السفير يحيى نجم ملقى على الأرض ومقيد اليدين فى ساحة التعذيب

٧/ ١٢/ ٢٠١٢
بعد إتمام سيطرتهم على محيط قصر الاتحادية، أقام شباب جماعة الإخوان المسلمين ساحة استجواب عند البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبدالعزيز، بشارع الميرغنى، كل غرفة منها مؤمنة بكردون أمنى وحواجز حديدية، ولا يقتصر الاستجواب فيها على من أُلقى القبض عليه من المعتصمين المعارضين على «س و ج»، بل تحولت إلى غرف تعذيب لانتزاع اعترافات من القوى المعارضة، وتعليق بعضهم على أسوار القصر الرئاسى، وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى عن أن أحد المحتجزين الذين اتهمهم الإخوان بالبلطجة والتابعين للنظام السابق هو السفير يحيى نجم القائم بالأعمال فى السفارة المصرية بـ«فنزويلا»، والذى قدم استقالته فى ٢٠٠٥ احتجاجاً على سياسات الرئيس السابق حسنى مبارك.

المصرى اليوم» قضت ٣ ساعات فى إحدى هذه الغرف، والتى دخلناها بصعوبة وبعد وساطة من زميل يعمل بقناة «مصر ٢٥» الفضائية، المحسوبة على جماعة «الإخوان».

المفاجأة أن الموجودين ليسوا فقط من شباب الجماعة، فهناك لواءات وضباط شرطة بملابس عسكرية وآخرون بزى مدنى من قسم شرطة النزهة يكتفون بدور المتفرج على ما يجرى من عمليات ضرب وسحل وتعذيب من قبل شباب تميزهم قوة البنيان، ويعملون تحت إشراف ٣ أشخاص ملتحين يرتدون زيا مهندماً.

تبدأ عملية التعذيب بالقبض على أحد المتظاهرين المعارضين خلال الاشتباكات، أو عند الاشتباه فى أحد الأشخاص فى المكان الذى لا يشهد أى اشتباكات بعد فصل الأمن المركزى بين المؤيدين والمعارضين لرئيس الجمهورية، بعدها يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد والقدم والعصى فى الوجه والبطن ومختلف أنحاء جسده، ويمزقون ملابسه، ثم يذهبون إلى أقرب غرفة تعذيب فرعية.
*****************
حد الرسم عند الإخوان: قطع الأذن

«صدام» يعرض عاهته
لم يكن يدرى صدام سيد أحمد، عضو التيار الشعبى، وحزب الكرامة، أن هوايته المفضلة فى تخطيط ورسم اللوحات التى رفعها المتظاهرون خلال مليونية «الإنذار الأخير»، أمس الأول، ستكون سبباً فى قطع أذنه على يد مجموعة من مؤيدى الرئيس محمد مرسى أمام قصر الاتحادية.

صدام قال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» إنه معتصم أمام القصر الرئاسى منذ الثلاثاء الماضى، وقام ببناء خيمة خاصة به أمام مسجد عمر بن عبدالعزيز، لرسم وتخطيط اللوحات واللافتات والشعارات التى يحتاجها المتظاهرون لتوصيل رسائلهم إلى السلطة الحاكمة خلال المسيرات التى يقومون بها، مضيفاً أنه فى الوقت الذى كان يتصدى فيه زملاؤه للاعتداءات الهمجية التى قام بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين كان يرسم داخل خيمته لوحة تقول «افعل ما شئت سترحل كما جئت.. ارحل يا فرعون».

وتابع: «بعد ذلك خرجت من الخيمة رافعاً اللوحة ولكنى فوجئت بأن كل زملائى انسحبوا من شدة الضرب ووجدت نفسى محاصراً بين ١٢ فرداً من الإخوان يحملون أسلحة خرطوش وبيضاء وشوم» مضيفاً أن أحدهم قال بمجرد أن رآه «امسكوا الواد بتاع حمدين ده» نظراً لوجود لافتة التيار الشعبى على الخيمة، مضيفاً أنهم قاموا بدفعه داخل الخيمة وقاموا بضربه على رأسه بالشوم، إلى أن قام أحدهم بإخراج «مطواة» وقام بقطع الجزء العلوى من أذنه اليسرى وهو يقول، «ودى بقى عشان حد ربنا يا كافر»، ثم قاموا بهدم الخيمة وهو بداخلها مرددين «الله أكبر الله أكبر».
*********************


