يا لروعة هذا اليوم
يوم أبت الطبيعة إلا أن تشاركنا فيه بطقس مشمس بديع
لقد خرجت من منزلي أنا أيضا في ذلك اليوم
ولأول مرة منذ ولدت اشعر بأهمية كلمة أقولها لأنها سوف تحدد مصائر الجميع
أنا أيضا لم تكن لي يوما بطاقة انتخابية
و لم أكن لأجرؤ بالخروج للشارع في يوم الانتخابات خشية البلطجة و بطش الأمن الذي اعتدناه فى مثل تلك الأيام
لأول مرة اتجه لمقر استفتاء من دون رهبة أو خوف
على العكس
ذهبت بكل حماس و نشاط برغم الأنفلونزا اللعينة التى الزمتنى الفراش لأيام
لأفخر بأعظم ما رأت عينى
لأفخر بمدى تحضرنا و نحن ننظم أنفسنا بأنفسنا فى طابور طويل
التزم به الجميع من تلقاء أنفسهم
و الجميع هؤلاء تجدهم
* ربة المنزل البسيطة مرتدية عباءتها فوق جلباب المنزل و حاملة طفلها الرضيع بصبر تحسد عليه
*فتاة الجامعة التى لم تتوقف عن المجادلة بشأن موقفها من الاستفتاء
*المرأة العاملة الأنيقة التى ظلت تطالع جريدة بيدها فى صمت حتى حان دورها
*الجدة المسنة التى فضلها البعض على نفسه بالتخلي عن دوره فى الطابور وسط دعاء لم ينقطع منها و لو للحظة
*شاب مسيحي كان بجانبى يتحدث هاتفيا بانفعال قائلا "هما يقولوا اللى عاوزينه.. و احنا نعمل اللى عاوزينه.. من امتى كانوا بيقولوا لا لمبارك عشان يوجهونا دلوقتى؟"

لم ارى بمقر اللجنة اى تواجد للشرطة ولا تأثير من الإخوان – رغم امتلاء شوارع المنصورة بلافتاتهم..
فقط الجيش و القضاة و النيل تى فى و الجزيرة و شباب التغيير الذين رفض القضاة تواجدهم لمراقبة اللجان و اقتصر دورهم على تنظيم الدخول و منع الجدال بين المستفتين..
وقفت طويلا و لكنى لم اشعر بالملل و لو للحظة
أدليت برأيى و لزوجى ايضا بموجب توكيل
وسط احترام و تنظيم رائع..
و ترددت والدتى ايضا على المقر اكثر من مرة رغم مرضها الشديد حتى ادلت بصوتها
فقد كانت مصرة و لاول مرة فى حياتها ايضا على المشاركة و بحماس
و لاول مرة ايضا نجلس لنتابع النتائج من دون معرفة مسبقة لما ستكون عليه
شكرا يا دودى على الموضوع و على حرصك على المشاركة – رغم ظروفك الصحية
و عاشت مصر أبية
و رمز للتحضر و الديمقراطية