسب.

* خنزؤور يتناول الطاقية، يخرج منها ورق البنات، يأخذهم لنفسه، ويرمى الطاقية للعسكرى.
خنزؤور : خد القرعة بتاعتك يا دهل، الورق أهه، ألف شكر بنتين جداد النهاردة ح يشرفوا جهنم ! .. مع تحياتى.
العسكرى : الورق ! .. هات الورق ! .. أنا لعبت على الطاقية مش على الورق ! .. ده مش شرف ! …
خنزؤور : بتقول إيه ؟ مش شرف ؟ ضحكتنى يا عسكرى.
العسكرى : خد كل الفلوس اللى كسبتها، ورجع الورق.
خنزؤور : فلوس إيه ؟
العسكرى : دى ! "ينظر فيجدها فخار مكسر" شقف ؟ .. كله غش فى غش.
خنزؤور : على كل حال تقدر تحوش وتلعب معانا مرة تانية .. بس لازم تجيلنا جهنم، إذا ماكنتش تخاف .. اتفضل، آدى الكارت فيزيت بتاعى، ترميه على الأرض وتقول : جامادوية كابرافوية، تنفتح الأرض فورا، ويبان قدامك الطريق لجهنم وخليتك بعافية .. هاهاهاها.

* رعد، نار، يختفى خنزؤور فى قلب الأرض.
العسكرى : إيه اللى أنا عملته ده ؟ .. اتخميت فى الشياطين ولاعبتهم قمار ؟ !… بنتين يا عسكرى حيروحوا جهنم بسببك ! .. اخص عليك !!
آه الشياطين الحرامية الملاعين .. ده أنا أموت، وأخلص البنات من ضوافرهم .. وأضحى بحياتى، ولا إنهم يلمسوا شعرة من شعورهم!..

المنظر السادس

* ديكور المنظر الأول – قاطع الطريق جالس على جذع شجرة مقطوعة يعزف على آلة وترية.
قطاع الطريق : "يغنى"
أنـا بـاغنـى غنـوتــى
وطـظ فـى العالـم بـقـا
الـغـابـة هـى والجـبـال لنـور عيـنـيا حلوتـى
البـحـر هـوا والـرمال
متهمـنـيش مـطربـقة
أنـا باغـنى غنـوتـى

م الحـب آه .. م الحـب آه
يلاعبـنـى طـول مانا فى
وقـد إيـه لعـبـه فظـيـع
يا حسرة ده أنا قبل الربـيع تاعبنى طول عمرى وراه
الحياة وقد إيه لعبه خشن
شنيع شنيع .. مريع مريع
يمكن ح اموت وح انـدفن

وأنـا باغـنى غنـوتـى


* يسمع وقع حوافر حصان، يلبس القناع على وجهه، يمسك حبل ويربط طرفيه فى الشجرة وفى الجذع المقطوع، ثم يختبئ.
* يظهر صيادون، يمر أحدهم راكبا حصانا من أمام الشجرة وحده، بينما ينظر الآخرون خلفها، يتعثر حصانه فى الحبل، فيقع الصياد ويهرب الحصان.
جودة : استنوا .. استنوا .. اقفوا .. بطلوا جرى .. تعالولى حالا، لا اقطع رقبتكم .. أنتم عارفينى، الهزار معايا وحش.
قطاع الطريق : "يهدده بالمسدس" فلوسك أو حياتك !
جودة : "يرتعد" إيه إيه إيه ؟
قطاع الطريق : فلوسك أو حياتك.
جودة : آه .. "يغمى عليه".
قطاع الطريق : يخرب عقلى. أنا باين خوفته قوى "يصب عليه ماء".
جودة : "يستفيق" إيه ده ؟. أنا فين ؟
قطاع الطريق : هدى نفسك .. هدى نفسك "يكلمه بلطف" فلوسك .. أو حياتك.
جودة : فلوسى ؟ .. فلوسى طبعا تأخذ زى ما انت عايز .. بس تسيبنى بسرعة أرجوك .. أحسن قبل الغروب، لازم نجيب لمطبخ الملك 200 غزالة وألف ودن أرنب، وعشر تلاف ديك برى.
قطاع الطريق : وليه ده كله ؟ .. حد مات ؟ ..
جودة : أحسن من كده.
قطاع الطريق : حد أتولد ؟ ..
جودة : أحسن من كده.
قطاع الطريق : حرب ؟ ..
جودة : أحسن من كده.
قطاع الطريق : فرح ؟ ..
جودة : البرنسيسة ناميسة ووصيفتها بطة ح يتجوزوا.
قطاع الطريق : آه .. "يغمى عليه".
جودة : دهده دهده دهده .. "ينفخ بوق الصيد فى أذنه".
قطاع الطريق : "يفيق" .. أنا فين ؟ ..
جودة : فقت ؟ .. الفلوس أهه .. خد فلوسى خلينى أمشى.
قطاع الطريق : أنهى فلوس ؟ ..
جودة : فلوسى .. أو حياتى .. "يقدم له النقود".
قطاع الطريق : لأ .. مش عايز .. ح تتجوز مين ناميسة ؟.
جودة : أمر.
قطاع الطريق : آه .. "يغمى عليه".
جودة : أما قطاع طريق مش طبيعى أبدا. "ينفخ فى البوق، يقوم قاطع الطريق".
قطاع الطريق : أنت بتكدب !
جودة : لأ .. ده صحيح. الصبح ضربوا مزيكة، وقالوا جه عريس جديد اسمه الأمير بنزهير، والبرنسيسة مش عايزة تبص فى وشه .. لكن أول ما شافته قالت له. تعال لى يا حبيبى، هو أنت .. والملك شاف 33 حصان محملين دهب ورا الأمير، قام عيط بالدموع .. ووافق.
قطاع الطريق : "يبكى".
جودة : وأنت بتعيط ليه ؟ .. خايف لا يشنقوك ؟ .. ما تخافش الملك سامح كل اللى خارجين ع القانون، عشان المناسبة السعيدة .. أبقى تعال لى الفرح ح يكون فيه لصوص كتير ! .. مش ح تأخذ الفلوس ؟ ..
قطاع الطريق : مش عايز أنا فلوس.
جودة : راجل مثالى .. "يحضر باقى الصيادين فيصرخ فيهم" أنا ح أوريكو .. يالله دلوقتى ع الصيد .. فكوا الكلاب.
"ينصرفون"
قطاع الطريق : كفاية .. كل شئ له نهاية .. فين الحبل ؟ .. آدى الحبل .. وفين الشجرة ؟ .. آدى الشجرة .. وفين الفرع ؟ .. آدى الفرع .. حاجة شاعرية جدا .. "صمت" .. أن الواحد يتشنق .. "صمت" .. على شجرة البلوط "تعجبه" .. مستفعلن فعلن..

