حفل افتتاح القناة عام 1869 بحضور ملوك العالم
08.08.2014
ألقى حفل إطلاق شرارة البدء فى حفر قناة السويس الجديدة
الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس بظلاله على الحفل
الأسطورى الذى أقيم فى ١٦ نوفمبر ١٨٦٩ حينما دعا الخديو
إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور الحفل
الذى كان أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة.

كان التوافق بين الحفلين متمثلاً فى شكل المنصة الرئيسية للحفل
حيث تشابهت بشكل كبير فى الشكل المتدرج واللون الأحمر
مع المنصة التى أقيمت للخديو إسماعيل وضيوفه من ملوك العالم.

ولكن الاختلافات بين الحفلين كانت عديدة ربما أهمها اختفاء شخصية
المصمم الرئيسى للمشروع مقارنة بشخص المهندس الفرنسى فرديناند
ديليسبس الذى ارتبط اسمه بالفكرة وحتى ظهورها إلى الوجود.

ففى عام ١٨٤٠ وضع المهندس الفرنسى لينان دى بلفون بك
مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض
وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر
المتوسط مؤكداً أن ذلك لا ضرر منه.

فى ١٥ إبريل ١٨٤٦ أنشأ السان سيمونيون بباريس جمعية لدراسات
قناة السويس وأصدر المهندس الفرنسى بولان تالابو تقريرا فى أواخر
عام ١٨٤٧ مبنياً على تقرير لينان دى بلفون أكد فيه إمكانية حفر قناة
تصل بين البحرين دون حدوث أى طغيان بحرى.

وبعد أن تولى الخديو محمد سعيد باشا حكم مصر فى ١٤ يوليو ١٨٥٤
تمكن ديليسبس- والذى كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان
عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من ١٢ بنداً أهمها حفر قناة
تصل بين البحرين ومدة الامتياز ٩٩ عاما من تاريخ فتح القناة.

وفى ٥ يناير ١٨٥٦ صدرت وثيقتان هما عقد الامتياز الثانى وقانون
الشركة الأساسى وكان من أهم بنودهما هو قيام الشركة بجميع أعمال الحفر
وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة فى الحفر
وتم إنجاز المشروع بين عامى ١٨٥٩-١٨٦٩.

حول مظاهر الاحتفالات فى الحفل الأول أخطر ديليسبس محافظة بورسعيد
فى أوائل نوفمبر ١٨٦٩ بأن الخديو أذن فى بدء إعداد الزينات وعلى الفور
تم إخلاء الشوارع وترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن وامتلأت بورسعيد
بالمدعوين.. وكان الخديو قد طلب من مديرى الأقاليم أن يحضروا عدداً
من الأهالى بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة
من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية.

وأقيمت ٣ منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك
والأمراء والثانية إلى اليمين لرجال الدين الإسلامى والثالثة إلى اليسار
وخصصت لرجال الدين المسيحى وجلس بالمنصة الكبرى الخديو إسماعيل
ومسيو ديليسبس والإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا وفرنسوا جوزيف
إمبراطور النمسا وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق
ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة والأمير محمد توفيق ولى العهد.

وفى المساء مدت الموائد وبها شتى أنواع الأطعمة والمشروبات وانطلقت
الألعاب النارية والتى تم استيرادها خصيصاً لهذا الغرض وتلألأت
بورسعيد بالأضواء وأنغام الموسيقى.