سيأتى يوم ما تحتاج فيه الأم لاصطحاب طفلها للمستشفى وقد يضطر الطفل للمكوث في المستشفى لسبب أو لآخر، وفى تلك الحالات فإن أهم ما يجب أن تفعليه لطفلكِ هو أن تمكثي بجانبه وألا يشعر الطفل أنه بمفرده فى المستشفى وإذا لم تتمكنى من أن تكونى معه فى البداية فيمكن لشخص من الأهل ، أو الأصدقاء أو الأقارب أن يقوم بهذا الأمر. وكثيرا ما قد تتردد الأم فيما إذا كان يجب أن تصطحب طفلها لغرفة الطوارئ فى المستشفى أم لا، مع الوضع فى الاعتبار أن الأم عندما تلجأ للذهاب لغرفة الطوارئ فهى تقوم بهذا الأمر لأنها تشعر أن حالة الطفل تحتاج لتلك الخطوة. ولذلك يجب على الأم أن تتعلم جيدا كيف تفرق ما بين الحالة الطارئة للطفل والحالة العادية التى قد لا تستلزم الذهاب لغرفة الطوارئ على الإطلاق ويمكن علاجه فى المنزل أو بالذهاب فقط لعيادة الطبيب.

على الأم قبل أن تتصل بالطبيب للاستفسار عن حالة الطفل التى قد تراها طارئة أن تدون بعض المعلومات مثل درجة حرارة الطفل ومتى بدأت فى الارتفاع، نوع الأدوية التى قامت بإعطائها للطفل ومتى بدأت وماهى آخر جرعة أعطتها للطفل، آخر طعام أو شراب تناوله الطفل، بالإضافة لما سبق فعلى الأم أن تدون أيضا ما إذا كان الطفل يعانى من قيء أو إسهال مع تسجيل أى أعراض أخرى قد تراها الأم مهمة.

هناك بعض الأمور أو الحالات التى قد ترى الأم أنها طارئة وسواء كانت طارئة أو جادة بالفعل أم لا فعلى الأم أن تتعلم كيفية التعامل مع تلك الحالات. وعلى سبيل المثال إذا كان طفلكِ يصدر صوتا عاليا بنبرة حادة أثناء التنفس فهذا يعنى أن الأمر جاد ويجب على الأم أن تنتبه إذا كانت بشرة الطفل تميل للون الأزرق وخاصة إذا كان الطفل حديث الولادة. إذا تعرض طفلكِ لضربة على الرأس وكان يبكى ولكنه يتصرف بطريقة طبيعية فهذا الأمر يعنى أن الطفل سيحتاج لبعض الثلج فقط، ولكن إذا كان الطفل غير متوازن ويعانى من قيء أو إذا كان قد تعرض لضربة فى بطنه ويعانى من ألم فكل تلك الأمور السابق ذكرها تستوجب الذهاب للمستشفى أو غرفة الطوارئ.

إذا كان طفلكِ يحتاج للذهاب للمستشفى فعليكِ أن تحاولى إعداده لهذا الأمر بأن تقومى بشراء بعض الكتب البسيطة عن هذا الأمر وتقرئيها للطفل، ويمكنكِ أن تقومى باصطحاب طفلكِ للمستشفى ليزورها قبل أن يحتاج للذهاب إليها فعليا حيث يمكن للطفل أن يتعرف على الأماكن المختلفة فى المستشفى وأن يأخذ فكرة عن الإقامة فيها. لا تهددى طفلكِ أبدا بأن تقولى له إنكِ ستجعلينه يذهب للطبيب أو للمستشفى إذا لم يتصرف بطريقة جيدة وإذا كان الطفل لديه لعبة أو قصة معينة يحبها كثيرا فيمكنكِ أن تسمحى له بأخذها معه فى المستشفى. يمكن لطفلكِ أن يأخذ معه أيضا بعض ألعاب الكمبيوتر التى من شأنها أن تسليه خلال فترة بقائه فى المستشفى. إذا بدأ طفلكِ فى البكاء فيجب أن تسمحى له بالتعبير عن خوفه وأن تبقى بجانبه دائما وإذا فقد طفلكِ أعصابه أثناء بقائه فى المستشفى فعليكِ أن تحافظى أنت على هدوئكِ واعلمى أن الخوف من المجهول هو الذى يجعل طفلكِ فى تلك الحالة، ولذلك عليكِ دائما أن تحاولى شرح ما يحدث لطفلكِ.

واعلمى أنه إذا واجه طفلكِ صعوبة فى التأقلم مع فكرة أنه سيبقى فى المستشفى لبعض الوقت فيمكنكِ أن تقومى باستشارة طبيب نفسى للمساعدة فى هذا الأمر. وبالإضافة لما سبق فيجب على الأم أن تعلم أنه ليس دائما يكون من الواجب اصطحاب الطفل لغرفة الطوارئ. ويجب على كل أم أن تعلم أنه خلال الفترة الأولى بعد ولادة الطفل ما بين ستة أسابيع و12 أسبوعا يجب عليها أن تراقب أى أمر عارض أو غير طبيعى قد يظهر على الطفل.