Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 68 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: يوم حكايات بين شطين وميه - الكرامة المصرية . السبت 19 أبريل 2014, 4:30 am | |
| يوم حكايات بين شطين وميه - الكرامة المصرية . المصري القديم يدافع عن بلاده
أما القصة التالية فهى عن رشيد التى يوصف أهلها بأنهم أصحاب عزيمة ووجود وثبات..فـ «للتاريخ» كلمته عن هذه المدينة التى ولدت كواحدة من أهم المدن الفرعونية و تحور اسمها مع الزمن من رشيت إلى رشيد .
وهى مخلوق كأى مخلوق فى هذه الدنيا يعيش سليما معافى فى زمن و يهاجمه المرض والتعب فى زمن آخر.. لهذا نجد تاريخها يتأرجح بين المعافاة كما وصفها «الإدريسى» الرحالة الشهير فى زمن الفاطميين والبلادة كما وصفها الرحالة «ياقوت الحموى» فى عصر الايوبيين- بحسب وصف ذاكرة مصر المعاصرة- الا أنها فى رأيى تظل فى كل العصور صاحبة أرض خصبة واسواق و تاريخ وطنى يفخر به كل أهلها.
فمبكرا وقفت كحائط صد ضد هجمات الصليبيين وأصبحت مرقبا وقاعدة ذات أبراج واسوار فى زمن المماليك وإن كان هذا لم يمنع الكثيرين من الوافدين إليها والساكنين بها من المصريين والمتمصرين.
فلا أحد ينكر حكايات صناع الشمع وأصحاب المعاصر والدباغة من أهلها وتجار الكتان والنسيج والأخشاب والأرز والسكر من المتمصرين الذين أتوا إليها سعيا وراء الرزق. فحكايتهم كان يرويها الناس فى البيوت و عقب الصلاة فى المساجد وفى الوكالات و أمام المنشآت الحربية والحمامات.
فلن تنسى مصر يوم أن كان محمد على مازال فى سنوات حكمه الأولى يقاتل المماليك فى الصعيد و تقدم الإنجليز نحو رشيد ـ والكلمة للدكتور عبد العزيز رفاعى فى كتابه«انتصار مصر فى رشيد ـ وانتشروا فى الطرق والأسواق بحثا عن أمكنة يستريحون فيها فما كادوا يستقرون حتى انهال عليهم الرصاص من الأهالى من النوافذ و الأزقة و الأسطح.
وقتل القائد الإنجليزى فى وقت لم تكن حامية رشيد تبلغ أكثر من ستمائة جندى بينما كان أهل القاهرة يحفرون خندقا من باب الحديد إلى المنيل ليحميهم.
ولم يقف الامر عند هذا الحد حيث صمدت أمام مدافع الإنجليز الرابضة بتل أبو مندورو ثبتت وحدها لحصار امتد لاثنى عشر يوما لم يفلح فيه منع الزاد والزواد من تفتتيت عزيمة أهل رشيد الذى يسجل التاريخ لهم التشبث بشخصية مصر فى زمن لم تكن هناك قوالب جاهزة تتحدث عن الوطنية. . مشهد يمكن أن نكون عايشناه مرارا وتكررا فى بر مصر ويذكرنى بواقعة فى زمن آخر كانت كلمة السر فيه هى الوطنية المصرية. فعندما دخل البطالمة مصر وعاشوا كحكام لها ؟؟ بدا الاستعمار متخفيا فى ذلك الزمن وراء سياسة وفاقية و محاولات للاندماج .
فقد ظن البطالمة أن المصريين انسحبوا إلى أراضيهم ليؤدوا دورهم التقليدى فى فلاحة الارض الا أن الحاجة دعتهم لإلحاق الفلاحين المصريين بالجيش النظامى لمحاربة «أنتووكوس» الثالث أحد الذين أرادوا اقتسام الكعكة المصرية الكبيرة معهم فاعتبر من ألد أعدائهم .
أما المصريون فقد استبسلوا فى القتال و انتصروا فى هذه المعركة التى أطلق عليها اسم معركة رفح لعام 217 ق.م ليكون هذا الانتصاروازعا لثورتهم على البطالمة الذين ظنوا أن أمواج البحر هادئة.
فـ «ببساطة» تساءل المصريون: وماذا ينقصنا لنعود كما كنا؟
ألم تصاب مصر بالوهن مرات ومرات حتى تصبح كالارض الشراقى الا انه على شاطئ النيل تجد مصر دائما من يوقظها من ثباتها. ألم يحن للمصريين أن يحلوا محل الجنود المرتزقة الذين يعج بهم الجيش المصرى منذ أيام الأسر الفرعونية الاخيرة مقابل مرتبات سخية و أوضاع دفعت مصر ثمنها غاليا فيما بعد حتى أصبح لدى المصريين ما يشبه اليقين أن أيديهم انما خلقت لتفلح الارض فقط فلايمكنها حمل السلاح.. يبدو أن موقعة رفح كما يقول د. ابراهيم نصحى فى كتابه( تاريخ مصر فى عهد البطالمة) كانت حدا فاصلا بين عهدين: « العهد الذى بلغت فيه دولة البطالمة أقصى اتساعها و أوج مجدها والعهد الذى أخذت فيه تدب فيها عوامل الضعف والاضمحلال حتى سقطت هيبتها وتلاشت سطوتها. فتزعزع سلطانها فى الداخل وفقدت أملاكها فى الخارج.
وهكذا كانت رفح درسا مهما فموهبة الحياة والصمود المصرية لم تمت حتى ولو كانت أجيال مصرية كاملة لم تر المجد الفرعونى ولم تنشأ على مبادئ القومية التى كان من أبسط قواعدها حكم أهل البلد لأنفسهم .
فصحيح أنه من الصعب تخيل حال المصريين فى ذلك الزمن الا أن المستعمر دائما ما يبحث عن الحل السحرى فى اطلاق بعض الحريات المستعارة لأهل البلد، فى حين يحاول المصريون تحويل هذا الامر إلى بحث عن الظروف المناسبة لنيل الاستقلال الحقيقى ليكون يوم الكرامة. فحقيقة لم يفصل رشيد عن رفح إلا الأيام ولا يفصلنا عن أهلها إحساس و مشاعر وطنية بقيمة مصر وكرامتها وحريتها.
|
|