«فانديتا» يتحول إلى «إخوانيتا»..
«القناع» من خيال علمي لواقع يعيشه المصريون..
«الحرية والعدالة»: مخطط أناركي لنشر الفوضى..
«فرويز»: الجماعة تطبق نظرية «حافظ مش فاهم»
وعصابة مرسي تلفت الأنظار بارتدائه.

منذ ثورة 25 يناير ومن بعدها «30 يونيو»، استطاع المصريون أن يلفتوا أنظار العالم لهم بما استخدموه من عناصر للفت الانتباه، وكان قناع «فانديتا» أبرز هذه الأدوات.

تعود قصة قناع «فانديتا» لما أثاره من جدل، خلال العامين السابقين، ما بين مؤيد ومعارض لتواجده بالمظاهرات.. «فانديتا» استطاع في وقت قصير أن يتحول من قناع للثورجية هاجمته جماعة الإخوان المحظورة خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي ووصفته بالماسونية ونشر للكفر من أجل إسقاط حكم الدين الإسلامي، إلى قناع إخواني بعد سقوط الجماعة.

واستعان أنصار الجماعة المحظورة في تظاهراتهم الأخيرة بهذا القناع، ففي جامعة القاهرة ارتدى طلاب الإخوان القناع بتظاهراتهم، ليعيد بذلك أعضاء جماعة المعزول استخدام أدوات معارضين لهم ولسياساتهم، قبل وصولها لسدة الحكم ليتحول معها القناع إلى علامة استفهام.

وفي هذا الإطار، رأى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن الجماعة تسعى إلى تطبيق ما كانت تحظره في الماضي ليس وعيًا منها أو إدراكًا بما يحدث ولكنها تطبق مبدأ «حافظ مش فاهم».

وأوضح «فرويز» أن أعداد متظاهري الإخوان باتت قليلة، فلجأوا إلى البحث عن طريقة تجعل الأنظار تلفت إليهم ويعودوا بها إلى الأضواء مرة أخرى فلم يجدوا أمامهم سوى حيل الثوار في السابق.

وكشف أن أبناء الجماعة المحظورة الآن يستخدمون شباب الألتراس في مظاهراتهم وتجار السلاح والمخدرات والجميع يتخفى خلف هذه الأقعنة لإدراكهم التام بأن السلطات الأمنية المتمثلة في قوات الجيش والشرطة تلاحقهم لذا يلجأون إلى التخفي حتى لا يستطيع أحد التعرف عليهم، وفي نفس التوقيت يتظاهرون بطرق تلفت انتباه وأنظار العالم الخارجي لهم فكل هذه التصرفات مجرد رسائل موجهة إلى الغرب.

وأكد «فريوز» أن تظاهرات الإخوان اليوم غرضها الوحيد استهواء الدولة وسقوطها فمن وجهة نظرهم المحدودة أنهم بهذه الطريقة يستطيعون القضاء على خارطة الطريق. وأضاف أن هؤلاء من يتشدقون باسم الدين يستخدمون في مظاهراتهم ألفاظًا بذيئة بعيدة كل البعد عن منهج الدين الإسلامي، فقط تطبيقًا لمبدأ التقية "الغاية تبرر الوسيلة" من أجل عيون المعزول.

وتعود قصة قناع فانديتا إلى عام 2006 عندما تم عرض فيلم «في فور فانديتا» أو «V for Vendetta» وهو فيلم خيال علمي أمريكي تدور أحداثه في لندن عن المستقبل القريب، ويقوم على نفس فكرة "الأناركية" الفوضوية التي تدعو للثورة الدائمة والثأر من خلال شخصية «في» ذلك الشخص الغامض المقنع والذي يسعى إلى تغيير الواقع السياسي في الدولة، ولكن بطريقة الثأر والانقلاب على النظام الموجود.

ويستمد الفيلم رمزيته من أحداث حقيقية لمحاولة الانقلاب على الملك جيمس الأول بواسطة مجموعة من المتمردين يرتدون هذا القناع، معتبرين أنفسهم الطليعة ويجب أن يكونوا هم من يقود مرحلة الثورة، فهم يثورون على الواقع الذي يأتي بغيرهم، بالفوضى والتخريب بدعاوى المقاومة والثأر والتغيير.

وفي أحد أعدادها، قالت صحيفة «الحرية والعدالة»: «قناع بانديتا.. خطة الأناركيين لنشر الفوضى». وجاء في تفاصيل الموضوع أنه «مخطط لنشر الفوضى في الذكرى الأولى للثورة.. قناع بانديتا للأناركيين يقود فوضى 25 يناير».

و«فانديتا» كلمة لاتينية تعني «الانتقام» وأصبح القناع حاضرًا في عدة مظاهرات حول العالم ومنها حركة «احتلوا وول ستريت»، وظهور جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» في لندن مرتديًا القناع تعبيرًا عن حق الثوار في إخفاء هويتهم.