ساعات كاملة قضتها «المصرى اليوم» داخل غرف التعذيب التى أنشأها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عند أبواب قصر الاتحادية بمصر الجديدة والغرفة المركزية التى تقع أمام البوابة المواجهة لمسجد عمر بن عبدالعزيز بشارع الميرغنى، الغرفة مؤمنة بالكامل بكردون أمنى وحواجز حديدية، وأفراد أمن مركزى يمنعون دخول أى شخص إلا بموافقة أعضاء الجماعة.

بصعوبة شديدة وبعد وساطة زميل بقناة «مصر ٢٥» الفضائية المملوكة للإخوان، تمكنا من دخول الغرفة.. يوجد لواءات وضباط شرطة بملابس عسكرية، وآخرون بزى مدنى من قسم شرطة النزهة، يكتفون بدور المتفرج على ما يجرى من عمليات ضرب وسحل وتعذيب، وتواجد أيضاً قرابة ١٥ شخصاً من الإخوان يميزهم بنيان قوى، ويشرف عليهم ٣ أشخاص ملتحون يرتدون زياً مهندماً، هم من يقررون من يتواجد فى الغرفة، بل قد يطردون أياً منهم حتى لو كان منتمياً للإخوان.

تبدأ عملية التعذيب بالقبض على أحد المتظاهرين المعارضين للرئيس محمد مرسى خلال الاشتباكات، أو عند الاشتباه فى أحد الأشخاص فى المكان الذى لا يشهد أى اشتباكات بعد فصل قوات الأمن المركزى بين المؤيدين والمعارضين، بعدها، يتناوب أعضاء الجماعة ضربه باليد والقدم والعصى فى الوجه والبطن وفى كل أنحاء جسده، ويمزقون ملابسه ثم يذهبون به إلى أقرب غرفة تعذيب فرعية، التى لا يتواجد فيها أفراد أمن مركزى أو أفراد من وزارة الداخلية أو المباحث، ويصعب تحديد عدد هذه الغرف، حيث إنه بمجرد القبض على شخص تنشأ الغرفة فى أقرب مكان بجانب أحد المبانى أو الأسوار، ثم يتم بعد ذلك تفتيش المقبوض عليه ذاتياً والاستيلاء على ما معه من أموال أو هواتف أو بطاقات هوية، قبل البدء فى استجوابه، الذى تتخلله لكمات وصفعات على الوجه من حين لآخر لإجباره على الاعتراف بأنه بلطجى مأجور.. يسألونه عن سبب نزوله وعما إذا تقاضى أموالاً للتظاهر، وهل يتبع الدكتور محمد البرادعى، مؤسس حزب الدستور، أو حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، أو الحزب الوطنى المنحل.. وكلما نفى التهم التى يوجهونها إليه، زادوه ضرباً وسباً بالأب والأم.. ويتولى أحد الأعضاء توثيق الاستجواب بكاميرا موبايل، كما يتصلون بقناة «مصر ٢٥» الفضائية كى تأتى للتسجيل معهم باعتبارهم بلطجية تم إلقاء القبض عليهم.

بعد فترة من الاستجواب، يُنقل المقبوض عليه من غرفة التعذيب الفرعية إلى الغرفة الرئيسية، وفى الطريق يتواصل الضرب المبرح والسب بشتى أنواع الشتائم وتمزيق الملابس، وكل من يواجهه أو يقابله فى الطريق من الإخوان «يعطيه ما فيه النصيب» سباً وضرباً، وقد يقيمون حفلاً جماعياً عليه قبل إدخاله الغرفة المركزية وفيها يتولى أحد محامى الإخوان تسلم بطاقات الرقم القومى والأموال وكل ما لديه من متعلقات ويسلمها لرئيس المباحث الموجود فى المكان. وزعم بعض أعضاء الجماعة وجود أسلحة تم تحريزها من المقبوض عليهم وتسليمها لضباط مباحث قسم النزهة لكننا لم نتمكن من التأكد من وجودها.