* يصنع خية، يلف الحبل على فرع الشجرة، ويتسلقها، ويدخل رأسه فى الخية، ويمسك بقية الحبل
ويبدأ فى إلقاء الشعر.
على شجرة البلوط ..
قطاع طريق مربوط ..
بحبل كتان جديد ..
عشق ..
طهق ..
مات شهيد ! ..
"يدخل العسكرى"
العسكرى : "ينادى" يا قطاع الطريق .. أنت فين ؟.
قطاع الطريق : هنا.
العسكرى : بتعمل إيه ؟ ..
قطاع الطريق : باشنق نفسى.
العسكرى : طب اسمحلى أعطلك شوية عن عملك .. أنا عايز أعرف عنوان الزاهد كراماتو.
قطاع الطريق : عشان إيه ؟ ..
العسكرى : عشان أنقذ اتنين بنات .. وإلا ح يروحوا جهنم.
قطاع الطريق : فى مكانهم الطبيعى ! ..
العسكرى : لأ، البنى آدمين مكانهم الطبيعى مش جهنم، خصوصا البنات اللى زى بطة وناميسة.
قطاع الطريق : ناميسة ؟ .. انت بتهجص، بتقول إيه يا عسكرى ؟ دى ح تتجوز أمير ؟ ..
العسكرى : لأ .. دى هى قالت إنها عاوزه تتجوز الطالب المسكين بهير..
قطاع الطريق : "يقفز من على الشجرة ويكاد يختنق فينقذه العسكرى"
أنا ؟ ..
العسكرى : أنت ؟ ..
قطاع الطريق : أنا ! .. أنا الطالب المسكين الغلبان، المطرود المتهزأ المنهان، أنا اشتغلت قطاع طريق، وقاسيت زيادة عن ما أطيق، كتبت الشعر بأقلام من ضلوعى، وشايف البحيرة دى !"يشير بيده".
العسكرى : فين ؟ "ينظر إلى حيث أشار".
قطاع الطريق : اللى هناك دى. "يشير بعيدا".
العسكرى : "يتطلع" آه .. مالها ؟.
قطاع الطريق : أهى دى دموعى.
العسكرى : خد بالك الشيطان جاى لها على صورتك، وهى فاهمة أنها حتتجوزك أنت.
قطاع الطريق : يعنى بتحبنى ؟.
العسكرى : "بلهجة مسرحية" حتى الموت ! .. "يكمل طبيعى" أنا سمعت بنفسى.
قطاع الطريق : "يصيح" أنا ح اقتل الشيطان ده .. "يطلق مسدسه مرتين فى الهواء".
العسكرى : حيلك، الشياطين ما تخافش من ضرب الرصاص، ياللا بينا على الزاهد وهو يساعدنا.
قطاع الطريق : طب يالله بسرعة .. أحسن ما نلحقش نخلص البنت من الشيطان قبل الزفة .. لازم نروح من هنا على الزاهد بسرعة زى .. زى . الرصاصة.

* يطلق المسدس بنفسه مستفعلن فعلن.


بام بام ببام بام بام
الزاهد الطيب
من ربنا قريب
وإيده مبروكة
ولا عمرها تخيب !
العسكرى : تمام.
قطاع الطريق : طيب يالله بسرعة .. بسرعة .. ما تعطلناش .. بسرعة

المنظر السابع

* نفس ديكور المنظر الثانى، فهلوانتش جالس على حجر عال ينتظر، ينظر فى الساعة.
فهلوانتش : آدينى موجود أهه، وبسلامته مش موجود .. سرح على فين ده ؟ .. يمكن اقتنع بكلامى امبارح وراح له كباريه .. بس هو مش نبيه بالدرجة دى ؟.
"يدخل كراماتو، دون أن يدرى فهلوانتش"
كراماتو : دستوور بكرة تفرج، هانت وآخرها بانت، قول يا مهبهوب، يحضر المطلوب …

* يذهب ليقرا مهبهوب
فهلوانتش : بتقول إيه ده ؟
كراماتو : مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون ..
فهلوانتش : أنا عمرى ما سمعت كلام بالشكل ده ..
كراماتو : "يعد مرات التعزيمة على سبحة فيها عشر تلاف حبة وهى موضوعة بشكل يلف حول المكان. ويسبح فيها فيجذب فى كل مرة حبة" مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون ..

