تكون الفتيات مهيئات نفسيا وسلوكيا واجتماعيا لفهم طبيعة الحياة الزوجية
مجتمعاتنا تشجع على الزواج المبكر.. لكن يجب أن تتم الزيجات على أساس
من التوافق النفسي والاجتماعي والثقافي أي بلوغ الزوجة مرحلة النضج
الجسمي والنفسي والعقلي وخشية الوالدين على مستقبل بناتهما وخوفهما
مما يحسبانه مستقبلًا مظلمًا ينتظرهن وهن بلا زواج يجعل البنات يرتهن
مستقبلهن بالزواج المبكر الذي يختاره الوالدان وليس لبناتهما رأي فيه
ولسان حالهما يقول زواج البنت سترة وفي الغالب ليس للفتاة الحق في الرفض
أو اختيار شريك حياتها،لأنها لاتزال طفلة لاتميز بين الصالح والطالح
ولم تستعد لتحمل مسئوليات زوج وأبناء.

ويؤكد الدكتور عادل نجيب أستاذ الطب النفسى :
أنه قد يدفع الوالدان ببناتهما إلى أتون الزواج المبكر طمعًا في الحصول
على المال من الزوج الثري كبير السن وكأن زواج الفتاة أصبح عملية
استثمار وتجارة تدر دخلا كبيرا وهناك عدة أسباب تقف وراء الزواج
المبكر للفتاة منها ما هو اقتصادي كأن يسعى الأب لتزويج ابنته القاصر
من رجل ثري؛ليحصل على مهر ذي قيمة مرتفعة ليحسن من وضعه
الاقتصادي   ويعد هذا أحد أساليب الاتجار بالنساء ويتم الزواج نظير
مهر مرتفع يحصل عليه الأب ويصطحب هؤلاء العرب زوجاتهم
القاصرات إلى أوطانهم لخدمة الزوجات الأخريات كما أن هناك هاجساً
يطارد الوالدين في مصر يتمثل في أن هناك تسعة ملايين عانس
مما جعلهم يشعرون بالخوف من أن تلقى ابنتهم هذا المصير
وهذا دليل على ضعف الإيمان لأن الزواج قدر ورزق بحت لا يملك المرء
من تغييره شيئا .. وعندما غاب هذا الإيمان عن الناس زادت نسبة زواج
القاصرات ..وأتمنى أن يكون هناك قانون يعاقب وجزاء مناسب لمن يتحايل
على القانون أو يتجاوزه في هذا الشأن  وزواج القاصرات لا يعتبر ظاهرة
بل موروثاً اجتماعياً في الريف المصري وينتشر بنسبة عالية في بعض القرى
الريفية نظراً لعدة أسباب من بينها أن الفتاة وهي في سن صغيرة يحرص
أهلها على زواجها حتى لا تلقى مصير العنوسة وحتى لا يطمع فيها الرجال
طبقاً للعادات والتقاليد الريفية بالإضافة إلى أن الأسر شديدة الفقر تزوج
الفتاة بهدف تخفيف العبء المالي عن الأسرة .