"يا ترى خطيبى بخيل!!"
مشكلة حقيقية أن ترتبط الفتاة برجل بخيل، خاصة وأن بخل المال دليل دائم على بخل المشاعر، لتجد هذا التساؤل يدور فى ذهن كل حواء مقبلة على الارتباط، خاصة إذا كان تعارف صالونات، فالخطبة القائمة على تعارف فى مجال الدراسة أو العمل تعطى فرصة للتعرف على الشخصية الحقيقية للشخص.

وإليك بعض المؤشرات التى تدل على اتصاف شخص بالبخل وليس الحرص، فالإنسان الحريص لا يعانى من مرض البخل لكنه يحرص على وضع النقود فى الأشياء الضرورية، يعرف الواجبات ويؤديها، لكن على أضيق الحدود، بشكل يتناسب مع إمكانياته المادية والمناسبة.

أما الإنسان البخيل فيعانى من فوبيا الخوف من المستقبل، مهما حقق من مكاسب مادية إلا أنه دائما يفكر فى الأسوأ، وأنه سيأتى عليه يوم يحتاج للمال، وإذا حاولتى إقناعه بأنه أفضل من غيره، بادر بسرد قصص وحكايات عن أشخاص كانوا يمتلكون المال إلا أن الزمن لم يمهلهم ووضعهم فى ظروف مادية صعبة.

البخيل إذا قمت أمامه بإعطاء صدقة لمستحقيها، رفض هذا التصرف تماما واتهمك بالتبذير، فإذا طلبت منه مشاركتك فى الذهاب لأحد الجمعيات الخيرية المعترف بها، فكر كثيرا وكثيرا ليأتى الرد أن: اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وأنكما أولى بكل قرش فى سبيل إتمام زواجكما.

حاولى لمس محفظته إذا أخطأ ووضعها على الطاولة وداعبيه بأنك ستأخذين منها شيئا، فإذا انتفض غاضبا فهو بخيل، أو اطلبى منه مساعدة غير مادية لإنسان تعرفينه جيدا، فإذا رفض فهو أيضا مريض بداء البخل، وإذا كنتِ امرأة عاملة بمرتب مجزى فاقترحى عليه ترك العمل فإذا رفض بحجة غلاء المعيشة وضرورة المشاركة فى مصروف المنزل، فسأترك لك القرار ما إذا كان كريما أم بخيلا.

تعد الهدايا مؤشرا للبخل أو الكرم، لكن هذا لا يرتبط بارتفاع سعر الهدية، بقدر ارتباطه بمدى اهتمام خطيبك بالتعبير عن مشاعره بالطريقة التى يجدها مناسبة، ولو فى أضيق الحدود بشرط أن تكون هناك نسبة وتناسب بين الهدية ومستواه المادى والاجتماعى.

ماذا عن أحلامه وطموحاته، وهل تنحصر فى المكاسب المادية أم أنه يطمح أيضا فى قضاء أوقات مفيدة وجميلة مع من يحب، ويسعى لإدخال الفرحة لقلب من حوله ولا يبخل بها على أحد، كذلك لا يطمع فيما لدى الآخرين ويكتنز كل شيء لنفسه.

هل يقيس الآخرين فقط بميزان المال؟ أم أنه يهتم بالشخصية والدين، ويعمل قوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فمثلا يهمل التعامل مع إنسان ما دام لن يحقق منه مكاسب مادية، وفور تغير حالة الآخر تجد هذا البخيل دائم الاتصال به.

إذا كان خطيبك يتصف بهذه الأوصاف، فتيقنى من أنه بخيل المال والعاطفة، ويصعب جدا تغييره، لا إذا تحولت هذه السلوكيات للنقيض تماما.