محمود البكرى
إسكندرانى بـ18 لسان.. محمود البكرى يعرف 18 لغة..
ترجمان سكندرى رفض التعيين فى الأمم المتحدة..
واتهم بالجاسوسية لمعرفته اللغة العبرية بطلاقة..
وينصح المصريين بمعرفة الآخر بتعلم لغته

ظل محمود البكرى يتعرف ويتعلم لغات العالم لمدة تزيد على أربعين عاما عرف فيها لغات الشعوب من جميع قارات العالم وفى نفس الوقت أمن شرهم؛ لأنه عرف بماذا يتحدثون حتى وصل عدد اللغات التى يجيدها إجادة تامة وممتازة 18 لغة، رغم أنه فى الأساس دارس للفلسفة بكلية الآداب ودرس أيضا إدارة الأعمال فى كلية التجارة بجامعة الإسكندرية.

يلقبونه فى الإسكندرية بالترجمان وفى المراكز الثقافية الأجنبية بالبعبع؛ نظرا لأنه يعرف لغات لا يجيدها الدبلوماسيون ورجال السلك القنصلى، ومحمود البكرى سكندرى يعشق الإسكندرية سافر إلى معظم الدول التى تعلم لغاتها، ولكنه لم يفكر ولو للحظة بسيطة أن يهاجر ويبعد عن معشوقته الإسكندرية، بل إنه رفض عروضا خيالية كالتعيين فى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعروض أخرى .

وهذا كله من أجل البقاء فى منزله المتواضع بحى بحرى والسيالة، يشاهد الصيد فى العصارى ويتعرف على البسطاء.. هو حالة فريدة فى الإسكندرية تحدث عن أهم وأغرب المواقف التى تعرض لها من خلال رحلة 40 سنة لغات.

فى البداية قال: إنه يعرف اللغات الأجنبية، الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والإيطالية واليونانية والألمانية والتركية والفارسية والعبرية والهولندية، ولغة الفلاميش ببلجيكا ولغات أفريقيا مثل الهاوسا والسواحلية والهندية والصينية واليابانية والأندونيسية والأردية، كما يعرف الخط الهيروغليفى واللغة المصرية القديمة واللغة القبطية والبرتغالية والسويدية.

ويقول البكرى: إن هناك مثل أجنبى يقول: إذا كنت تعرف لغة واحدة فأنت رجل أما اذا كنت تعرف لغتين فأنت رجلان.. أما أنا فأعرف 18 لغة أى أننى 18 رجلا.. وهو المصطلح الشعبى الدارج عندما يتحدث أحد معك يقول لك حتعملى 18 رجل فى بعض".

وعن أغرب المواقف التى تعرض لها قال: كانت بسبب إجادة اللغة العبرية، لغة الدولة التى تعرف عنا كل شىء، أما نحن فلا نعرف عنها إلا القليل.. وذلك فى منتصف التسعينيات عندما توجه إلى أحد المراكز التى تدرس اللغة العبرية فى المنطقة الشمالية بالإسكندرية وكانت المدرسة تنطق العبرى بطريقة خاطئة .. وعندما صححت لها ما تقول ووجدتنى أجيد اللغة بطلاقة غير مسبوقة أبلغت المسئولين أن هناك جاسوسًا جاء من أجل التعلم معنا.. وبعدها ضحكت كثيرا لما حدث.

وأضاف: هذا الموقف ليس الأخير حيث كنت فى منحة إلى أثينا.. وفى رحلة بالأتوبيس تعرفت على العديد من الشخصيات والجنسيات وكنت أتحدث مع كل شخصية بلغتها وكانت هناك فتاة صامتة طوال الرحلة وعندما سألتها عن جنسيتها قالت: إنها من إيطاليا وبدأت أتحدث معها الإيطالية بطلاقة فقامت بتوجيه السباب لى، وقالت: إننى لا أعرف أى شىء عن الإيطالية، وهذا بسبب أن الغرب ينظر إلى العرب نظرة دونية.. وكل من كان فى الرحلة فهم أنها حاقدة على لأننى تحدثت مع الجميع بلغته.

وعن أصعب اللغات التى تعلمها قال: إن الصينية واليابانية من أصعب اللغات وهناك 409 لهجة فى الصينى، أما اليابانى فهناك الآلاف.. وعن نظرة الأجانب له قال: إنهم يخافون منى لأننى أعرف ما يقولون ولا يتحدثون فى أى أمور أمامى.. أما المصريون فيرتابون منى .

ووجه البكرى نصيحة للمصريين: عليكم أن تعرفوا الآخر من خلال تعلم اللغات فكل شخص لديه أوقات فراغ بإمكانه أن يستغلها فى تعلم لغة بدلا من الهراء.. وأدعوهم لتعلم اللغة النوبية؛ لأنها أصبحت مندثرة حتى داخل النوبيين.