المنظر الأول
"منظر حوش بيت ريفى. كبير نوعا ما. باب المنزل على يسار المتفرج وباب الحوش الذى يخرج إلى الطريق على يمينه.
وسور الحوش يستمر من خلف الجزء الظاهر من المنزل. ويوجد ممر بين السور وبين المنزل يظهر فى الممر طرف مجموعة من عشش الطيور والدواجن"
"يفتح الستار على وقت طلوع النهار . وهناك ديك يقف على سطح العشش ويصيح"
كو كو كو كو … طلع النهار "ينظر إلى أسفل ثم يرفع رأسه قائلا" حايا كلوكو … جابو الفطار
"يقفز من مكانه ويختفى ليأكل".
* تسمع ضوضاء صادرة من الممر تمثل دجاجا يأكل ويلقى إليه الحب
* يخرج مكمكينو الرجل الآلى من بين العشش متراجعا بظهره حتى يصل إلى وسط الحوش وهو يقول :
مكمكينو : كله ياكل من سكات .. مش ضرورى دربكات .. وز بط فراخ حمام .. كله يسمع الكلام : النهاردة الجمعة والشاطر حسن لسه نايم . مفهوم ؟ انت يا عفريت هناك .. بس ! وانتى يا غولة كمان .. هس ! "يعود إلى التراجع" هس .. هس ..
* ينظر إلى ما حوله فى ارتياح ويقول وهو يتمطع
يوم جميل باين عليه .. نبتدى فى التمرينات .. واحد اثنين ثلاثة أربعة .. واحد اثنين ثلاثة أربعة ..
"يغنى"
تـن تـتـن تـتـن تـتـن
أنـا اسـمـى مكمـكـيـنو
كـل جـسمـى مـن المكن
يـاسـلام تسـلـم يمـينـه
الشـاطر حسـن ده سيـدى
يـاحـلوللـى يـاحلوللـى
صاحى ومصحـصح تمـللى
آجــى مــن أول نــدا
عـنـدى قــوة كـركـدن
وأنـا اسـمـى مكمـكيـنو
تـن تـتـن تـتـن تـتـن
مـن عجـايـب الـزمـن
صـنـعة الشـاطر حسـن
وأنـا اسـمـى مكمـكيـنو
وأنـا خـدامـه الحـديـدى
يـاسـلام علـيـّه كـلـى
لمـا يحتـاج شـئ يقوللـى
واشـتـغـل مفيـش كــدا
تـن تـتـن تـتـن تـتـن
مـن عـجـائـب الـزمن
* فى هذه الأثناء يكون الشاطر حسن قد ظهر من فتحة باب المنزل ووقف يستمع إلى مكمكينو
الشاطر حسن : مكمكينو
مكمكينو : شاطر حسن ؟ صباح النور
الشاطر حسن : ازاى الصحة ؟ حديد ؟
مكمكينو : "يضحك" ها ها ها . كويسة حديد دى … الحمد لله !
الشاطر حسن : حطيت أكل للفراخ ؟ والحاجات اللى جوه كلها ؟
مكمكينو : أيوه
الشاطر حسن : والسبع اللى أنا اصطدته فى الحدوته اللى قبل اللى فاتت. حطيت له أكل ؟
مكمكينو : أيوه يا أفندم
الشاطر حسن : وأبو رجل مسلوخة ؟
مكمكينو : فطر
الشاطر حسن : وازاى رجله ؟
مكمكينو : لسه مسلوخة بس بيتعالج
الشاطر حسن : والباقى ؟
مكمكينو : العفريت الأحمر مزكوم
لشاطر حسن : ا آه .. العفريت الأحمر ! .. ياه … ده أنا كنت ناسيه خالص . انده له نتفرج عليه !
مكمكينو : حاضر .. "يستدير ويتجه إلى الممر"
الشاطر حسن : آه .. آهو جه
* يدخل مكمكينو ومعه العفريت الأحمر .. العفريت ينحنى ويسجد أمام الشاطر حسن
الشاطر حسن : لألأ .. ما فيش لزوم .. انت فاكرنى الملك سليمان بتاعكم ؟ لأ قوم اقف كويس .. قومه يا مكمكينو!
* مكمكينو يشده ليقف
مكمكينو : اقف كويس .. ما تخافش
* العفريت يقف بأدب أمام الشاطر حسن قريبا منه
الشاطر حسن : لأ ابعد شويه أحسن تعدينى زكام .. أيوه كده كويس .. ما شاء الله ما شاء الله.. عظيم عظيم ..
