إن الاختلاف بين شخصيات الأطفال وسلوكهم مسألة بديهية وطبيعية
ونمو الطفل يتوقف دائما ً على نوعه ذكراً كان أم أنثى و آخر العنقود
دائمًا الطفل الأصغر في الأسرة له دلال خاص ومكانة كبيرة
ليس عند الوالدين فحسب بل عند العائلة كلها.

يؤكد الدكتور يسرى العزبى أستاذ طب نفسى الأطفال :
إن عوامل التنشئة الاجتماعية والنفسية، والعلاقات القوية التي تربط أفراد
مجتمعنا، وطبيعة أسرنا الممتدة وما نحمل من منظومة قيمية كلها عملت
على تجسيد هذا السلوك وتعزيزه لدينا و إن فطرة الوالدين وما صبغ عليه
الآباء والأجداد من مشاعر وأحاسيس قوية تجاه أبنائهم جعلت من مشاعر
المحبة للصغار تهيمن عليهم، فالصغير يراه الوالدان كائناً بريئاً، يستثيرهم
نحوه إما من خلال البكاء الذي يعد وسيلته الأولى لجذب انتباههم إليه
خاصة في السنة الأولى والثانية أو مشاعر الشفقة التي هي أنفذ إلى القلوب
مما يفضي إلى تمكن القلوب لحبه فتراهم يوجهون جل اهتمامهم إليه
كما أن عجز كثير من الآباء عن فهم أبعاد الطفولة يؤدي إلى عدم ضبط
السلوكيات والتصرفات المتعلقة بهاو إن الطفل الصغير أضعف من الطفل
الأكبر فتراه يصطنع دور المظلوم ليستعدي والديه على شقيقه أو أشقائه
الذين يكبرونه ولا يخفى أن عامل التضحية الذي يحمله الوالدان المقرون
بالشفقة هي التي تهيمن على سلوكهم تجاه الصغار
فتراهم يفردونه بحب زائد واهتمام بالغ.