لعلك تعلمين وتشعرين بالطبع بكم التوتر والضغوط النفسية والاجتماعية
والمادية التي يعاني منها جميع الناس من حولنا لكنك ربما لا تدركين أن
بإمكانك التخفيف عمن حولك في كل مكان ورسم ابتسامة على شفاههم
وتحويل العالم بالنسبة لهم إلى مكان أفضل بأبسط اللفتات والتصرفات
التي تقدمين عليها في تعاملاتك معهم.

لا يمكنك للأسف وقف الحروب في كل مكان أو تحقيق العدالة الاجتماعية
وإنهاء الفقر والبؤس تماما، لكن يمكنك منح السعادة للآخرين بمعاملتهم بلطف
ومودة ورحمة من خلال عمل الآتي:

1 – تبرعي وتطوعي
"إذا أردت أن تشعري بسعادة حقيقية، فأكثري من عمل الخير" إنه قول مأثور
يحمل الكثير من الحقيقة لذا احرصي دوما على أن تكوني من الساعين
في عمل الخير سواء بالتبرع بمالك أو ملابسك المستعملة أو حتى بعض
الأطعمة لبنك الطعام أوغيره من الجمعيات الخيرية المختلفة أو لفقراء
تعرفينهم بشكل مباشر أو بالتبرع بدمك من وقت لآخر لإنقاذ حياة مريض
ومنحه فرصة جديدة في الحياة.

ولو كان لديك الاستعداد لتقديم ما هو أكثر من ذلك، فيمكنك أيضا التطوع
لجمع التبرعات لقضية إنسانية مهمة، وتسليمها للجهات المعنية أو حتى
التطوع بزيارة دور الأيتام والمسنين والمستشفيات، لتقديم الدعم المعنوي
والهدايا الرمزية لنزلاء هذه الأماكن أو الإسهام في خدمتهم والعمل
على راحتهم والتخفيف من معاناتهم الجسدية أو النفسية
بالتعاون مع العاملين في المكان.

2 - أظهري المودة والرحمة والاحترام لكبار السن والضعفاء
لا يشترط أن يكون كبار السن من أجدادك أو أقاربك لتحسني معاملتهم
وتقدمي على مساعدتهم.. ابدئي بأقاربك لكن لا تنسي جارتك المسنة
وحاولي من آن لآخر مساعدتها في شراء مستلزمات المنزل من البقالة
والخضروات وخلافه أو إذا لاحظت غيابها داخل شقتها وعدم خروجها
لأكثر من يومين احرصي على زيارتها أو الاتصال بها تليفونيا
والتأكد من أنها بخير وبصحة جيدة.

كذلك، احرصي على ترك مقعدك في المواصلات العامة أو أماكن الانتظار
المختلفة بالمصالح الحكومية أو عيادات الأطباء لأي امرأة حامل أو مسن
أو معاق ترينه واقفا ولا يجد مكانا ليجلس..
اجعلي الرحمة ومراعاة الآخرين شعارك في الحياة.

3 – أخبري المقربين منك كم تحبينهم
الحياة مليئة بالمفاجآت التي قد يكون بعضها أحيانا غير سار فقد يرحل عنا
أحباؤنا والمقربون منا فجأة نتيجة سفر ضروري أو موت أو غيره
دون أن يتسنى لنا أن نعبر لهم عن مدى أهميتهم في حياتنا وحبنا لهم.

عبري عن حبك واهتمامك لكل المقربين منك بشكل منتظم، سواء بالكلمات
الرقيقة أو الهدايا البسيطة أو السؤال عنهم يوميا أو على الأقل أسبوعيا
لا تقولي لنفسك "إنهم يعلمون بالفعل كم أحبهم" وتأكدي أنه حتى لو كان
ذلك صحيحا فهم لا يزالون بحاجة ماسة لسماع عبارات الحب
ورؤية علامات الاهتمام منك.

4 - أشعري الوافدين الجدد بالراحة
إذا جاء جيران جدد ليسكنوا بجوار منزلك أو جاءت طالبة جديدة منقولة
حديثا لفصلك بالمدرسة فكوني بشوشة ورحبي بالوافدين الجدد بابتسامة
صافية على وجهك وبعبارات طيبة تجعلهم يشعرون بالراحة وتبدد
شعورهم بالغربة والوحدة في المكان الجديد.. لا مانع كذلك من بطاقة
معايدة لطيفة بها بعض عبارات الترحاب.

5 – كوني مجاملة
الجميع يعشقون سماع المديح والمجاملات اللطيفة.. فإذا رأيت صديقتك
في فستان جديد أنيق أو بتصفيفة شعر مختلفة فعبري لها فورا عن إعجابك
بمظهرها الحسن.. وإذا أجاد أحدهم عمل شيء ما فامدحيه وشجعيه
بمجاملة لطيفة وصادقة ليشعر بالسعادة والتقدير والمزيد من الثقة بالنفس.

6 – أقدمي على زيارة من يشعر بالوحدة
حول كل منا هناك قصص إنسانية عديدة ومؤثرة أسفرت عن حياة مليئة
بالوحدة والألم لبعض الأشخاص من الأقارب أو المعارف أو الجيران
لو كان هناك من تنطبق عليه مثل هذه المواصفات في محيطك فحاولي
القيام بزيارة ذلك الشخص من وقت لآخر مع صديقاتك للاطمئنان عليه
ومساعدته بأي شكل ممكن والتسرية عنه وتبديد وحدته حتى ولو لفترة وجيزة.