من أبرز المعوقات التي تواجه العائلة هو عدم وجود قدوة حسنة
عند الأبناء يحتذون بها وهنا يكمن دور الأب في أن يكون القدوة
والمثال الحسن داخل العائلة.. ولكن بعض الآباء لا يعرفون كيف
يصبحون قدوة حسنة للأبناء وكيف يلعبون دور المثل الأعلى في الأسرة.

يؤكد الدكتور يسرى العزبى أستاذ طب نفسى الأطفال:
أن الكثير من الآباء يغفلون عن أن أبناءهم يقومون دائمًا بدور المقلد
منذ أن يكونوا أطفالًا حتى يقيموا لأنفسهم شخصية مستقلة داخل العائلة
ولذلك يجب أن يكون الأب حذرًا جدًّا في تصرفاته وطريقة كلامه
لأنه من الطبيعي أن يقلد الأبناء آباءهم وبعض الآباء يعتقدون أنهم سوف
يصبحون قدوة حسنة ومثالًا يحتذي به أبناؤهم بإعطاء النصائح وإلقاء
الأوامر.. ويا للأسف هذا ما يجعل العلاقة بينهم محفوفة بالمشاكل
فيفقد الأب معاني القدوة الحسنة كافة داخل العائلة فالقدوة الحسنة
التي يجب أن يظهرها الآباء للأبناء يجب أن تكون بالتصرفات والمواقف.

ومن أهم الأشياء التي تجعل الآباء قدوة حسنة للأبناء داخل العائلة
هو الالتزام بالصدق في نواحي الحياة كافة سواء مع الأبناء أم داخل
نطاق العائلة أم خارجها، فعندما يرى الأبناء صدق آبائهم في التعامل
والمشاعر يصدقون في القول والفعل فيما بعد لأنهم سوف يرون في الآباء
القدوة الحسنة التي تصدق معهم والإلمام بقدر كبير من السلوك السوي
وبأساليب التنشئة المرغوب فيها وأن يكون الأب متزنًا في سلوكه وواضحًا
وغير متناقض وأن الحزم والشدة دومًا لا يجعلا الآباء قدوة حسنة..
ولكن بالتفاهم والحب والحوار والهدوء والاحترام.

فمن المهم أن يحترم الآباء أبناءهم بدنيًّا ونفسيًّا وأن يبدوا اهتمامًا بآرائهم
ومشاعرهم فالقدوة الحسنة من أكثر الأمور التي تفتقدها بعض العائلات
لذلك يجب على الوالدين امتلاك أسلوب النصح والإرشاد وأن يكون لديهم
منظومة قيم متعلقة بالدين والأخلاق وتعزيز روح الانتماء وأن يمتلكوا
علاقات اجتماعية سوية ولا يعطوا قرارات ونصائح متناقضة.

وعلى رب الأسرة أن يكون قادرًا على تلبية احتياجات أبنائه
ليستطيع إقناعهم فأبناؤكم أمانة في أعناقكم.