* يهتز يمينا وشمالا.
فهلوانتش : أما فرجة صحيح !! . أنا امبارح جيت له ساعة الغدا مالحقتش المشهد "يميل ويهتز مع كراماتو يمينا وشمالا" حلو .. اتدلع .. شوية مزيكة كمان ..
"يعزف على الكمنجة".
كراماتو : الفرح باين عليه ابتدا .. المزيكة أهه جايه من سراية السلطان أنا مارضيتش اتعزم "يرقص" التيت .. التيت .. "يتوقف" يا ودانى ما تسمعيش المزيكة "يرقص غصب عنه".. الله، الله!..
ما تسمعيش .. ما تسمعيش .. طب إزاى ؟ .. إزاى ؟ . "يتوقف" أعلى صوتى أقوم ما اسمعش "يرفع صوته ويستأنف" مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون ..
فهلوانتش : "يرفع صوت الكمنجة".
كراماتو : "يرفع صوته أكثر".
فهلوانتش : "يشير بقوس الكمنجة فيبدأ أوركسترا جاز" ما اجتمع رجل وشيطان إلا وكانت المرأة ثالثهما .. ياللا ..
مارلين :

"تظهر وتغنى بالأمريكانى"
Some Like it hot
Some Like it cold
Come an` gettit !..
This One is Hot,
And this Is Cold,
Boy ! Run for it
كراماتو : "ببلاهة" مش فاهم .. بتقول إيه دى ؟ !
فهلوانتش : "بنفس اللحن" :
فيـه يحـبـوا السـخن
كـام آن جـيـت تـت
آديـهــوا الـسـخـن وفـيه يحـبـوا البـارد
"لنفسه" دى ما تترجمش!
وآديـهــوا الـبــارد
مارلين : "ترقص"

Boy ! run for it !..UMPA, UMPA, UMPA..
Come an` gettit !.. UMPA, UMPA, UMPA..

كراماتو : "ذاهلا" إيه ؟ .. تهيؤات ..
فهلوانتش :

"يغنى" أومبا .. أومبا .. أومبا .. أومبا .. أومبا .. أومبا .. أومبا ..
قوم وبلاش كهـن
آدى عندك سخن يا جـناب الزاهد
وآدى عندك بارد
كراماتو : "صارخا" تهيؤات .. بس جديدة ! .. "مارلين تتدلع" لأ .. دى مغريات !
فهلوانتش : "ساخرا" ياه ! .. تو ما عرفت ؟
كراماتو : "صارخا" مغريات .. دستوور .. يا مهبهوب .. "يهشها" هش .. هش. "لنفسه" ما بتتهشش .. طيب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. "تختفى".
فهلوانتش : اخص "يختفى".
كراماتو : معجزة ! .. "للجمهور" أنا اللى عملتها، مش برضه جدعنة ؟ .. مغريات مش بطالة مغريات بشعر أصفر "يتماسك" لاكن يامهبهوب .. هات المطلوب ! "يصيح".
فهلوانتش : "خارجا" غلطة منى .. فى تقدير مستوى الذوق عند الأشكال دى "يراقب كراماتو جالسا يهمهم ويتمايل بحركات مثل الرقص البلدى" عرفت اللى ينفع له .. نمرة 16 الراقصة اللولبية لولا مهلبية … "تظهر أرتست حقيرة جدا ترقص وتغنى".
لولا :
كدهه أنا غاوية الرجـالة
أحسن من شغل الكروشيه
الرجـالــة الرجـالـة ودى غيـة ماهياش بطالة
والأبصـر إيه مـدرك إيه
هـم وبـس .. وكله زبالة

ليـه ليـه ؟
كـده ليـه ؟ كـدهـه
كـدهـه
كدهه .. كدهه .. كدهه ..
أنا غاوية


مهما ياروحى يكونوا كسالى
أو حتـى جـد وشـغـالـة
مهـما يعاكسونـى .. برزالة
وإلا يجـولـى .. بـهـبالة
وانشـالله يكـونم بـريالـة
دول رجـالة .. دول رجالة دول رجـــالـــة
دول رجـــالـــة دول رجـــالـــة دول رجـــالـــة وانشالله ملاحيس بغزالة
هـم وبس وكلـه زبالة

ليـه ليـه ؟
كـده ليـه ؟ كـدهـه
كـدهـه
كدهه .. كدهه .. كدهه ..
أنا غاوية


مندا علادا .. أنا وياهم الفقرا .. والناس إياهم

أنا غاوياهم
المديـون زى الديـان الدكتور زى العيـان
أنا غاوياهم
الجــاهل والمتعـلم المبسوط واللى مبـلم

أنا غاوياهم
وانشـالله يكونوا تعابـين
دول رجالة .. دول رجالة وانشالله يكونوا شياطين
هم وبس وكله زبالـة

ليـه ليـه ؟
كـده ليـه ؟ كـدهـه
كـدهـه
كدهه .. كدهه .. كدهه ..
أنا غاوية

كراماتو : لولا .. هو انتى ؟
لولا : أيوه أنا يا قطقوطى، عرفتنى إزاى ؟
كراماتو : كدهه .. كدهه .. كدهه ..
أنا غاوى
لولا :

طب يالله على طول بقى قوللى
وما تقعدشى كده مذهوللى
قوللى .. قوللى .. قوللى
كراماتو : إيه بس ؟
لولا : أنا يعنى كده يعنى عجبتك
قوللى وأنا اتشعلق فى رقبتك
كدهه
فهلوانتش : غمزت .. ح أشدها !
كراماتو : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (تختفى).
فهلوانتش : اخص .. (يغطس فى الأرض).
كراماتو : يعنى حبكت دلوقتى ؟ فات الكثير ما بقى إلا القليل، (ينظر فى السبحة الطويلة) فاضل نص باب .. دستوور بكرة تفرج.
فهلوانتش : (يخرج من الأرض) معلهش بكرة تفرج برضه دردحناه شوية، كل يوم من ده ! (يختفى).
كراماتو : (وحده) يا مهبهوب اسعفنى بالمطلوب، كدهه، كدهه، كدهه (يرقص) ..

