ركبت التاكسي فى طريقي للبنك لسداد رسوم اجازة زوجى

و فى الطريق مررنا بمدرسة ثانوية كبرى بالمنصورة

وجدت أمامها زحام شديد لدرجة ان التاكسي استغرق 10 دقائق للمرور

فسألت السائق بدهشة" هما عملوا موقف جديد للميكروباصات هنا ولا ايه؟"

"لا يا مدام.. ده هنا فيه كنترول للثانوية العامة"

"ايوة ما انا عارفة.. بس الطريق واقف ليه يعنى؟"

"ههههههههههه..ايه يا مدام.. هو انتى مش من هنا ولا ايه ؟ شكلك لسه جاية م السفر"

و عند المرور بالمدرسة.. ازدادت دهشتى لما رأيت

ماذا رأيت؟

عربة شرطة عسكرية..

مدرعة عسكرية..

خمسة ضباط من الشرطة العسكرية..

و ييجي كده عشرة خمستاشر فرد امن من الشرطة العسكرية مدججين بالسلاح

اه و الله بالسلاح

راودتنى العديد من الافكار قاطعها صوت السائق معلنا وصولى للبنك

دفعت الاجرة واتجهت بخطى مسرعة نحو البنك

و لكن تثاقلت خطاى عندما رأيت بعض الوجوه المزعجة ذات المطاوى بالجبين (كأنها علامة هوية لهؤلاء)

تلك الوجوه كانت موزعة بدقة على ماكينات الصراف الالى وهم ايضا مدججين

بس بالشوم المرة دى

انتابنى خوف شديد حينما وجدت هؤلاء بالبنك ايضا

مع غياب تام لافراد امن الشرطة الذين اعتدت ملاقاتهم بكثرة بذلك البنك – اللهم الا فرد واحد بالمدخل الرئيسي للبنك

و اعتقدت انه قد تكون هناك محاولة للاستيلاء و السطو على البنك

اتجهت الى احد المحاسبين ممن تربطنا بهم صداقة

و بعد الترحيب و سدادى للمبلغ سألته مباشرة

"هى ايه الحكاية؟ هما الناس اللى واقفين برة و هنا بالشوم دول بيعملوا ايه بالظبط؟"

"بيعملوا ايه؟ بيشوفوا شغلهم طبعا"

"شغلهم ده اللى هو ايه يعنى؟"

"دول بيحموا البنك و بيؤمنوه من السرقة.. مدير البنك مأجرهم مخصوص عشان كده"

"دول؟! امال فين السيكيوريتى الخاص او بتوع الشرطة اللى كانوا هنا؟"

"شرطة مين بس..ههههههههههههههههه.. و الله ضحكتيني.. ايه يا ام روان.. هو انتى مش من هنا ولا ايه؟"

حدقت فى وجهه لبرهة

ثم لملمت اوراقى.. و غادرت البنك و ذات العبارة ترن بأذنى

"هو انتى مش من هنا ولا ايه؟"