صرخ أحد الشباب المقبوض عليهم فى وجه أعضاء الجماعة فى الغرفة قائلاً: «أنا شيخ ومربى دقنى، واللى ح يجيب لى حقى منكم الشيخ صفوت حجازى، أنا صديق كل المشايخ، حسبى الله ونعم الوكيل فيكم، إحنا مسلمين زيكم». شاب آخر كان ينزف دماً، قال: «أنا متعلم وعندى عربية، ده شكل واحد بلطجى، حرام عليكم». وثالث من مواليد منطقة السيدة زينب نال قسطاً كبيراً من الضرب واتهمه الأعضاء بأنه تابع لـ«فتحى سرور»، رئيس مجلس الشعب السابق.

بعض الأشخاص المقبوض عليهم كانت حالتهم الصحية متدهورة جداً ولم يتمكنوا من الرد على الأسئلة التى يوجهها لهم من يستجوبونهم، وبعضهم كان الدم ينزف من كل أنحاء جسدهم، وفى حالة إعياء شديدة، دون تقديم أى إسعافات لهم، فقط تمنح لهم زجاجة مياه ليشربوا منها أو يستخدموها لوقف النزيف.

بعد تجمع أكثر من ١٠ أشخاص من المقبوض عليهم، طلب رئيس المباحث وضباط الشرطة المتواجدون فى الغرفة من قيادات الجماعة الثلاثة مساعدتهم فى تأمين المكان وفتح ممر لهم لنقل المقبوض عليهم إلى قسم شرطة النزهة حتى لا يفتك بهم أعضاء الجماعة مرة أخرى، وهو ما تم بالفعل، وبعد ترحيل كل فوج يأتى أشخاص آخرون مقبوض عليهم.

بجانب غرفة التعذيب المركزية، كان هناك ٣ أشخاص يحتجزون فى غرفة الأمن بداخل القصر، عند البوابة الرئيسية بشارع الأهرام، هناك لا يسيطر شباب الإخوان على المكان وانتهى دورهم بتسليم المقبوض عليهم للحرس وتمكنا من تصوير أحدهم، بينما كان الآخران بداخل القصر، ويتهم شباب الإخوان أحدهم بحيازة سلاح وإطلاق النار على عضو بالجماعة، بعض الأشخاص المقبوض عليهم بقوا فى غرف التعذيب الفرعية ولم يتم تسليمهم لضباط المباحث، تركنا المكان وعلى رصيف القصر وجدنا آثاراً واضحة لدماء سالت، حاول البعض وضع التراب عليها لمحوها، لكن أحداً لن يستطيع محو صورة الدم من ذاكرة المصريين لمئات السنين.
**********************
«أبوضيف».. الصحفى الذى منح صوته لـ«مرسى»..
وضرب برصاص «إخوانه»


من الصعيد جاء حاملاً أمالاً وطموحات ورغبة فى نقل الحق، لا يملك من الدنيا إلا قلماً يدّون به ملاحظاته، وكاميرا ادخر مالها لينقل بها الحقيقة، وصحيفة ينشر من خلالها موضوعاته.

«الحسينى أبوضيف» هو الصحفى والناشط، ذو البشرة السمراء المشربة بالحمرة، التى تُظهر ملامحه الجنوبية الصعيدية، صاحب الـ٢٦ عاما، ابن محافظة سوهاج وخريج كلية الحقوق فى محافظة أسيوط.

تلقى مساء أمس طلقة خرطوش فى رأسه خلال تغطيته المظاهرات بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه، أمام قصر الاتحادية ويرقد الأن فى حالة حرجة للغاية فى مستشفى الزهراء الجامعى بالعباسية، بعد أن كشفت التقارير الطبية موته إكلينيكيا.

بدأ «الحسينى» حياته ناشطاً جامعياً، ففى عام ٢٠٠٧، رفع دعوى قضائية ضد إدارة الجامعة ورئيسها بصفته للمطالبة باسترداد المصروفات الدراسية التى دفعها خلال ٣ سنوات من دراسته فى الكلية، وطالب بالحصول على حكم قضائى لصالحه بتخفيض المصروفات وإلزام الجامعة بتحصيل ١٤ جنيها فقط من كل طالب وفقا للقانون، ففُصل من الجامعة ما أدى إلى دفع الطلاب لتدشين حركة طلابية باسم «حقى» فى جامعات مصر، تطلب دفع المصروفات المحددة فى القانون بـ١٤ جنيها فقط.

