قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم(رواه مسلم )

فهذا نموذج مشرف من نماذج الاسلام

ام ورقة

كانت امرأة تحب الجهاد وتشتهى الشهادة فى سبيل الله ،

فلما علمت ان النبى قد ندب اصحابه للخروج فى غزوة بدر

فما كان منها ان اسرعت الى النبى تستأذنه فى ان تخرج معه لتداوى الجرحى طمعا منها فى ان يرزقها الله الشهادة فى سبيله

فما كان من النبى صلى الله عليه وسلم الا ان طلب منها ان تجلس فى بيتها

وبشرها بان الله سيرزقها الشهادة وهى فى بيتها


فعن ام ورقة ان النبى لما غزا بدرا قالت :قلت يا رسول الله ائذن لى فى الغزو معك امرض مرضاكم لعل الله يرزقنى الشهادة قال قرى فى بيتك فان الله تعالى يرزقك الشهادة .


فكانت تسمى الشهيدة

وعادت تلك العابدة الزاهدة الى بيتها طاعة لله ولرسوله وعلم الناس بتلك البشارة


حتى كان الرسول اذا اراد ان يزورها يصطحب معه ثلة من اصحابه ويقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة


لما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم حزنت عليه ام ورقة حزنا شديدا كاد ان يمزق قلبها

ولكنها بقيت على العهد

عابدة زاهدة

وما زالت تذكر البشارة التى بشرها بها المصطفى صلى الله عليه وسلم

وبان الله سيرزقها الشهادة وهى فى بيتها

وتاتى اللحظة المناسبة التى قدر الله لها فيها الشهادة

وكانت فى بيتها ومعها غلام وجارية يخدمنها ويعيشان معها

وقد وعدتهما بالحرية بعد موتها

فتعجلا عليها

فدبرا ذات ليلة جريمة قتلها

فماتت شهيدة الظلم والبغى والغدر كما تنبأ لها الرسول صلى الله عليه وسلم

وفرا هاربين

ولكن الى ان فقد قبض عليهما واعيدا الى المدينة حيث لقيا جزاء ما جنت ايديهما

فقتلا وصلبا ليكونا عبرة لمن يعتبر

وعم المدينة حزنا شديدا على ام ورقة

قال ابو داود وكانت قد قرات القرأن فستأذنت النبى صلى الله عليه وسلم ان تتخذ فى دارها مؤذنا فاذن لها وكانت دبرت غلاما وجارية فقاما اليها وقتلاها بعد ان غماها بقطيفة حتى ماتت وهربا ،فاصبح عمر فقام فى الناس فقال من كان عنده من هذين علم او من رآهمها فليجىء بهما فأمر بهما فصلبا فكانا اول مصلوب فى المدينة (رواه ابو داود وحسنه الالبانى )


وهكذا رحلت العابدة الزاهدة عن دنيا الناس وفازت بالشهادة التى بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم


المصدر:مجلة التوحيد العدد 446صفر 1430

ودمت على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما

وبحفظ الله ورعايته