* يسمع صوت العسكرى وقاطع الطريق.
العسكرى : يا سيدنا الزاهد.
قطاع الطريق : يا سيدنا الزاهد.
كراماتو : وإيه دول كمان اللى جونى، فى نشوتى يزعجونى ؟
"يدخلان"
العسكرى : لامؤاخذة يا عم، قطعنا عليك .. خلوتك.
كراماتو : تهيؤات تانى ؟ .. هش .. هش.
العسكرى : مالك ؟ .. احنا بنى آدمين.
كراماتو : لأ .. تهيؤات.
العسكرى : لأ ياسيدنا الزاهد .. أنا قدور ثابت، عسكرى سابقا .. وده بهير قطاع طريق سابقا. وطالب سابقا .. ومعرفش إيه كمان سابقا.
كراماتو : يعنى مش تهيؤات ؟.
العسكرى : لأ.
كراماتو : طب بتزعجونى ليه ؟
العسكرى : البرنسيسة ناميسة ح تتجوز.
كراماتو : ما أنا عارف .. ح تتجوز واحد أمير.
العسكرى : مش واحد أمير، واحد شيطان .. لو انسلتت جزمته تشوف حوافره .. ولو طارت برنيطته .. تلاقيله قرون.
كراماتو : كيد النسا كيد .. من كيدهن عدت هارب
يتحزموا بالحنش .. ويتعصبوا بالعقارب
"دستوور"
قطاع الطريق : أيا سيدنا الزاهد.
كراماتو : داهية تلعنهم.
العسكرى : حاسب شوية فى اللعنات يا عمنا، دول بنات على نياتهم، وقعوا فى النار، والصبايا زى الحليب، لو غفلت عنه فار .. لازم تراعيهم.
قطاع الطريق : اعمل معاهم كرامة من كراماتك ..
كراماتو : عمل يعاملهم ويكتر دماملهم .. هم اللى أذنبوا، أنا ما يهمونيش.
العسكرى : إزاى دى ؟ .. أنا راجل مش طيب ولا حاجة لكن يهمونى الناس .. وأنت الراجل الطيب مش واجب عليك تساعد الناس؟.
كراماتو : عشر تلاف يوم وأنا آكل جراد، وهم ياكلوا لحمة .. وأنا أشرب ماء قراح، وهم يشربوا عصير تفاح. ويناموا على ريش نعام وياخدوا كل يوم حمام، وعايزهم كمان مايروحوش جهنم ؟ ! ياخى دهده !
العسكرى وقطاع الطريق : (معا) يا سيدنا الزاهد .
كراماتو : بس .. بلا تمحيك ! .. محروقين أنتم والبنات بتوعكم .. دهده.

* يدخل الصومعة ويقفل على نفسه.
العسكرى وقطاع الطريق : يا سيدنا الزاهد.
كراماتو : (يطل من الطاقة) داهية تلعنكم، وتلعن اللى يعكر عليا خلوتى .. دهده ..

* تصل أصوات وزغاريد وموسيقى الفرح
قطاع الطريق : سامع ؟ .. الفرح ابتدا وضاع كل شئ.
العسكرى : طول ما البنى آدم ماشى على رجليه، مش ممكن حاجة تضيع .. ياللا بينا يا قطاع الطريق.
قطاع الطريق : على فين ؟
العسكرى : انت تروح الفرح، وأنا أروح جهنم.
قطاع الطريق : تروح فين ؟ …
العسكرى : جهنم. عشان أجيب الورق من الشيطان. جاما دوية كابرافوية (يقع فى باطن الأرض).

المنظر الثامن

* جهنم .. إبليس جالس على منضدة عليها تليفون، وآلة حاسبة، وأجهزة أخرى، ومن خلفه مروحة أو جهاز تكييف هواء، إبليس جالس فى استرخاء يقرأ فى مجلة تايم.
إبليس : (يصفق لعامل البوفيه) واحد قهوة ..
عامل البوفيه : مظبوط ؟
إبليس : هنا كل حاجة لازم مظبوط .. انت عارف.
عامل البوفيه : والقهوة ؟
إبليس : ولد ! .. انت ببتلائم على مين دلوقت ؟ !..
عامل البوفيه : يعنى مظبوط ؟
إبليس : أيوه.
عامل البوفيه : زى بتاعة الصبح ؟
إبليس : بتاعة الصبح ماكانتش قهوة مظبوط ..
عامل البوفيه : ليه بس ؟ .. أنا مش جبت الشاى لسعادتك .. قلت لى .. ده مش شاى، دى قهوة مظبوط ؟
إبليس : طب هات واحد شاى.
عامل البوفيه : حاضر يا افندم فهمت.
إبليس : (للجمهور) آخ من بتوع البوفيه دول !. حطيت صباعى فى الشق منهم. غلبت منهم ! . طهقت منهم .. أعوذ بالله من بتوع البوفيه (يدق الجرس للساعى).
الساعى : أفندم.
إبليس : أنا مين ؟ .. (يسأله بإنهيار)
الساعى : سعادتك إبليس ..
إبليس : (يتماسك بقلاطة) طب انده لى السكرتير اللى معاه الكشف.
الساعى : حاضر يافندم .. (لهب ودخان يظهر منهم السكرتير).
إبليس : عندك كام من ضحايايا ؟ .. (يزداد قلاطة).
السكرتير : (يقرأ) من المنحلين خلقيا .. تلاتة.
إبليس : كويس.
السكرتير : مزورين .. تمانية.
إبليس : كويس ..
السكرتير : مرتشين .. نص مليون …
إبليس : ياه ! .. كل دول ؟ ..
السكرتير : قاتلين مراتاتهم .. مية واتنين.
إبليس : مش بطال.
السكرتير : وأربعين واحد غرروا بالبنات.
إبليس : غيره .. (طول الوقت يعد فى الآلة الحاسبة).
السكرتير : رزلا وتلاقيح ورغايين .. واحد بس .
إبليس : قليل.
السكرتير : بنات اتغرر بيهم .. مافيش !.
إبليس : طب إزى دى ؟ اندهولى معاون جهنم.