«الحسينى» الذى انضم للتيار الشعبى للتعبير عن توجهه خلال فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية منح صوته لـ«مرسى»، وقبل تغطية مظاهرات «الاتحادية»، كتب على موقع «تويتر»: «هذه آخر تويته قبل نزولى للدفاع عن الثورة، وإذا استشهدت لا اطلب منكم سوى إكمال الثورة.. نقطة».
****************************
«أبوضيف» بين الحياة والموت..


أعلنت مصادر طبية بمستشفى «الزهراء» الجامعى، أمس، وفاة الزميل الحسينى أبوضيف، محرر شؤون مجلس الوزراء بجريدة الفجر، مسؤول لجنة الدفاع عن الصحفيين، إكلينيكيا بعد ساعات من إصابته بطلق خرطوش بالمخ، خلال تغطيته معركة قصر الاتحادية، فيما تقدمت نقابة الصحفيين ببلاغ للنائب العام ضد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالتحريض على قتله.

كان الزميل قد توجه، مساء أمس الأول، إلى محيط قصر الاتحادية لتغطية الأحداث وتأدية عمله، فتم إطلاق قذيفة خرطوش من مسافة قريبة على منطقة الرأس، فتم اختراقها بالكامل، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد وتهتك فى المخ، وكسر فى قاع الجمجمة والفقرة العنقية الأولى، بالإضافة إلى دخوله فى غيبوبة كاملة وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعى بشكل مستمر.

وحرر عدد من الصحفيين، وشباب الثورة، وكل من المحامى محمود قنديل، والناشط الحقوقى محمود العسقلانى، أمس، بلاغاً بقسم شرطة الوايلى، وتمت إحالته إلى قسم شرطة مصر الجديدة، يتهمون فيه كلاً من خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكاترة محمود غزلان، وعصام العريان، ومحمد البلتاجى، القياديين بالجماعة، بالتحريض على قتل أبوضيف، فضلاً عن اتهام كل من عبدالرحمن عز، وأحمد المغير، وأحمد سبيع، وشخص يدعى زياد وشهرته «تحرراوى» كشركاء أصليين فى قتل أبوضيف وجميعهم أعضاء بالجماعة.

وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من (التقرير الطبى المبدئى، كتبته الدكتور مريم كساب ــ طبيبة المخ والأعصاب) والذى أكد إصابته بطلقة بخرطوش وصفتها بـ«المقصودة» ومنتشرة فى الفص الأيمن للمخ، ويعتقد أنه مضروب من مسافة قريبة مع تهتك ونزيف شديد فى المخ، وكسر بقاع الجمجمة وفى الفقرة العنقية الأولى.

وأشار التقرير إلى وجود «هواء» فى المخ، وغيبوبة عميقة للزميل، فضلا عن تشنجات، ولفت إلى أنه على جهاز تنفس صناعى منذ أمس. وقال نشطاء على موقعى «فيس بوك» و«تويتر» أمس إن ميليشيات الإخوان تسببت فى استشهاد «أبوضيف» لكشفه، قبل إطلاق النيران عليه، عما سموه «معلومات خطيرة» عن مظاهرات الاتحادية، حيث قال على حسابه الشخصى على «تويتر»، الثلاثاء الماضى، إن الإخوان المسلمين عقدوا صفقة مع الجماعة الإسلامية للتصدى لمسيرات الثوار السلميين. وأضاف أن أعضاء الجماعة الإسلامية سيتصدون للمتظاهرين مقابل إعطاء الإخوان المسلمين لهم منصبى محافظى الفيوم وقنا، مشيراً إلى أن السلفيين الجهاديين هم الجانب الوحيد الذى رفض هذه الصفقة.

ورفض أطباء المستشفى خروج أبوضيف، بسبب خطورة حالته الصحية وتدهورها، إلى مستشفى دار الفؤاد، مشيرين إلى أن تأخر وضع الحالة على جهاز التنفس الصناعى أضعفها كثيرا، حيث ظل قلبه فترة طويلة دون نبض حتى تم إسعافه، وسوف يظل على الجهاز لمدة ٤٨ ساعة، على الأقل، لمعرفة مدى استقرار الحالة من عدمه.

