لكل نظام فزاعته

تلك هى ألف باء سياسة دول

و على مرور عقود و عصور طويلة

ظلت الحركات الإسلامية – خاصة الشيعية منها – هي الفزاعة الأولى التي تستخدمها الأنظمة الحاكمة

و لن أبالغ إذا ما قلت إنها تُستخدم بالعالم اجمع و ليس بعالمنا العربي فقط

أما عن مصر

فظلت جماعة الإخوان المسلمين هي فزاعة الأنظمة السابقة لأكثر من خمسين عام

مارس فيها النظام جميع الوسائل المشروعة و غير المشروعة لتكبيل هذه الجماعة و غيرها

استحدثت مؤسسات و سنت قوانين و فرضت أحكام اعتقل و عذب بموجبها من لا يروق للنظام – حتى و إن لم يكن من ضمن تلك الجماعات

و كنا نسمع و نرى العجب العجاب آنذاك

فعل سبيل المثال
والدي – رحمة الله عليه – اعتقل مرات عدة

و تم تسجيل اسمه بقوائم امن الدولة عبر ملفين

الأول شيوعي

و الثاني



الثانى



الثانى


اخوانجى!!!!!!!!!!!!!!

(و الله بنفكر نسجل اسمه بموسوعة جينيس للغرائب)


و منذ سقوط النظام السابق – و حتى الآن

نجحت جماعة الإخوان المسلمين بإقناع قطاع كبير من المجتمع بحسن نواياهم – طبعا مع محاولاتهم المستميتة لإخفاء جوانبهم السلبية المفزعة للمسلمين قبل الأقباط


و عليه

فمن المفترض عدم ظهور فزاعة – في الوقت الحالي على الأقل

هكذا يقول المنطق

نعم

و لكن للواقع رأى آخر

السلفيين

السلفيين هم متبعى الرسول صلى الله عليه و سلم فى نهجه و سنته

و محتذى درب السلف الصالح السابق من الصحابة و الاتباع

لم يكن لهم يوما اى دور بالمجتمع سوى الدعوة و العمل بالدين فقط

اى أنهم كانوا بمنأى عن مجال العمل السياسي

منهم شيوخ أجلاء يعملون مساجدنا منذ سنوات طويلة

و منهم شيوخ أجلاء في مجال الإرشاد و الدعوة أمثال شيخنا الجليل الشيخ محمد حسان

لم يسبق لنا أن سمعنا يوما ما بأي مشكلة تذكر من اى من السلفيين

و لكننا الآن نواكب فترة عصيبة بعصرنا

و للأسف الشديد

فتلك الفترة أصبحت فترة للتشكيك و التخوين عن كونها فترة للالتفاف نحو هدف واحد سامي و عظيم

فترة وجدها البعض سانحة للخروج علينا بفزاعات عديدة

أكثرها زيفا و رعبا للكثيرين

مع الأسف

فالفزاعة الآن هي

فزاعة السلفيين

أقول للأسف

لكنه ليس الأسف الذي تتصورونه

انه اسفى على البعض

ممن صدقوا و انقادوا بالفعل و بدون تفكير وراء ما يثار عن السلفيين و عن كونهم هم العابث بأمن و استقرار مصر


حدث تلو الآخر

و كارثة تلو الأخرى

تمر بنا مرور الكرام

ننشغل فيها بتوافه الظواهر من الأمور

و نغفل تفاصيل هامة و دقيقة

و حلول فعلية و جذرية حاسمة و صارمة

متجاهلين كلية – في كل مرة – إجابة لسؤال هام

لمصلحة من؟