عمله «سروجى سيارات» لأكثر من 25 عاماً، زاد من شغفه بصنع نماذج السيارات، كخطوة أولى لتحقيق حلمه وهو تصنيع أول سيارة «فخمة» فى مصر، أحمد صابر «42 عاماً» حاصل على دبلوم صنايع قسم خراطة، وبدأت قصته مع السيارات عندما «شاهدت صورة صغيرة فى إحدى المجلات لسيارة أعجبتنى فتحمست لتنفيذها، وجمعت عنها معلومات، فاكتشفت أنها سيارة فخمة وثمنها يتعدى ملايين الجنيهات، وقررت تصنيعها دون تردد».

موهبة «صابر» ورثها عن والده: «صناعة السيارات تجرى فى دمى منذ صغرى، كنت باشوف الورشة بتاعت أبويا مليانة عربيات كتيرة، بينجد فرشها، ومن هنا ورثت حب المهنة منه، منذ كان عمرى 15 عاماً، وبالرغم من ذلك، إلا أن حلمى كان فى تصنيع السيارات نفسها»، وتابع: «كنت بلم الخردة من الشارع ومن الورشة: المسامير وبواقى الحديد والخشب من سوق السيدة عائشة، وأجيبهم الورشة فى السيدة زينب، وأسهر أفكر وأركب وأفك وأجرب لحد ما صنعت أول عربية صغيرة وأنا عندى 20 سنة، وكانت ماركتها 4 * 4 جيب، وشافها واحد صاحب معرض سيارات وأخذها منى وحطها فى المعرض ديكور».

وعن أنواع السيارات التى صنعها يقول «صابر» بفخر: «عملت الـBMW فى شكل جديد، و«رولز ــ رويس» القديمة، واستخدمت الخشب والحديد، وأوصلتها بالكهرباء وأصبح كل شىء فيها أتوماتيكياً (السقف والكبوت)، وركبت لها مرايا، وتشبه فى تصميمها النموذج الحقيقى، والموتور مصنوع من خردة ماكينة تصوير، وطابعة قديمة اشتريتها من السبتية».

وعن الصعوبات التى يواجهها فى تركيب أجزاء السيارات: «أصعب مرحلة واجهتنى هى الشكل الخارجى وضبط المقاسات، وعفشة السيارة والبحث عن ماكينات، ومحركات صغيرة تتناسب مع حجم السيارة».

أما عن التكلفة المالية التى يتكبدها لتصنيع السيارة الواحدة، فقال: «هذه السيارة كلفتنى حوالى 3 آلاف جنيه، اقتطعتها من قوت بيتى، وكنت أعمل سريعاً وبجد واجتهاد فى فرش السيارات حتى أحصل على أموال أحقق بها حلمى حتى انتهيت منه»، وأضاف: «ابنتى الصغيرة التى لم تكمل الـ9 أعوام ورثت منى هذه الهواية، وأصبحت تصلح لعبها بنفسها دون تدخلى أنا أو أمها».

حلم «أحمد» الوحيد يتلخص فى الوصول لتصنيع أول سيارة فى مصر قائلاً: «زى ما قدرنا نصنع النموذج الصغير، نقدر نصنع الكبير، لأننا عندنا كوادر تقدر تصنع أى حاجة بس عايزين الإمكانيات، وأنا أقدر أعمل سيارات صغيرة الحجم للأطفال، وتعمل أيضاً بالكهرباء لكنى أحتاج إلى تمويل لعمل ذلك».