وحمل علاء العطار، عضو مجلس نقابة الصحفيين، الرئيس مرسى المسؤولية الجنائية والسياسية عن استشهاد أبوضيف، مشيراً إلى أن النقابة ستدخل طرفاً أصيلاً فى البلاغ، الذى تقدم به زملاء الشهيد ضد الرئيس وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين.

وقال: نحمل هذه الاعتداءات لرئيس الدولة بصفته وشخصه لأن حزبه أمر ووجه أعضاء حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة بالذهاب إلى «الاتحادية» وذلك كله بأمر من الرئيس. ولفت إلى أن «مرسى المسؤول عما حدث لحرية الصحافة فى مشروع الدستور الجديد هو نفس الرئيس المسؤول عن الاعتداءات».

وقالت عبير سعدى، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على حسابها الشخصى بـ«فيس بوك»: «أخى وزميلى الحسينى أبوضيف يتحول إلى «جيكا» جديد، الزميل تم استهدافه بسبب صور التقطها وسرقت الكاميرا. أدعو له وأقسم بالله العظيم لن نترك حقه يضيع. ماذا نقول لأهله عندما يصلون للمستشفى بعد قليل؟!».

وقدم أعضاء فى مجلس نقابة الصحفيين، أمس، بلاغاً للمستشار طلعت إبراهيم، النائب العام، للتحقيق فى واقعة مقتل الحسينى.

واتهم البلاغ، الذى حمل رقم (٢٢٠٨/صادر نقابة الصحفيين)، وتقدم به كل من كارم محمود، سكرتير عام النقابة، وعبير سعدى، وكيل النقابة، وعلاء العطار وهشام يونس، وأسامة داوود، أعضاء المجلس كلاً من خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام للإخوان، والدكتور غزلان ومحمد البلتاجى، وعصام العريان، فضلاً عن أحمد سبيع، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، وعبدالرحمن عز وغيرهم، بالتحريض على قتل الزميل عمدا وإطلاق رصاصة خرطوش على مقربة متر واحد، أدت إلى نزيف كلى فى المخ وإصابة الفص الأيمن منه بعجز كامل.

وأدان مجلس نقابة الصحفيين ما تعرض له الصحفيون، مساء أمس الأول، أمام قصر الاتحادية، خاصة ما تعرض له الزميل الحسينى أبوضيف، الصحفى، بجريدة «الفجر»، الذى أعلنت وفاته إكلينيكياً، وأشار المجلس إلى أنه مثلما اعتبر سقوط الشهيد الصحفى أحمد محمود إعلاناً رسمياً لسقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، فإنه يعتبر سقوط الزميل الحسينى إعلاناً رسمياً لسقوط نظام الرئيس محمد مرسى.

وتقدم المجلس مع أسرة الزميل «أبوضيف» ببلاغ إلى قسم مصر الجديدة ضد الرئيس «مرسى» بصفته وشخصه فى واقعة اغتيال الحسينى.
*******************
خرطوش الميليشيات يخطف بصر طفل بجوار «الاتحادية»

لطفى يرقد بالمستشفى
كان يلعب مع الصبية أسفل منزله عندما فوجئ بميليشيات ذكرت أسرته أنها تنتمى لجماعة الإخوان تقتحم شارعه الهادئ، وتطلق الخرطوش فى عشوائية ليصاب إصابة مباشرة فى عينيه ليسير على طريق أحمد حرارة الذى فقد نور عينيه أثناء الثورة ويسقط على الأرض مغشيا عليه، ليكون «الشاب» الذى أصابه هو آخر مشهد يراه قبل أن يؤكد الأطباء إصابته بنزيف داخلى، وانفصال فى شبكية عينه اليمنى، واستقرار بعض طلقات الخرطوش فى اليسرى.

لطفى ممدوح، صبى لم يتجاوز ١٤ عاماً بالصف الثالث بمدرسة الطبرى الإعدادية بالقاهرة، أخ أكبر لشقيقين، والده سائق ووالدته ربة منزل بسيطة، شاء حظه العاثر أن يسكن فى عزبة «أبوطالب» فى الطريق لقصر الاتحادية.

