Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 67 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: مناهج التعذيب المدرسى السبت 20 أكتوبر 2012, 4:41 pm | |
| مناهج التعذيب المدرسى جمال فهمي بتاريخ 2012/10/20
قبل نحو أسبوع نسبت الصحف ووسائل الإعلام إلى السيد وزير التربية والتعليم (نسيان اسمه من عيوبى القاتلة) تصريحًا يشى ويفضح كيف كانت تربية سيادته ومدى رقى وعمق تعليمه، إذ قال، لا فُض فوه ومات حاسدوه، إنه لا مشكلة عنده أبدًا خالص ألبتة فى ما يخص ضرب التلاميذ والتلميذات فى المدارس، لكن الرجل أفاض من آيات الكرم واللطف والعطف على أولادنا وأهالينا، فاشترط مشكورًا أن لا يكون ذلك الضرب التربوى التعليمى «ضربا مبرحا»!!
هذا الكلام التعليمى التربوى جدًّا وتمامًا معناه من الناحية العملية، أن الضرب والتنكيل البدنى بالتلاميذ لا بد أن يتوقف عندما يشعر المدرس الضارب بأن التلميذ المضروب أو التلميذة المضروبة صار أو صارت، خلاص على وشك الموت، عندئذ يتعين على السيد المعلم الجلاد أن يترك فورًا الضحية الصغيرة التى فى يده، ويستدير لضحية مسكينة أخرى يظل يعمل فيها جنابه تعذيبًا وضربًا وبهدلة حتى يظهر لها صاحب، أو يرى بعينيه الكحيلتين اللتين سيأكلهما الدود أكيد، أن علامات إزهاق الروح بدأت تظهر وتغذو ملامح هذه الضحية فيهجرها ويدعها تواجه مصيرها، ثم ينصرف بالسلامة إلى فريسة جديدة.. وهكذا دواليك. وإذا كنت حضرتك لا تعرف «دواليك» يعنى إيه، أو تعرفها بالشبه كده وخلاص من دون أن تكون تشرفت بالاحتكاك بها أو اللقاء المباشر معها خلال عمرك الطويل المديد، فاعلم أعزك الله أن ذلك إنما يعود إلى نوع تربيتك وتعليمك اللذين تلقيتهما (كما معالى الوزير) وفقًا لمنهج وطريقة «الضرب المدرسى غير المبرح»، أما لو كانت السيدة «دواليك» من معارفك القديمة وتقبع مستقرة مرتاحة ضمن قاموسك اللغوى، فهى دلالة لا تخطئها عين على أننا ربما افتقدنا وحرمنا فى بعض مراحل تاريخنا السياسى الحديث من أمثال معالى وزير التربية والتعليم الحالى، ما أدى إلى تسرب قليل من التعليم الحق وشىء من التربية السليمة إلى حياضنا وصفوف مجتمعنا المنكوب.
أقول قولى هذا وأنا لا أدرى ولا أعلم (أو أعلم وأدرى لكنى باستعبط) إن كان معالى الوزير يضع فى قائمة وسائل التعذيب و«الضرب غير المبرح» المعتمدة من جنابه، أشياء وأدوات وأسلحة مثل تلك السيدة المنتقبة التى ارتكبت قبل أيام جريمة قص شعر طفلة صغيرة رفض أهلها تنفيذ فرمان جاهل وظلامى أصدرته حضرتها بصفتها مدرسة الفصل، يقضى بسجن كل الصغيرات اللاتى أوقعتهن أقدارهن السوداء تحت يديها الغشيمتين، داخل جدران حجاب كثيف وثقيل يكبس على أنفاسهن ويجرح يناعتهن ويقسو على براءتهن.. هل يا تُرى هذه الست (غالبا) المدرسة هى إحدى وسائل التعذيب وصورة من صور الضرب غير المميت؟!
ربما لاحظت عزيزى القارئ أننى سألت عن السيدة المنتقبة ولم أسأل عن جريمتها المروعة، فالحال أن عبد الله الفقير يعتبر الجريمة الأصلية الأكبر التى تفرعت عنها جريمة فرض الحجاب بالعافية وبالعدوان الهمجى على أطفال صغار، هى السماح لسيدة منتقبة تدارى عن عيون الناس معالم خلقة وجهها التى رسمها المولى تعالى بالذهاب للعمل والتعامل التربوى (دعك من علم يستحيل وجوده فى بيئة من هذا الصنف) مع زهرات يانعة تحتاج إلى كل شروط التواصل الإنسانى، ومنها صوت وصورة من يعاملها، وليس شبح مجلل بسواد غطيس وكئيب ومخيف.
أرجو أن يكون واضحًا أن هذا الكلام ليس له أدنى علاقة بحق أى سيدة منتقبة أن تفعل بنفسها وبخلقتها ما تشاء، ولكنه منصب كله على حقوق أطفالنا وفلذات أكبادنا، وعلى رأسها حقهم فى أن لا يعذبهم ولا يرعبهم أحد.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|
|