المواطن عرفة كامل على الأرض
بعد إشعال النار فى نفسه أمام القصر الجمهورى أمس
على طريقة المواطن التونسى محمد بوعزيزى، الذى أشعل النار فى جسده، وهو ما فجّر شرارة الثورة التونسية، أشعل موظف مفصول النار فى نفسه أمس أمام قصر الرئاسة «الاتحادية»، احتجاجا على تجاهل ديوان المظالم البت فى الشكوى التى تقدم بها ضد فصله من عمله بشركة كهرباء مصر الوسطى بأسيوط، وهو ما اعتبرته رئاسة الجمهورية «حادثاً مؤسفاً»، وأكدت على لسان المتحدث الرسمى حرصها «على حل مشاكل المواطنين».

أقدم المواطن «عرفة كامل»، الموظف المفصول منذ عام ٢٠٠٩ من شركة كهرباء مصر الوسطى فى أسيوط، على إشعال النار فى نفسه، أمام قصر «الاتحادية»، بعدما لم يبت ديوان المظالم فى الشكوى التى قدمها للعودة إلى عمله، بحسب زميله محمد يحيى حسانين «٢٩ سنة»، الذى كان بصحبته إلى القاهرة، مضيفا أنه صدر قرار بفصلهما ثم تظلما وأمرت النيابة بعودتهما للعمل، وهو ما وافق عليه رئيس الشركة قبل الثورة، وتابع: «رئيس الشركة الجديد رفض التنفيذ».

صديق الضحية: «عرفة» جاء من أسيوط ناوياً حرق نفسه
وقال «هو ده الحل»

قال محمد يحيى حسانين، ٢٩ سنة، صديق المواطن عرفة كامل الذى أشعل النار فى نفسه: «كنا نعمل فى شركة كهرباء فى أسيوط وبعد فترة من العمل انقطعنا، وتم فصلنا من الشركة وعندما تظلمنا وحدثت مشاكل مع القيادات وخضعنا للتحقيقات بشكل رسمى أمرت النيابة بعودتنا للعمل، ووافق رئيس مجلس إدارة الشركة على عودته وبعد الثورة حضر رئيس مجلس إدارة جديد وتوقفت الأمور مرة ثانية، ورفض عودتنا للعمل».

وأضاف: «ذهبنا معاً إلى ديوان المظالم وقدمنا شكوى رسمية بعودتنا إلى الشركة، وقالوا لنا المشكلة ستنتهى بعد ١٥ يوماً وحضرنا فى الميعاد المحدد فطلبوا منا الحضور بعد نفس المدة».

وواصل كلامه قائلاً: «المجنى عليه جاء من أسيوط بنية إشعال النيران فى نفسه إذا لم تنته مشكلته فى القاهرة وأحضر كمية من البنزين ووضعها داخل زجاجة وتوجهنا معاً إلى مكان الواقعة وعندما تأكد أن مشكلتنا لم تنته؟ أشعل النيران فى جسده وهو يقول «هو ده الحل» حاولنا منعه إلا أن النيران كانت أسرع ولم نستطع فعل شىء إلا أن ننقله إلى المستشفى فى حالة سيئة.

من جانبه، قال الدكتور ميلاد إسماعيل، مدير مستشفى منشية البكرى الذى نقل إليه المصاب، إن «نسبة الحروق فى جسده أكثر من ٥٠%، وبالتحديد فى اليدين والكتفين والصدر، وحالته سيئة».

فى هذه الأثناء، واصل الرئيس محمد مرسى ممارسة عمله فى قصر الاتحادية الرئاسى، متجاهلا الاعتصام الذى واصله العشرات من المشاركين فى التظاهرات التى جرت الجمعة الماضى. وطوقت قوات الأمن المركزى، أمس، قصر الاتحادية، وأغلقت جميع الطرق المؤدية له بالأسلاك الشائكة والعربات، وحولت المسارات المرورية بعد إغلاق شوارع الأهرام والميرغنى وإبراهيم اللقانى، تجنبا لحدوث مصادمات بين المعتصمين المطالبين بحل «الإخوان» ومؤيدى رئيس الجمهورية.

وفى وقت أعلن فيه محمد أبوحامد، النائب السابق والداعى للمظاهرات، أن نحو ٣ ملايين شاركوا فى المظاهرات التى نجحت بشكل كبير، ناصحا جماعة الإخوان المسلمين بـ«ارتداء نظارة لتحسين حاسة البصر لديها»، أكدت الجماعة أن «مليونية الجمعة فاشلة».