هاجمت الميليشيات العزبة لمطاردة بعض معتصمى الاتحادية، الذين هرعوا للشارع هربا من هجومهم ليصاب ما يزيد على سبعة أشخاص، من أهالى المنطقة بإصابات مختلفة من الخرطوش.

فى الدور الرابع، بأحد المستشفيات الخاصة، وقف والده متكئاً على جدار الغرفة، التى يرقد بداخلها «لطفى»، رجل أربعينى يرتدى جاكيت جلد ونظارة طبية، لم يستطع التحدث نظر نظرة يائسة، وسرح بعيدا فى ذهول، وكأنه يحاول الهروب من الواقع، وقد ذرفت عيناه دمعة محبوسة.

أزاح أحد المتواجدين بالغرفة ستاراً ونادى بصوت خفيض على لطفى الذى ارتجف وهو يبحث بيديه، عن مصدر الصوت، محاولا الاعتدال من نومته، ولكن خارت قواه، وعاد جسمه النحيل يتمدد فى الفراش، مستسلماً لما يعانيه من آلام، وقد أغمض عينيه، وظهرت على وجهه آثار بعض الإصابات والدماء التى تركت بصماتها على وسادة فراشه.

خارج الغرفة تجمع بعض جيرانه وأقاربه، الذين توافدوا على المستشفى، من ضمنهم رجل ستينى اشتعل رأسه شيبا، يدعى حسن عبدالمقصود، يقول: «أنا شفت الموت لم أجد طريقة للهروب من طلقات الإخوان سوى الدخول أسفل إحدى السيارات»، وأكمل بانفعال: «حملنا لطفى وتوجهنا لمستشفى الدمرداش الذى أغلق أبوابه فأحضرناه إلى مستشفى خاص وسيجرى عملية لوقف النزيف».

تركنا العزبة وكانت أصوات الخرطوش تدوى وسط ضجيج الأهالى، الذين استعدوا للمواجهة مع الميليشيات، انتقاماً للطفل الصغير الذى فقد عينيه وهو يلعب. الطبيب أكد أن «لطفى» لن يرى سوى بعينه اليسرى وبنسبة ٥٠٪ فقط.
********************
«محمد» ذهب لنقل الجرحى على «موتوسيكل»
وعاد برصاصة فى الصدر

رضا يبكى شقيقه أمام المستشفى
أمام مستشفى منشية البكرى العام، وقف عدد من الأهالى فى انتظار التقارير الطبية لابنهم وكانوا فى حالة بكاء هيستيرى، وعلت وجوههم علامات الصدمة والذهول بعد سماع خبر وفاة ابنهم محمد محمد السنوسى «٢٢ عاماً» بالمستشفى، وأنه أصبح «جثة» فى ثلاجاتها، انتظاراً لنقله إلى مشرحة زينهم لتوقيع الكشف الطبى عليه.

وقف رضا السنوسى مذهولاً ولم يستطع تفسير ما حدث لأخيه، الذى فوجئ بأنه ذهب إلى الاتحادية بعد أن شاهد فى التليفزيون الاشتباكات التى حدثت بين مؤيدى ومعارضى الرئيس، فأصيب بطلق نارى أودى بحياته فى الحال. يتمتم «رضا»: قالولى أخوك مات بـ٣ طلقات، ومش عارف الطلق جاله منين، أخويا اتخطف من وسطنا.

وأوضح أن «محمد» يعمل «نجار مسلح» ويقيم مع أهله فى منطقة الوايلى بحدائق القبة، ولم تكن لديه اهتمامات سياسية، وقال: إنه ذهب للمتابعة و«الفرجة» على ما يحدث، وبعد ساعتين كان مضروباً بالنار، وجه المستشفى ميت، والنيابة كانت بتحقق الصبح وأكدت لى هما والدكاترة جوه المستشفى إنه مات بطلق نارى.

يروى محمد السيد، صديق الضحية، الذى رافقه أمس الأول، لقصر الاتحادية ما حدث: «نعمل معاً فى ورشة نجارة، رأينا فى التليفزيون دخول الإخوان على المعتصمين، فقررنا النزول إلى الاتحادية حتى نعرف حقيقة الأمر».