* الشاطر حسن يتفرج على العفريت
مكمكينو : ده يا شاطر حسن . من أحسن المساجين عندنا .. مؤدب وهادى ومنكسر !
الشاطر حسن : يعنى كعفريت مش مشتاق للعفرته ؟
مكمكينو : إلا مشتاق ؟ ودى عايزة كلام ؟ ما تتكسفش قول !
* العفريت يهز رأسه بالإيجاب
* مكمكينو والشاطر حسن يتبادلان النظرات
الشاطر حسن : طيب ممكن تتعفرت شويه هنا فى الحوش . بس زى ما أقول لك أنا
* العفريت ينحنى ويرفع يديه إلى رأسه شاكرا
الشاطر حسن : نبتدى ! … اتنطط ! "العفريت يتنطط ويرتفع فى الهواء وينتفش وينزل"
اطول ! "العفريت يطول لفوق مثل بالونة طويلة"
اقصر ! "يقصر"
اطول كمان ! "يطول"
كمان ! "يطول كمان"
اقصر بقى ! "يقصر"
كمان ! "يقصر"
بس بس لاتخلص ! "يتوقف"
طيب كويس .. ارجع بقى زى ما كنت … "العفريت يرجع كما كان"
مكمكينو : مبسوط بقى يا عم ؟
* العفريت يهز رأسه شاكرا
الشاطر حسن : لسه شويه .. ارقص بقى .. رقصة عفاريتى .. روك آند رول مثلا
* العفريت يقف ساكنا ويهز يديه حائرا
مكمكينو : الظاهر يا شاطر حسن انه عاوز واحدة ست يرقص معاها!!
* العفريت يؤيد كلام مكمكينو بإشاراته
الشاطر حسن : واحدة ست ؟ واحدة ست ؟ "يفكر" وجدتها !
مكمكينو : مين ؟
الشاطر حسن : الغولة ! هاتها من القفص بتاعها !
* العفريت بمجرد سماع كلمة الغولة .. تركبه الرعشة والخوف
مكمكينو : الغولة ؟ ليه بس ؟
الشاطر حسن : إيه ؟ فيه إيه ؟ جرى إيه ؟
* تهبط حداية على السور وتأخذ فى الصياح
الحداية : فيه سر .. فيه سر .. ولا أقول ولا أقر
فيه سر .. فيه سر .. الطير حا يفر
الشاطر حسن : بتقول إيه الحداية دى ؟
مكمكينو : هش … "تطير الحداية" بتقول فيه سر فيه سر ولا أقول ولا أقر .. وحاجات كده تانية آخرها ار …
الشاطر حسن : الحدايات كلامهم كثير .. اجرى بقى هات الغولة !
* العفريت تركبه الرعشة تانى
مكمكينو : أصل بقى فيه مشكلة بخصوص الغولة دى !
الشاطر حسن : مشكلة ايه ؟
مكمكينو :
بقالها كام يوم مش راضية تاكل الخضار .. وبتعتدى على زملاءها .. ما بلاش منها .. !
* العفريت يؤمن على كلام مكمكينو بهزات رأسه
الشاطر حسن : والله عال .. انا ما عنديش كلام من ده .. أنا قلت الغولة حا ترقص روك آند رول مع العفريت الأحمر يعنى الغولة حاترقص روك آند رول مع العفريت الأحمر.
* العفريت يرتعش بعنف
الشاطر حسن : مكمكينو ! هات الغولة دى هنا !
مكمكينو : حاضر يا افندم !
* يذهب مكمكينو ويترك الشاطر حسن مع العفريت الأحمر
الشاطر حسن : عفريت جبان .. خايف من الغولة ؟ على رأى المثل .. "خيال مآته قال إيه مخيف ، وهو قلبه من جوه ليف!" "للجمهور" على فكرة المثل ده أنا قايله دلوقت حالا بس! "للعفريت" ثم انت خايف منها قوى كده ليه ؟ هى يعنى كانت القنبلة الذرية ولا الهيدروجينية ؟
* تسمع ضوضاء قادمة من خارج المسرح. مكمكينو قادم ومعه الغولة يسب ويلعن
الغولة : "من خارج المسرح" أوعى كده .. ما تحطش ايدك على .. ما تلمسنيش يا ختى !! أوعى ايدك دى كده !!
مكمكينو : "خارج المسرح" بس يا مجنونة انتى !