* يختفى السكرتير فى اللهب ويظهر شيطان آخر.
إبليس : كام شيطان راحوا العالم النهارده ؟
المعاون :

(يقرأ) توجه إلى العالم اليوم، الشياطين الآتى ذكرهم :
- على شكل أطفال أبرياء … عشرة …
- على شكل مطربين … ستة …
- على شكل شحاتين مقرمعين .. حداشر …
- على شكل أصدقاء مخلصين .. ستاشر …
تمرجية وصحفيين، ومحامين، ومندوبين .. تأمين، ومواطنين صالحين 1657 شيطان.
إبليس : كام ؟
المعاون : 1657
إبليس : قليل جدا .. اندهولى الدكتور خنزؤور.
المعاون : حاضر (يختفى فى اللهب ويظهر الدكتور خنزؤور).
إبليس : أخيرا وصلت ؟ .. أنا بأزعجك كتير .. عملت إيه فى موضوع البنات ؟ ..
خنزؤور : (يضع مظروفا على المكتب) اتفضل يا اكسلانس.
إبليس : عظيم .. أنت شيطان عبقرى .. كانت عملية صعبة ؟ …
خنزؤور : (ينظر فى الورق) عال .. بنت بنتين . تشرب قهوة ؟ ..
خنزؤور : لأ ميرسيه .. كولا .. ده الورق بس، ومع صياح الديك التالت، البرنسيسة ناميسه وبطة، ح يشرفوا هنا.
إبليس : آه .. من حق .. كان فرح النهارده .. أقدر أقول مبروك ؟ ..
خنزؤور : لأ، للأسف يا سيد إبليس. الفرح ماتمش.
إبليس : مش فاهم يا دكتور، إليه اللى حصل ؟
خنزؤور : يا دوب خارج مع العروسة من السراية، إلا وطب بهير.
إبليس : حيلك حيلك، ما أنت كنت بهير.
خنزؤور : أنا كنت بس شكل بهير، إنما هو كان بهير شخصيا.
إبليس : شخصيا ؟.
خنزؤور : راح شايل الشعر العيرة والناس كلها شافت ..
إبليس : قرونك ؟
خنزؤور : أيوه يا سيدى .. واضطريت اختفى ..
إبليس : نزلت تحت الأرض ؟.
خنزؤور : أعمل إيه !
إبليس : يادى المصيبة.
خنزؤور : مصيبة .. إنما فى المستقبل لازم نعمل حسابنا .. قروننا تمللى بيفضحونا .. لازم نقطعهم.
إبليس : إزاى نقطعهم ؟ .. القرون حلوين.
خنزؤور : حلوين حلوين. لكن بيفضحونا .. بيطفشوا منا الزباين .. الناس لما بيشوفوا القرون والديل، بيحاسبوا مننا
إبليس : شيطان إزاى من غير ديل ؟ .. الديول دى الشعار بتاعنا.
خنزؤور : لازم نتخلص من الديول .. تعرف إن الديل بيضايقنى لما بآجى أتقلب بنى آدم .. بيلخمنى طول الوقت، بابقى محتاس فيه، أخبيه فين، ما أنا عارف أرفعه لفوق وإلا ألفه حوالين رقبتى .. ده غير الألم اللى فى العملية نفسها.
إبليس : طب والعمل ..
خنزؤور : الديول لازم تستأصل.
إبليس : (مستنكرا) مش عارف يا خنزؤور .. انت طالب مسألة خطيرة، إحنا على أى حال مش معيز.
خنزؤور : لازم نواجه الحقائق .. احنا بسبب القرون والديول، بقينا موضة قديمة، حاجة أنتيكة .. وكمان لازم نعيد النظر فى كل نظام جهنم.
إبليس : أنت تقترح إيه ؟
خنزؤور : قبل كل شئ .. لازم نغير اليافطة، ما يصحش نسمى جهنم جهنم .. كل جهنم بقت غير محبوبة.
إبليس : أمال نسميها إيه ؟
خنزؤور : الجنة.
إبليس : إيه ؟.
خنزؤور : ال .. جن .. نة !
إبليس : أنت بقيت شيطان !
خنزؤور : مش قوى .. والشياطين لازم نسميهم ملايكة.
إبليس : لكين دى مسخرة ..
خنزؤور : هو ده الصح .. الشيطان فى صورة ملاك هو الشيطان الحديث ..
تحياتى.
إبليس : "مفكرا" اقتراح جرئ جدا.
"يسمع صوت بطة"
بطة : جرى إيه ؟ استنوا ! ..
إبليس : إيه ده ؟ .. مين ؟
خنزؤور : من صوتها .. دى تبقى بطة، صاحبة ناميسة البرنسيسة.
إبليس : آه، هى وصلت ؟

