أرسلت (س. ا) تقول:
أنا متزوجة من 5 سنوات، ولدى طفلتان، كان زوجى يعمل بالخارج بينما نحن نعيش فى مصر حتى فترة قريبة جدا، من حوالى سنتين حدث بينى وبين زوجى خلاف كبير كان سيؤدى إلى الطلاق، طبعا تدخل بيننا الكثير من الأهل والمعارف وأصدقائه أيضا كان من بينهم صديق له كان يحادثنى تليفونيا باستمرار، وكان يدافع عن صديقه (زوجى) باستماتة فى البدايه، ثم بدأ كلامه يتغير إلى (فعلا هو شخص صعب)، (إنتى إزاى مستحملاه؟)، (هو إللى غلطان ومش مقدر النعمة إللى هو فيها)، وطبعا كل هذا كان تمهيدا لأن يصارحنى بأنه معجب بى، وأنه (مستخسرنى) فى زوجى، قاومت بشدة فى البداية، لكن بعد زوجى عنى, وخلافاتنا الكبيرة وقتها وكلام هذا الشخص الحلو المستمر (والزن على الودان أمر من السحر)، كل هذا جعلنى أتجاوب معه.

علاقتنا لم تتجاوز المكالمات التليفونية وعلى النت، و الحمد لله لم يتطور الأمر إلى أكثر من ذلك، لكنى عدت إلى صوابى وندمت على هذه العلاقة بعد فترة قصيرة، وطلبت منه أن ينسى تماما كل ما حدث وأن يتركنى فى حالى، وفعلا مضى وقت طويل بعدها لم نتصل ببعض نهائيا، ثم حدث بعدها ونجحت محاولات الإصلاح بينى وبين زوجى، وكان الاتفاق على أن أسافر للعيش معه أنا والبنات فى الخارج، وألا نفترق مرة أخرى، سعدت بهذا الحل، وسافرت فعلا وبدأت استقر هناك، إلا أن المفاجأة أن هذا الشخص أعاد الاتصال بى مرة آخرى، على الموبايل والإيميل، وكان يقول فى البداية أنه شعر بأنه لا يستطيع الابتعاد عنى، وأنه لن يتحمل أن أكون فى بلد آخر، وأنه هو الأحق بى من زوجى، كنت حادة معه هذه المرة و صارحته بأن ما حدث سابقا كان غلطة مني، لأنى لم أكن فى ظروف طبيعية، وأنى أريد الآن العيش مع زوجى وبناتى بهدوء، لكنه رد بجرأة ووقاحة شديدة وقال، إنه سجل لى مكالماتى معه، وأنه يحتفظ بالإيميلات التى كنت أرسلها له، وهددنى بمنتهى الصراحة أنه سيخبر زوجى إذا لم أتجاوب معه الآن.

أنا مرعوبة من أن يرى زوجى هذه الأشياء، وفى نفس الوقت لا أريد ان أتمادى فى خطأ سابق، اعترف تماما أنه خطأ فادح، ماذا افعل؟

وإلى (س) أقول:
لن أختلق لك الأعذار على خطأك، ولكن من منا لا يخطئ؟ وقد يكون وقوعك فى مثل هذه (الحفرة) مفهوما فى مثل تلك الظروف التى كنت فيها، وأعتقد أنه كما يقال (من أقر بذنبه غفر له ربه)، لهذا استغفرى الله كثيرا وتوبى بصدق عن هذا الأمر، واطلبى منه أن يسامحك ويغفر لك ويسترك، هذا أولا.

ثانيا بالنسبة لهذا الشخص، فمن الواضح أنه خسيس وجبان، وأنا أطمئنك أنه يهدد فقط، وأنه فعلا سيجبن على مواجهة زوجك بما كان يفعله معك، هذا إن صدق فعلا فى كونه يحتفظ بأدلة ضدك، لهذا لا تخافى ويصيبك الذعر منه، كونى قوية وثابتة فى مواجهته، بل وردى عليه بأنك قد صارحتى زوجك بالفعل، وأنه سامحك، وأنه ينوى الرد على هذا الصديق بشكل قاسى جدا، ولكنه ينتظر العودة إلى مصر مثلا، أو ينتظر أن يكون معه وجها لوجه، أو أى حجه أخرى، وتأكدى أنه سيتراجع تماما بعد أن يشعر بأنك لم تخاف، وربما يختفى من حياتك إلى الأبد، فهو يبحث عن أى فريسة سهلة وليس عنك أنت بالتحديد، وبعد أن تفعلى ذلك اقطعى كل سبل اتصاله بك، غيرى رقم موبايلك، وإيميلك، وكل طريقة يستطيع الوصول لك بها.

فرضنا أنه لم يرتدع، وأنه شخص مؤذ، ولن يتركك بسهولة، إذا فلا بد حينها من أن تصارحى أنت زوجك فعلا بالأمر، ولكن كونى بسيطة ولا تذكرى كل التفاصيل، تقبلى غضبه وثورته حينها، وتقبلى أن تمرى بفترة (كرب) اعتبريها ثمنا لخطأك، والذى قد يكون تكفيرا عن ذنبك.

وأخيرا أتمنى لك من كل قلبى أن تمر الأمور بسلام، وأن تتعلمى أنت وغيرك أنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، وأدعو الله أن يرخى عليك ستره الجميل.