ما يحدث فى الشارع السياسى المصرى فى أعقاب ثورتين فى أقل من ثلاثة أعوام
يؤكد أن مصاب مصر جلل وقد فقدت الجديرين بتحقيق حلمها!..
ومؤخرا كم كان مثيرا أن تتوحد مصر بأسرها خلف الجيش وقائده تمسكا بترشح
المشير السيسى رئيسا للجمهورية، وكان الأكثر إثارة أن يصدر بيان عن الحزب
العربى الديمقراطى الناصرى، لسان حال الناصريين، يدعو فيه المشير السيسى
إلى الترشح لرئاسة الجمهورية فى لفتة تحمل دلالة مفادها أن من يتحدثون
باسم عبد الناصر محاولين أن يرتدوا ثوبه لا شرعية لهم، وإنما المبتغى هو استغلال
زعامته فى الوثب على سدة حكم مصر!!.

على هامش ما يحدث فى المشهد السياسى المصرى توقفت بقلق بالغ أمام ما كتبه
السيد سامى شرف، سكرتير الرئيس جمال عبدالناصر للمعلومات
وزير شؤون رئاسة الجمهورية، فى باب «السكوت ممنوع» بجريدة «المصرى اليوم»
بتاريخ الأحد ١٦ فبراير الحالى تحت عنوان (حمدين صباحى...فى انتظار اعتذارك!)
والتى يستنكر فيها سيادته تطاول بعض الصبية من أنصار حمدين صباحى بأحط الألفاظ
- بحسب وصفه- على الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ونجليه..
وقد علمت شخصيا بحدوث ذلك قبل وصول المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر
لحضور الاجتماع !!..وقد استطرد السيد سامى شرف فى رسالته إلى القول
«هى فضيحة مخزية تشين كل من شارك فيها، وكنت أتوقع أن يصدر تصريح فورى
من السيد حمدين صباحى ينفى فيه على الأقل أنه أوفد هؤلاء الصبية!..».

رسالة السيد سامى شرف كانت غاضبة، وكان مثيرا ألا يرد عليها السيد حمدين
فورا وفى نفس المكان الذى نشرت فيه، وليس عندما تستضيفه بعدها قناة فضائية
ويفاجأ بالمذيعة تبادره بسؤاله عما جاء بالرسالة المنشورة بباب بريد القراء
بـ«المصرى اليوم»!، ولو لم تسأله لظل صامتا ولم يعقب!..
وإذا بحمدين صباحى يزيد الطين بلة بقوله إن ماقاله سامى شرف غير صحيح
وأن بريد القراء ليس مقامه!!....عند هذا الحد أرد «كقارئ» دفاعا عن باب
بريد القراء «السكوت ممنوع» الذى يتعالى عليه حمدين صباحى وقد ارتدى ثوب
الزعامة لمجرد أنه مرشح سابق ترشح من جديد ليتحدث «مكذبا» قيمة وقامة بحجم
السيد سامى شرف، وللسيد سامى شرف حق الرد، ولكننى كقارئ أستنكر ما قاله
حمدين صباحة «الصحفى» وقد «تأفف» من بريد القراء ناسياً أن القراء هم جموع
هذا الشعب الذى يبتغى بصورة أو بأخرى أن يكون رئيساً عليه.... ولن يتحقق له هذا
لأنه من البداية يتعملق على الشعب الذى هو منه فما بالك لو وَلى أمره؟!..

يا سيد حمدين صباحى.
كن زعيما كما يحلو لك، ولن يصادر أحد على حقك، ولكن لن يسمح لك القراء
بأن تستخف بهم بقولك للسيد سامى شرف «باب القراء ليس مقامك»!!
فأنت لا تدرى أن باب السكوت ممنوع نشر للأستاذ سامى العديد من الرسائل
وكذا لعمداء كليات، ولعلماء مصريين بالداخل والخارج، ولمتخصصين فى شتى
المجالات بل ولصحفيين..هى كارثة بكل المقاييس أن يستمر بلاء مصر فى شخوص
كثر رواجهم، رغم اليقين أنهم جميعا أقل من مستوى ما يبتغيه هذا الوطن!..
إلى «الزعيم» حمدين صباحى أكرر نداء السيد سامى شرف لك ولكن هذه المرة
لتعتذر«مرتين»... مرة عن الإساءة للزعيم جمال عبدالناصر وأبنائه
ومرة أخرى للقراء وقد «حقرت» من بابهم الذى هو رئة مصر بأسرها
حيث صفوة المفكرين الذين يكتبون ما يعجز عن كتابته حملة الأقلام!!.

المستشار القانونى أحمد محمود سلام
نقلا عن المصري اليوم.