* يدخل برابند وكركر، فى ملابس النبلاء، ومعهم بطة.
برابند : ال .. ال .. ال .. ال ..
كركر : البنت ؟ . العروسة ؟ ..
برابند : لا .. ال .. الحقونى.
بطة : انتوا واخدينى على فين ؟ .. جرى إيه فى الفرح ؟ انت يا عريس انت ؟
برابند : إسمعى .. أنا مش عا .. عا .. عا .. عا ..
كركر : مش عايز دوشة !
برابند : لأ لأ .. أنا مش عريس أنا عا . عا .. عا ..
كركر : عايز دوشة ؟.
برابند : لأ .. أنا عفريت، قول لها .
إبليس : هو عفريت يا شاطرة .. هم الاتنين كده، شياطين .. روحوا ع المطبخ خليهم يغرفوا لكم طبقين جهنمية .. ياللا ع المطبخ.
برابند : أنا عاعا .. عا .. عا ..
كركر : عايز ؟ عايز إيه تانى …
برابند : لا مش عايز حاجة، دهدى، هو أنا عايز حاجة ؟ أنت كل حاجة تقاطعنى تقاطعنى تقاطعنى، أنا عا .. عا .. عا .. عاجز عن الشكر. "يخرجان".
بطة : "تتأمل ما حولها" أنا فين ؟ ..
إبليس : فى جهنم يا شاطرة.
بطة : فى جهنم بحق وحقيق ؟.
إبليس : فى جهنم بحق وحقيق.
بطة : وأنا إيه يقعدنى هنا ؟ .. مش قاعده .. فين باب الخروج ؟ ..
إبليس : الناس مالهمش باب خروج من هنا، باب دخول بس !.
بطة : "تبكى" يا وقعتك يا بطة، يانايبتك يا بطة، ضحكوا عليكى .. جوزوكى شيطان .. إيه العمل دلوقت ؟
"تسمع أغنية العسكرى"
العسكرى : "بنفس لحن أغنيته"
أنا عسكرى معرفش أخاف
لو كنتو ملايين مش آلاف
عارفكو يا شياطين ضعاف
وح ادوسكوا زى الصراصير
يالله يا ضلمة اتقهقرى
أنا ح أغلبك أنا عسكرى
ما باشقكيش بخنجرى
أنا باشقك بالنفير
إبليس : وده إيه ده كمان ؟
خنزؤور : ده عسكرى جاى جهنم .. إنما أكبر سافل
العسكرى : "يدخل العسكرى"
لى الشرف يا افندم .. "يرى بطة" بطة ؟ !
إبليس : أنت عايز أى شيطان هنا ؟
العسكرى : الباششيطان ! .. وانت مين ؟ .. بتشتغل إيه هنا ؟
إبليس : أنا إبليس .. أمير الظلمات !..
العسكرى : أهلا وسهلا .. وأنا قدور ثابت، عسكرى فى المعاش.
بطة : قوللى هنا .. يعنى انت مش شيطان ؟
العسكرى : جرى لك إيه ؟ .. إنسان.
إبليس : وجاى لنا يا عسكرى، فى أى مأمورية ؟
العسكرى : عشان ورق البنات، اللى سرقه منى الدكتور خنزؤور، ما تآخذنيش فى دى الكلمة .. إنما ده كان ولا أجدع نشال.
خنزؤور : "لإبليس" يا اكسلانس .. أنا كسبت الورق ده فى لعبة الكوتشينة.
العسكرى : أنا لاعبته على الطاقية مش ع الورق.
بطة : إيه يا عسكرى اللت والعجن ده ؟ .. الهفه قلمين وخد منه الورق.
إبليس : انتى ما تديش أوامر هنا ! .. ورق مش ح نديله.
العسكرى : طب أشتريه منكم.
خنزؤور : وأنت حيلتك إيه ! .. ده انت شحات.
العسكرى : أديلكم روحى بدل روح البنتين.
بطة : هو إيه ده يا قدور !
إبليس : وإحنا إيه يخلينا نبدل روحين، بروح واحدة ؟
خنزؤور : "لإبليس" ممكن يا اكسلانس نبادله .. دى مش روح عادية .. روح زى الفولاذ لا تعرف لا خوف ولا فزع .. وافق سعادتك.
إبليس : عندك حق، روح العسكرى غالية .. أنا موافق، أكتب ورقة.
العسكرى : هات الورقة.
إبليس : أديله ورقة، وقلم.
بطة : ح تعمل إيه يا قدور .. أنا وناميسة خلاص .. المهم انت، الحق روحك واهرب من هنا.
العسكرى : اسكتى يا بطة.
خنزؤور : "يعطيه ورقة وقلما" مع تحياتى.
العسكرى : ادينى ضهرك يا دكتور.
خنزؤور : ضهرى ليه ؟ ..
العسكرى : أمال ح استند على إيه ؟ ..
إبليس : زى ما هو عايز .. زى ما هو عايز .. كويس كده يا عسكرى ؟
العسكرى : أيوه.
إبليس : أكتب .. أنا قدور ثابت، عسكرى فى المعاش …
العسكرى : "يكتب".
بطة : قدور ! ..
إبليس : كتبت ؟ ..
العسكرى : هاه …
إبليس : أعطيك روحى ..
بطة : يا حول الله !
إبليس : كتبت ؟ ..
العسكرى : هاه .. وبعدين ؟ ..
إبليس : بدل روح البنتين ..
العسكرى : ال .. بن .. تين .. ته مربوطة ؟
إبليس : أيوه .. وامضى ..
العسكرى : خلاص.
إبليس : خد يا خنزؤور منه الورقة.
خنزؤور : هات.
العسكرى : هات أنت الأول .. أنا عارفكم يا شياطين.
خنزؤور : لأ .. أنا عارفك يا عسكرى .. هات أنت الأول.
العسكرى : طب ادينى واديلك .. فى نفس واحد.
خنزؤور : اتفضل.
بطة : قدور ! ..
العسكرى : "يمزق ورق البنات" ودلوقت بطة وناميسة أحرار .. بطة، اخرجى من هنا.
بطة : أنا مش منقولة .. مش ح اخرج من غيرك ..
خنزؤور : يابن اللدنية ؟ .. هى دى الورقة ؟ .. إيه اللى انت رسمه ده ؟ .. "لإبليس" شوف سعادتك راسم إيه ؟.
إبليس : إيه اللعب ده ؟ إيه اللى أنت راسمه ده ؟ يا بن ستين فى سبعين، راسم حمار ؟ ..
العسكرى : إيه ؟ مش عاجبك ؟ ..
إبليس : طب أنا ح أوريك .. وفى الزيت المغلى ح أقليك .. وح أفرمك زى الكفتة واشويك ..
العسكرى : كيك كيك كيك ! .. "يضحك" زعلان عشان مش طالع شبهك؟ .. أنا مش رسام محترف .. أهو زييك !.
عامل البوفيه : "داخلا بالقهوة" مظبوط ..
إبليس : "يضرب القهوة فيقلبها" سافل ! .. "يقصد العسكرى".
خنزؤور : أكبر سافل .. "يقصد العسكرى".
عامل البوفيه : وحياة راس سعادتك .. دى مظبوط
إبليس : بتتدلع ؟! .. "لخنزؤور" اسمع يا خنزؤور .. اسلخ جلده "عامل البوفيه يتقهقر مذعورا معتقدا أن الكلام عليه" .. واحشيه قش وعلقه على الباب …
خنزؤور : سمعا وطاعة "يهرب عامل البوفيه".
إبليس : "مشيرا إلى بطة" هو وهى ! …
العسكرى : إزاى بقى ناويين تحشونا قش ؟ .. وح تعملوا إيه فى روحنا؟.
خنزؤور : "بهدوء" ح نطبخها فى القزان اللى ع النار .. ح نعملها جهنمية.
العسكرى : انتو حدقين قوى .. إنما أنا أحدق منكم .. أنا ما أديتكوش ورقة بروحى .. وورق البنات قطعته .. أنا عارف القانون …
إبليس : أنت ح تعلمنا قانون جهنم على آخر الزمن ؟ .. القانون فى جهنم إن مفيش قانون .. "يدق الجرس فيهرع الشياطين ويحيطون ببطة والعسكرى".
الشياطين : "أغنية التخويف التى سبق أن غناها برابند وكركر فى الطاحونة".
إبليس : "بشكل رهيب" كونوا جهنمية ! ..
العسكرى : وشك فى الحيط وقفاك ليه .. أنا ح انده لكل أصحابى بالنفير .. وح يأدبوكم كويس .. "ينفخ".
بطة : انفخ .. انفخ ..

