د. عصام هاشم

تمكن مهندس مصري من تنفيذ منظومة متكاملة لإعادة تدوير
المخلفات الإلكترونية بنجاح تام وبأمان وفق المعايير البيئية العالمية
حيث تقدم بتجربته لمعرض ريمكس الدولي بدبي.

وفاز بالمركز الأول كأفضل تجربة مشاركة لعام 2014
مما دفع وزارة الدولة لشئون البيئة لاعتبار تجربته النموذج
الرائد لتدوير المخلفات الالكترونية في إطار بروتوكول التعاون
بين وزاراتي البيئة والاتصالات لإعادة تدوير
المخلفات الإلكترونية.

وبدأت التجربة كما يرويها صاحبها المهندس عصام هاشم
رئيس مجلس إدارة شركة سبيرانك بالبحث عن أسباب فشل التجارب
المصرية السابقة في مجال إعادة تدوير المخلفات الالكترونية
والتي تتمثل في عدم التنسيق بين الجهات العديدة التي تنفذ المنظومة
ولذلك قام بتنفيذ المنظومة بأكملها فقام بتصنيع الماكينات الخاصة
بإعادة التدوير وفق أحدث التكنولوجيات العالمية وأن تتولى الشركة
بنفسها تنفيذ جميع المراحل ابتداء من الجمع والنقل ثم إعادة التدوير
وحتى التخلص النهائي الأمن من بقايا النفايات الاليكترونية.

وأكد المهندس هاشم، أنه تم اختيار إعادة تدوير أحبار الطابعات
الالكترونية الفارغة باعتبارها مجال لم يدخله أحد من قبل رغم
خطورة التعامل العشوائي مع هذه العبوات خاصة أنها تحتوى
على بقايا أحبار شديدة السمية مثل أسود كربون ورصاص
وغيرها من العناصر السامة التي تشكل خطورة على الصحة
العامة علاوة على أن العبوة الفارغة يتم استيرادها من الخارج
وتكلف الدولة ملايين الدولارات سنويا وتشمل المنظومة الجمع
والنقل والفرز ثم إعادة تدويرها بحيث يتم إنتاج عبوات أحبار
جديدة عالية الجودة وآمنة تماما ويتم التخلص من النفايات
بعد إعادة التدوير في المدفن الصحي الخاص بالنفايات الخطرة.

وأشار إلى الصعوبات التي واجهت المشروع في عمليات جمع
العبوات الفارغة من الحبارات فاستعان بمكتب الالتزام البيئي
والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية لتقديم المعونة الفنية
وتوعية المصانع والشركات بالإضرار البيئية الناتجة عن المخلفات
الالكترونية وضرورة فرز عبوات الأحبار وتجميعها في صناديق
خاصة أعدتها شركة سبيرانك، حيث تم توزيعها على الشركات
والمصانع وتم تخصيص الجزء الأكبر منها لشركات الاتصالات
والالكترونيات داخل القرية الذكية.

وأوضح أن البرنامج يتعامل شهريا مع 4 طن من عبوات الأحبار
يتم إعادة تدويرها باستخدام الجهاز الذي تم تصنيعه في شركة سبيرانك
ابتداء من التنظيف العام للعبوة ثم معالجة الصرف الملوث الناتج
عن عمليات التنظيف ثم التخلص الآمن من النفايات الناتجة بعد إعادة
التدوير حيث يتم دفنها في المدفن الخاص بالنفايات الخطرة بالإسكندرية.

وأضاف أنه بعد الانتهاء من عمليات التنظيف والمعالجة نحصل
على عبوات فارغة نظيفة وآمنة تماما ليعاد تعبئتها بالحبر مرة اخرى
لتصبح حبارة جديدة عالية الجودة و لكن بسعر يصل الى 30% فقط
من مثيلتها المستوردة و لذلك تم اختيار المشروع كنموذج رائد
لإعادة تدوير المخلفات الالكترونية .

وأشار إلى استعداده للتعاون مع الشباب الذين يبحثون عن فرصة
عمل حيث يمكن إقامة مثل هذا المشروع في كافة أنحاء الجمهورية
بالإضافة للعائد البيئي لمشروع إعادة تدوير المخلفات الالكترونية
فإنه يحقق عائد مادي يصل إلى حوالي 15% من تكلفته شهريا.