يكمل: «وصلنا الميدان الساعة ٨ مساء ووجدنا اشتباكات كبيرة بين شيوخ بـ(ققن) وبين ناس عادية، والشيوخ واقفين خلف جنود الأمن المركزى وبيضربوا على المتظاهرين خرطوش ورصاص، ومافيش حد يمنعهم لا جيش ولا شرطة ولا حرس جمهورى، وفجأة وجدنا المصابين بيقعوا على الأرض قدامنا، فقمت أنا ومحمد بنقل المصابين بالموتوسيكل للمستشفى الميدانى»، ويضيف: «(السنوسى) كان بيشيل المصابين ويحطهم على الموتوسيكل، فجأة لقيت محمد واخد طلقة فى صدره، ومات قدامى، وهو ماسك واحد من المصابين، ونقلته بسرعة للمستشفى الميدانى ومنه لمنشية البكرى، لكنه مات فى الطريق».

وقال «هانى»، زميل رحلة الاتحادية الثالث: «إحنا واقفين وبنضرب بطوب وهما معاهم السلاح، والداخلية سمحتلهم إنهم يدخلوا قدام القصر ومعاهم سلاح، وكانوا بيقولوا واإسلاماه والله أكبر وكل اما يتصاب واحد يقولوا الله أكبر». وحمّل «رجب»، شقيق الضحية «محمد»، جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسى مسؤولية مقتله متسائلاً: «لمصلحة مين حد يموت وعشان إيه»، متوعداً بأنه لن يتنازل عن حقه، وفى انتظار التقرير الطبى الذى يثبت سبب الوفاة وسيصعِّد الأمر حتى يحصل على حق أخيه.

وحول المصابين الذين ترددوا على مستشفى منشية البكرى، قال الدكتور محيى الدين فاروق المنزلاوى، وكيل المستشفى، إن المستشفى تلق ١٧٠ حالة إصابة، منذ بدء اشتباكات، أمس الأول، وحتى ساعات الصباح الأولى من الأمس.
************************
فيديو يكشف: عناصر «إخوانية»
تطلق «الخرطوش» على المتظاهرين

لحظة إطلاق الخرطوش
تداول عشرات النشطاء، على مواقع الشبكات الاجتماعية، أمس الأول، مقطع فيديو على موقع يوتيوب، لمصور الفيديو مصطفى بهجت، مراسل قناة «أون.تى.فى»، خلال الاشتباكات الدامية، مساء أمس الأول، فى محيط قصر الاتحادية، يظهر فيه رجل ملتح من ناحية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، يرشق المتظاهرين بالحجارة، وخلفه رجل ملتح آخر يرتدى خوذة فى رأسه، وبين يديه بندقية، يجول بها فى الصفوف الأمامية يمينا ويسارا، حتى يصل إلى حائط إعلانى، فيقف خلفه ويصوب بندقيته، لتنطلق منها ٦ طلقات خرطوش، تؤدى إلى فرار مئات الشباب، ممسكين بمن أصابته تلك الطلقات.

يوضح «بهجت» أنه تم تصوير الفيديو فى تقاطع شارعى الميرغنى مع الخليفة المأمون، فى بداية الاشتباكات بين شباب «الإخوان» والمتظاهرين، ويقول: فجأة سمعنا طلقات خرطوش وإصابات عديدة فى صفوف المتظاهرين، ركزت جيدا وحددت مكان انطلاق الطلقات، وبدأت تصوير الرجل الملتحى صاحب البندقية، فأطلق ناحيتى ٣ طلقات، لكنى كنت بعيدا عنها، فلم تؤثر علىّ، وواصلت تصويره.

وأضاف أن المقطع الذى ظهر على «يوتيوب» ليس الوحيد، مشيرا إلى أنه التقط ٣ مقاطع للرجل، الذى استمر فى إطلاق الخرطوش، طوال الليل، فى جميع الاتجاهات، وتساءل عن كيفية حمل ذلك الرجل البندقية «الميرى»، فى وجود الشرطة «المتواطئة» مع أعضاء الجماعة.