Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 68 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: آخر رقم ..لحمزة نمرة الإثنين 15 أكتوبر 2012, 2:46 pm | |
| آخر رقم ..لحمزة نمرة حمزة نمرة
«يلّا يا عم حاجة من ريحة مصر.. بسم الله»..
قالها وهو يناولنى طبقاً من الملوخية الشهى والذى كان جزءاً من وجبة يوم الجمعة فى مطعم الأكلات المصرية الوحيد فى هذا البلد المطل على الخليج العربى..
كان تجمعنا كل يوم جمعة كمصريين فى الغربة بمثابة واجب مقدس يحرص الجميع على ألا يفوته، فهناك الأكل مصرى والجو مصرى، وخفة الدم مصرية، والهم مصرى... والحزن مصرى.
«وأخبار ولادك إيه يا على؟»، سألته بشكل تقليدى وأنا أرفع ملعقة الشوربة بحرص، محاولاً التقاط أى خيط يكُر حديثاً ودياً بعيداً عن السياسة.. غير أن تأخر الرد جعلنى أنظر إليه فوجدته ينظر إلى نافذة المطعم وقد بدت دموعه قريبة. تذكر فجأة سؤالى فتصنّع بسرعة ضحكة ساخرة غطت على دموعه ثم قال: «تصوّر يا عم بنتى زهرة وأنا ع الباب وباسلم عليها هى ومراتى قبل ما أروح المطار.. البنت جريت عليا وراحت مكلبشة فى رجلى زى كلابشات المرور وهاتك يا عياط ومنتاش مسافر يابابا!». ضحكت مجاملة لضحكته التى بهتت سريعاً قبل أن يتنهد قائلاً فى حسرة «أكل العيش بقى»..
تذكرت هذا المشهد وأنا أختم جواز سفرى متجهاً إلى إحدى الدول الآسيوية.. لماذا تذكرته الآن رغم مرور عشر سنوات على حدوثه؟ ربما مشاعر الحزن والانقباض لبُعدى عن أسرتى هى التى استدعته؟ بس مشاعر إيه؟! ده أنا رايح تلات أربع أيام وراجع.. لا أنا الصراحة مزوّدها..
وشرعت أهوّن على نفسى وأسرد قائمة طويلة من الأصدقاء الذين تأتى أولوية الأسرة عندهم فى المرتبة الثانية وربما الثالثة.. فهذا صديقى الفنان الناجح، يأخذ الكرة الأرضية قياساً شرقاً وغرباً، لم يزعجه كثيراً وصول أول طفل له إلى الحياة وهو غائب.. وهذا صديقى الداعية ذائع الصيت، يحصل برنامجه على أعلى نسب المشاهدة فى الوطن العربى، واجتهاده وتفانيه فى الوصول إلى كل الناس جعله ليس غريباً عن أى بيت عربى، إلا بيته..
وصديقى الطبيب الذى بدأت إسهاماته الطبية تأخذ اهتماماً عالمياً، تتابع زوجته وأولاده أخباره فى التلفاز، ورجل الأعمال الذى أنجز ضربة معلم ستعود عليه بكذا مليون، ربما سيشترى سيارة جديدة لكل بنت من بناته.. دى أكتر حاجة بتفرّحهم..
وقائمة الأصدقاء تطول والحياة بتمشى و.. رن جرس هاتفى أمام بوابة الطائرة.. فتحت الهاتف لأرد على اتصال زوجتى لأجد صوت ابنى ذى الخمس سنوات.. يبدو أنه غافلها واتصل بآخر رقم.. «بابا.. إنت فين؟»،
وتبخرت قائمة الأصدقاء إياها أمام براءته وقبل أن أقول كلمة واحدة.. أقسمت فى نفسى ألا أستسلم للتيار وأن تكون الأولوية دائماً لأسرتى ولأولادى، ثم يأتى المجد وأكل العيش بل والرسالة أيضاً.. اللى ملوش خير فى أهله ملوش خير فى حد.. أيوه بقى!
«أيوه يا مالك.. أنا مسافر عشان أجيبلك لعبة انت وأخوك وراجع على طول».
- «طب أنا عايز سكووتر...».
تصدق انت طلعت عيّل بصحيح!
|
|