" يدخلان "
الغولة : مجنونة ؟ جاك جن لما يلخبطك يا حتة حديد خردة يا صفيحة الجبنة يا مصدى !!
مكمكينو : سامع يا شاطر حسن ؟ سامع قلة الأدب بتاعتها ؟
الغولة : اسم الله عليك انت يا للى ………
الشاطر حسن : "يقاطعها" هس ! ولا كلمة ! تعالى هنا محرومة من الأكل 24 ساعة !
الغولة : هو إيه ده !
الشاطر حسن : بس بلاش دوشة ! قلبتى دماغنا .. شوفى مكمكينو حا يقول لك إيه .. واعملى زى ما بيقول لك تمام !
"لمكمكينو" أنا داخل استعد لفسحة يوم الجمعة .. العفريت الأحمر عندك أهه والغولة أهه شوف أنت بقى حكاية الروك آند رول دى !
* الشاطر حسن يدخل المنزل. العفريت يرتعش ويتراجع طول الوقت إلى أن يلتصق بالحائط تماما. ثم يتسحب لكى يهرب إلى العشش
مكمكينو : حيلك .. حيلك .. رايح فين ؟ .. استنى لما ترقص .. !
* العفريت يقف .. ويقصر ويقصر إلى أن يكاد يختفى
* مكمكينو ينظر إلى الغولة وهى تولول على نفسها وإلى العفريت وهو يحاول الهرب .. وينقل بصره بين الاثنين
مكمكينو :
"لنفسه" مش حاقول لها ترقص .. مش معقول حاتفهم .. ! طب أعمل إيه ؟ … فكرة !!
"للغولة" يا غولة !
الغولة : "تلتفت إليه" عايز إيه يا علبة المسامير !
مكمكينو :
"مشيرا إلى العفريت الأحمر" العفريت الأحمر ده .. عمال يشتم فيكى من الصبح.. بسك عليه
* الغولة تتنمر للعفريت الأحمر وتندفع نحو بعنف وتهاجمه بوحشية بالغة وتمسك بتلابيبه.
* بمجرد ما تصل الغولة إلى العفريت الأحمر يبدأ ايقاع رقصة الروك آند رول .
* مكمكينو يستغل طشطا مقلوبا فى الدق لحفظ التمبو
* مكمكينو يغنى أثناء المعركة بين الغولة والعفريت
مكمكينو : يالله الروك ويالله الرول
اتشقلبوا يا ولاد بلا ذل
اتمرمغوا بهدلوا فى هدومكم
بعد ما كانت زى الفل
وآدى حلاوة الروك آند رول
لحن معفرت لحن صاروخى
مخى دماغى عقلى نافوخى
دورى يا دنيا ولفى ودوخى
واتطربقى على راس الكل
وآدى حلاوة الروك آند رول
* العفريت يقصر ويقصر والمعركة مستمرة وفى لحظة تستدير الغولة … والعفريت غير موجود
مكمكينو : "لا يزال يغنى" يالله الروك .. ويالله الرو … الله ! أمال فين العفريت الأحمر ؟ .. فين زميلك فى الرقص ؟ فين الكافالييه ؟
الغولة : "ببساطة" كلته !
مكمكينو : إيه وأقول للشاطر حسن إيه ؟ ده مديهولى عهدة .. تاكلى العهدة ؟ .. وقعتك سودة يا مفجوعة ! "يهم بضربها"
الغولة : وإيه يعنى .. ده حتى طعمه وحش .. وحا يعمل لى حموضة فى معدتى
* الشاطر حسن يخرج من الباب
* فى نفس الوقت
الحداية : فيه سر .. فيه سر .. ولا أقول ولا أقر ..
فيه سر .. فيه سر .. الطير حا يفر ..
* الغولة تنظر إلى الحداية وتضحك .. الحداية تنظر إلى الغولة .. الحداية تهز رأسها .. الغولة تهز رأسها
الشاطر حسن : بتبصى لها قوى كده ليه ؟ عاوزة تاكليها هى كمان ؟
مكمكينو : هش بقى .. احنا ناقصينك "يهش الحداية"
* الحداية لا تزال تهز رأسها للغولة والغولة تهز رأسها للحداية ..
مكمكينو : خارج يا شاطر حسن ؟
الشاطر حسن : أيوه !
الغولة : "تضحك" هى هى هى هى هى هى هى !