* ترد عليه آلاف النفافير، بألحان ثورية من جميع البلاد.
* الشياطين يتطايرون من شدة النفخ.

المنظر التاسع

* ديكور المنظر الثانى والرابع، كراماتو يصيح بالسبحة الطويلة.
كراماتو : "يشد آخر حبة" مهبهوب مهبهب شمعون كلكعون .. عشر تلاف، "يرمى بالسبحة ويتنطط" هيه ! .. والنهاردة اليوم العشر تلاف .. هيه .. دستوور .. بكره تف .. "يتوقف" لأ .. دلوقت حالا تفرج .. افتح يا مهبهوب .. "ينتظر" مهبهب ؟ "ينتظر" شمعون؟ "ينتظر" كلكعون ؟ .. "ينتظر" افتح بقى خليك ظريف .. أنا عملت اللى عليا .. اعمل انت اللى عليك .. هه ؟ "ينصت" هه ؟ "يسمع صوت أقدام" أهم .. البوابين جايين يفتحوا.
"يسمع صوت قطاع الطريق"
قطاع الطريق : يا سيدنا الزاهد.
كراماتو : "يزمجر لنفسه" أنا مش هنا ! .. "يحاول الاختفاء" .. لأ .. والكنز ؟ .. "يقف" ماحدش مهوب ناحية هنا .. دى حاجة مافيهاش هزار دلوقت.

* يدخل قطاع الطريق يحمل ناميسة البرنسيسة مغمى عليها.
قطاع الطريق : الحمد لله اللى لقيتك .. ساعدنى .. ده مغمى عليها من ساعة ما خطفتها من الشيطان .. ساعدنى يا عم ..
كراماتو : عمى الدبب .. "يدفعه بعيدا فتسقط ناميسة" ابعد عنى ما تجيش هنا .. مالكش حاجة هنا .. محدش له حاجة هنا ! ..
قطاع الطريق : "ينحنى على البرنسيسة" آه يا حبيبتى.
البرنسيسة : "تصحو" مين ده ؟.
قطاع الطريق : أنا بهير ..
البرنسيسة : آه يا ملعون ..
قطاع الطريق : خلاص يعنى نسيتى صوتى ؟ .. ده أنا بهير .. بهير الحقيقى .. بهورة، بهورة حبيبك.
فهلوانتش : سامعين ؟ .. ودعوا بعض.
قطاع الطريق : أنا مش مديهالك ! .. هه ! .. يا تسيبنا إحنا الاتنين يا تاخدنا إحنا الاتنين.
فهلوانتش : بس كده ؟ .. تبقى زيادة الخير خيرين، والأرض مفتوحة لاتنين ! جامادوية .. "تنفتح الأرض ويظهر لهب وتخرج بطة والعسكرى".
كراماتو : مش ح نخلص الليلة دى إحنا .. كل شوية ناس .. ناس ..
العسكرى : صباح الخير.
البرنسيسة : بطة ؟ ..
بطة : البرنسيسة "تتعانقان".
فهلوانتش : تانى .. العسكرى ؟ ..
قطاع الطريق : قدور .. قدور .. إحنا وقعنا .. وآهو جه ياخد ناميسة، وأنا كمان رايح معاها هناك .. وح نتعذب مع بعض إلى الأبد.
كراماتو : حق .. هناك طريقكم .. أوعوا بقى من طريقى ..
فهلوانتش : حق ..
كراماتو : انكشحو كلكم.
فهلوانتش : حق .. الزاهد بيلعنكم .. يالله على جهنم.
كراماتو : حق.
بطة : مالهم كده بيتكلموا زى بعض ؟ زى ما يكونوا نافخين فى قلب بعض.
فهلوانتش : حق ! ..
العسكرى : اخرس ! ضربة فى حقك ! .. دول حرين، وآدى ورقهم، اتفضل "يلقى بالورق الممزق من الطاقية".
قطاع الطريق : جبتهم إزاى ؟ ..
العسكرى : من إبليس يا شيطان جهنم .. أصل اللى ما يخافش من الشياطين تخاف منه.
كراماتو : "يصرخ" امشوا من هنا .. ابعدوا من هنا .. يا غجر يا بلاوى يا تلاقيح "لنفسه" يمكن عارفين ومستنين مخصوص "يصرخ" ماحدش له حاجة هنا ..
البرنسيسة : بهير بحق وحقيقى ؟ ! بهورة ؟ ..
قطاع الطريق : عرفتينى يا حبيبتى ؟ ..
البرنسيسة : عرفتك يا حبيبى ! ..
قطاع الطريق : خلاص اتقابلنا ؟
البرنسيسة : وماحدش ح يقدر من دلوقت يفرقنا !

