مشكلة حقيقية حينما تفاجأ الأم العاملة بأنها لا تعرف أي شيء عن أسرتها، وأن أطفالها أصبحوا بمثابة غرباء عنها، لتتحول العلاقة بينهما إلى "هات وخد" لتطغى الماديات على العواطف ويتعالى حاجز الصمت الأسري.

من هنا كان لابد على المرأة العاملة الانتباه لعدة شروط لابد أن تتقيد بها إذا أرادت العمل سواء كانت مضطرة لذلك للمساعدة في تحسين الأحوال الاقتصادية لأسرتها أو لتثبت وجودها وأنها عنصر فعال في المجتمع.

بداية يجب أن تختاري المهنة التي تتناسب مع كونك زوجة فعليك واجبات نحو شريك العمر، بمعنى أن تتناسب مواعيد العمل مع ظروف عمل الزوج وليس العكس، بحيث تعودين للمنزل قبل عودته، أو تعودان سويا، وتحاولين الإسراع في الصعود قبله وتغيير ملابسك التي سبق أن حضّرتيها لتكوني في استقباله عند دخوله بابتسامة رقيقة تشعره بقيمته عندك.

لا يشترط عزيزتي أن تكوني مكتملة الزينة فيكفي شعوره باهتمامك وحرصك على استقباله لتكوني أجمل نساء الكون في عينيه، ويفضل أن تجهزي طعاما يكفي يومين، فهذا يريحك وفي نفس الوقت يحتفظ بالقيمة الغذائية والمذاق الطيب للطعام، مع تحضير وجبات خفيفة تساعدك على الحفاظ على صحة أسرتك وأيضا تمنحك طاقة وحيوية.

لا تتحاملي على نفسك، واستمتعي بساعة قيلولة وسط النهار تجعل مزاجك أفضل بكثير، لتكوني أكثر استعدادًا للاستماع لشريك العمر، والقيام بواجباتك المنزلية مع مراعاة تقسيمها على أيام الأسبوع لتكن سهلة ولا تشعرك بالضيق والتذمر، وتأكدي أن تواجد الإنسان في مكان مترب أو غير منظم ينعكس عليه سلبا.

"العطور والحمام الدافئ والثياب المريحة والمكياج الهادئ والنظافة الشخصية"، كلها أدوات تمنحك سعادة وثقة بالنفس من نوع خاص، فلا تهملي أيا منها، ولابد من تحديد ساعة أو ساعتين على مدى الأسبوع تجلسين فيها مع نفسك وتكتبين في مذكراتك الخاصة لتفرغي الشحنات السلبية التي اكتسبتها رغما عنك على مدى الأسبوع.

لا تكوني لحوحة في جذب الحديث مع زوجك، فأكبر ميزة تكتسبها المرأة العاملة هي الشعور بالزوج حين عودته من المنزل وتعرضه لمضايقات العمل، فكوني أكثر صبرا وتذكري أن الحنان وقدرة الاحتمال الأكبر والصبر من أهم سمات المرأة فكوني جديرة بها.

رجاء لا تفوتي عطلة نهاية الأسبوع، واجعليها مشاركة بينك وبين شريك العمر، لتنعما فيها بالنوم الهادئ وأغلقا الهواتف المحمولة، وكل ما يتسبب في خدش خصوصيتكما، واجعلا منها قوة دافعة لاستمرار الحياة بمودة ورحمة.