تخيلوا..!!!
وسط كل هذه الدماء المصرية المراقة يوميا، ووسط رائحة الموت التى تغطى سماء مصر المكلومة والحزينة والثكلى والحبلى بالهموم والبؤس، والموجوعة بالفقد، يخرج علينا أحد قيادات حزب الحرية والعدالة ليتحدث عن انتخابات البرلمان القادمة، والإعداد لها ودعوة قوى المعارضة للعمل الفعلى والمنافسة على البرلمان!.

يا الله!! "حقا إن لم تستح فافعل ما شئت"!
أى برلمان يا سادة وشعبكم يقتل ويذبح وتراق دمه فى مدن القناة، ورئيسنا يغرد لنا عبر تويتر، ثم يخرج علينا مهددا وملوحا بالمزيد من القمع بعد أن فرض حالة الطوارئ فى مدن القناة وحظر التجوال فيها، ونسى أن مصر علمتنا أن ما كان أوله حظر فآخره "تنحى"!، حتى الدستور الذى صاغوه بليل وجيشوا للتصويت له لم يحترموه، حيث نص فى مادة 148 على ضرورة إقرار مجلسى النواب أو الشورى على الموافقة عليه بعد عرضه والتشاور لمدة أسبوع! لم يتعلموا من أخطاء الماضى القريب الموصول بحاضر ملتهب يشعل ويحرق من لا يفهم أن العدل والمشاركة لا المغالبة هى الحل السحرى لكل مشاكل المحروسة.

لم يدركوا بعد أن المصريين صاروا لا يهابون الموت أو غيره لأنهم عايشوه عرضا مستمرا لمدة عامين متواليين.

لم يدركوا أن الناس ترفض استبدال حزب وطنى فاسد بجماعة واحدة أسرية وسرية تشل مفاصل الوطن ولا تحركه إلا بزرع أعضائها بغض النظر عن كفاءتهم.

لنا الثورة.. ولكم الصندوق، فى وطن صار الصندوق الوحيد ذو المصداقية هو صندوق الموتى، لا يهمنا أن يأتى بكم، صندوق الانتخابات غير النزيهة التى ستأتى بكم بعدما قسمتم الدوائر حسب مصالح جماعتكم وحلفائها من أحزاب البديل الإخوانى المعروفة لرجل الشارع البسيط، قبل المثقف، والتى فضحتها أخيرا مظاهرات ذكرى الثورة المسروقة فى 25 يناير الماضى، فإننى أدعو قوى المعارضة الحقيقية أن تحترم عقلية الشعب المصرى ولا تشارك فى انتخابات شرع لها مجلس باطل ومنتهٍ بلا اختصاصات لم ينتخب أعضاؤه من أجلها، ومعين به 90 فردا مكافأة لهم على تشويه حياة المصريين بدستور منح قبله الحياة لجماعة فقدت مصداقيتها فى الشارع !.

لقد شرع الإخوان لأنفسهم وقسموا دوائر البرلمان القادم حسب هوى ومصلحة من يعتبرون الوطن غنيمة حرب طرفاها مسلمون وكفار!، وبهذا تساوت محافظات الحدود مطروح وسيناء والبحر الأحمر المحجوزة مسبقا لقوى الإسلام السياسى مع محافظات الكثافة السكانية العالية فى الدلتا والتى لا تؤيد مدنها والأماكن الحضرية فيها الجماعة وحلفائها!.

لا تشاركوا بعبث سياسى نتيجته محسومة مسبقا، حيث تم تزوير الانتخابات قبل أن تبدأ من خلال حكومة الجماعة التى ستشرف على انتخابات الجماعة! أى منطق يقول إن وزير التنمية المحلية الإخوانى هو من يشرف على تنظيم الانتخابات القادمة بموظفى المحليات، وتشرف باقى أجهزة الحكومة على انتخابات تشارك فيها وهى مسألة حياة أو موت للجماعة!.

لا تعطوا شرعية لمن يستأثر بالوطن، ويحسبه إقطاعية خاصة له ولحلفائه، واتركوهم ليحكموا وليكشفوا للشعب عن عبقريتهم السياسية والاقتصادية وعدلهم وتكافلهم الاجتماعى ذى الأرغفة الثلاثة لكل مواطن فقير!.

أتمنى من المعارضة أن تبطل حجتهم الواهية
بأن المؤامرات تحاك ضد الرئيس
لكى لا يحكم ولا ينفذ مشروع النهضة!.

فلتنهض بنا وبهم يا سيدى، واحكم بما تراه صالحا، ولندع الحكم والسلطة لك ولجماعتك، ولتكن لنا الشوارع والميادين والثورة التى سيقوم بها الشعب تلقائيا، بعدما يرى أن نقوده صارت عديمة القيمة، وأن غاز مصر ينير غزة وتظلم حياته، ولا يجده، وأن خبز مصر يوزع بالعدد عليه ويصدر تموين الغلابة لأصحاب الجماعة، وأن أولاده لا يعينون، لأنهم ليسوا من الجماعة المحظوظة، لن ندعو للثورة.. فهى آتية آتية.

ويمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين

اهى الانتخابات اتلغت بحكم قضائى

انهم يتعظوا و ياخدوا عبرة

ابدا

ربنا يستر على اللى جاى