* فهلوانتش يظهر من طقاطيق الأرض.
فهلوانتش : اتأخرتى يا عروسة الشيطان .. حسب ما انتى كاتبه فى الورقة لازم تكونى فى جهنم عند صياح الديك التالت .. "صياح ديك 1".
البرنسيسة : لأ .. لأ .. لأ .. "تصرخ" لأ ..
قطاع الطريق : مش ح تاخدها يا شيطان .. ارقيها يا سيدنا الزاهد, رقوتك تأخد بإيدها ..
البرنسيسة : خد بإيدى يا عم كراماتو ..
كراماتو : إبليس ياخدك ..
فهلوانتش : حق ..
كراماتو : "لقطاع الطريق" وانت جك ستين إبليس يلهفوك …
فهلوانتش : حق.
كراماتو : "لفهلوانتش" وانت جاك تسعين داهية تشيلك من خلقتى، غوروا من هنا .. ماحدش له حاجة هنا.
فهلوانتش : حق .. يالله بقى، ده راجل طاهر، ومالوش دعوة بينا ..
كراماتو : أيوه أنا راجل طاهر وماليش دعوة بأى حد.
فهلوانتش : وله أجر عظيم عظيم عظيم.
كراماتو : غصبن عنكم.
فهلوانتش : ما تزعجوهوش .. ده وراه حاجات خطيرة ما تفهموهاش.
كراماتو : حق .. عنده ألف حق "صياح ديك 2".
فهلوانتش : أرجع جهنم إزاى دلوقت، بإيديا فاضيين ؟ دول يرفدونى.
العسكرى : "هامسا لفهلوانتش" بسيطة .. ما تاخد سيدنا الزاهد معاك.
كراماتو : بيتوشوشوا عليا .. اسمعوا، ما حدش له فى الكنز ده حاجة .. فاهمين .. ده بتاعى أنا بس ..
الجميع : كنز إيه ؟
كراماتو : أيوه اعملوا نفسكو مش فاهمين .. لكن أنا فاهمكم .. بقالكم يومين رايحين جايين عليا علشان عارفين إنه ح يتفتح دلوقت .. لكن ده بعدكم .. ده ليا أنا ..
الجميع : هو إيه ده ؟ ..
كراماتو : الكنز .. كنز الملك سليمان .. أنا اللى قعدت جنبه عشر تلاف يوم .. آكل الجراد، وأقول مهبهوب مهبهب .. "يجرى" وأنا اللى ح أخده .. "يدق على الصخور" افتح يا مهبهوب "يلتفت لهم" امشوا من هنا .. "يدق" يا مهبهوب يا مهبهب.
العسكرى : هبهب للصبح ما حدش ح يفتح لك.
فهلوانتش : رائع .. ده حتة نموذج عشان الماجستير .. "يذهب إلى كراماتو" اخص عليك يا خالى مش كنت تقول لى من زمان إن أنت عايز كده ؟ .. تسمح لى أساعدك ؟.
كراماتو : ابعدوا عنى كلكم .. ابعد .. اختفى هش .. هش أعوز بالله من الشيطان الرجيم .. "يدق" افتح …
فهلوانتش : مفيش فايدة مش ح اتحرك ..
كراماتو : باقول لك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فهلوانتش : "يقترب منه" مفيش فايدة .. عن إذنك .. "يدق على الصخر" يا مهبهوب ..
كراماتو : "يدفعه" ابعد "يدفع العسكرى وبطة وقطاع الطريق وناميسة بعيدا" ابعدوا يا حرامية …
فهلوانتش : أيوه يا مهبهوب .. أنا فهلوانتش .. مش عيب عليكم خالى كراماتو يخبط وما تفتحوش .. أنا زعلان خالص .. افتحوا...
"يهمس" جامادوية كابرافوية "ينفتح الكنز" اتفضل يا خالى ! .. "يدخل كراماتو إلى الكنزل مذهولا – تعزف الموسيقى نغمة السلام الملكى القديم ببطء" .
فهلوانتش : "يغنى"
عن إذنكم .. عندى عمل .. ما تشاغلونيش
عمل دقيق .. عمل جرئ .. ما تخايلونيش
ماتعاتبونيش .. ما تحاسبونيش .. ما تضايقونيش
عندى عمل ما تآخذونيش
"يدخل الكنز فتخرج منه نيران ثم يقفل"
بطة : "للعسكرى" تمام يا افندم …
العسكرى : أفندم ؟ .. ده انتى الى أفندم ! كله تمام يا قمورة مانتى شايفة.
بطة : حتى مع فهلوانتش .. كله برضه جه تمام …

* بهير يقترب من البرنسيسة ويهم بتقبيلها .. يرى الطفلة التى تحمل طرف ثوبها .. فيتوقف.
بهير : "للطفلة" يالله انتى يا شاطرة .. "لا تتحرك" يالله على بيتكم.
البرنسيسة : "للطفلة" خلاص مش عاوزاكى يا …. اسمك إيه ؟
"لا تتحرك" "تخلع لها حرملتها وتتركها وتسير مع بهير بغير حرملة الإمارة" ولا عاوزه دى كمان "الطفلة تنصرف وهى مازالت ممسكة بالحرملة".
بهير : أخيرا "يقبل البرنسيسة" .. نموسة ..
البرنسيسة : بهورة.
بهير : "للعسكرى" اسمع يا عسكرى .. أنا مش ح أفارقك أبدا.
البرنسيسة : "لقطاع الطريق" وأنا معاك.
بطة : "للعسكرى" وأنا معاك.
البرنسيسة : بس ح نعيش فين ؟
العسكرى : فى الطاحونة القديمة .. ح نطرد الشياطين، ونصلح الطاحونة، ونعيش هناك احنا الأربعة.
"يكلم الجمهور"
يالله يا ناس يا طيبين
تعالولنا نطحن حبكو
الجميع : "يغنون" :
احنا أربعة ح نعيش سوا
مع بعض يجمعنا الهوى
أربع قلوب يتشبكوا
وتمان إيدين يتحركوا
تبقى طاحونة الهوا
ينادون الطاحونة :
تبقى طاحونة
والناس يجونا
ويجربونا ..
ويعرفوا.
"للجمهور" :
ولو النهاردة حبيتونا
تعالولنا تانى شرفوا



* قدمتها فرقة الماريونيت على مسرح القاهرة للعرائس فى موسم 63 – 1964 عن أصل روسى هو مسرحية "طاحونة الشيطان"، وعربها وأعدها وكتب لها الأشعار صلاح جاهين، وأخرجتها درزينا تنارسكوفا .