* الحداية تطير
* موسيقى حزينة وعاطفية ومعها من خارج المسرح صوت الحداية يقول "فيه سر"
مكمكينو : هش بقى .. "يلتفت إلى الحداية ليهشها" الله دى طارت
* الموسيقى الحزينة تستمر
الغولة : "تضحك" هى هى هى هى هى هى هى !
* مكمكينو يدفع الغولة إلى الداخل ويستدير داخلا إلى الممر
* الموسيقى الحزينة مستمرة
الشاطر حسن : معلهش يا مكمكيو .. ما تزعلش على العفريت الأحمر .. انت كنت بتحبه صحيح لكن على رأى المثل .. "الجبان جبان ، ولو حطوا عليه دادابان .." "يلتفت للجمهور" برضه أنا اللى قايل المثل ده
* مكمكينو يتجه ببطء مع الغولة إلى الممر .. ويهز رأسه بحزن والغولة تضحك
الشاطر حسن : أنا خارج بقى يا مكمكينو .. خد بالك كويس المرة دى !
* مكمكينو يهز رأسه بحزن ويستمر
* يظل الشاطر حسن ناظرا إليه حتى يختفى ويستدير ليخرج من بوابة الحوش
* الموسيقى الحزينة تتحول إلى نقرات بسيطة تعبر عن المشى أثناء خروجه فى أول الطريق.. ثم لا يلبث أن ينبثق لحن مرح أخاذ يعبر عن جمال المناظر الطبيعية التى يمر بها الشاطر حسن
الشاطر حسن :
"يغنى"
حا جرى كأنى فوق حصان وحاطير كأنى بأجنحة
جميلة جدا الغيطان والفسحة فيها مفرحة
لو كنت رسام كنت جيت ومعايا شنطة فيها زيت
ورسمت كل غيط وبيت
لو كنت شاعر كنت أقول عن الجداول والحقول
قصيدة فيها ألف بيت
لو كنت ده أو كنت ده مش حا فرح أكتر من كده
ما فيش لزوم أقول ياريت
والنسمة بتمر بحنان والشمس حلوة مفتحة
جميلة جدا الغيطان والفسحة فيها مفرحة
حاجرى كأنى فوق حصان وحاطير كأنى بأجنحة
* وتتتابع المناظر الجميلة مع حركات تعبيرية من الشاطر حسن وهو يجرى ويقفز فرحا بالطبيعة.
* ثم تأتى الحداية طائرة نحوه
الحداية : الحق يا شاطر حسن .. الحق يا شاطر حسن
الشاطر حسن : مين بينادى ؟ .. الحداية ؟
الحداية : ياللا بسرعة بسرعة ورايا .
الشاطر حسن : ها ها ها .. إيه .. فيه سر ؟
الحداية : ولا فيه سر .. ولا فيه مر .. عند النيل طفل بيغرق .. وأمه بتصرخ وتزعق .. يالله بسرعة قوام الحق !
الشاطر حسن : فين هو قوليلى قوام
الحداية : قدام قدام قدام
الشاطر حسن : أما حكاية !
الحداية : يا للا ورايا !
* تجرى الحداية طائرة والشاطر حسن يجرى من تحتها على الأرض
الحداية : يا للا بسرعة بسرعة نط قناية واقزح ترعة
راس الواد أهى نازلة وطال عة يا حبيبى ياخويا ياضنايا
يالله بسرعة بسرعة ورايا
* يصلان إلى مكان تبدو فيه الجنية مختبئة خلف بعض الشجيرات والأعشاب الطويلة على شاطئ النيل.
* الشاطر حسن يتلفت
الشاطر حسن : فين ؟ مش شايف حد بيغرق ؟
الحداية : قرب حبة وبص وحقق … قرب قرب قرب
* يقترب الشاطر حسن من مكان الجنية. الجنية تمسك به وتشده إلى أسفل .. يسقطان سويا ويختفيان. نسمع فقط صوت سقوط جسم فى الماء.
الحداية : طب !
طب يا خويا خلاص وقعتك
ريحنا من الغلبة بتاعتك
أنا خدامة أمينة وفية
ستى الغولة غالية على
من بعدها مالقيتش القوت
علشان حتة واد هلفوت
جرجرته ووقعته فى خية
وأهو طب فى ايد الجنية
تحت المية تحت المية
كان فيه سر كان فيه سر .. دلوقت با قر
* وتظل تدور فى المسرح وظلها الأسود يسود الأرض وجسمها الأزرق الداكن يظلم السماء.