السمنة المفرطة فى الأطفال.

عندما يفكر الناس فى المشاكل الصحية الخاصة بالأطفال، يذهب تفكيرهم إلى الحصبة، الأنفلونزا، وغيرها من الأمراض، ولكنهم غالباً لا يفكرون فى المشاكل الأخرى مثل السكر والأمراض المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية. إلا أن الأبحاث قد أشارت إلى أن بذور هذه الأمراض تزرع فى مرحلة الطفولة والمراهقة، وتنبع أسباب هذه الأمراض أساساً من السمنة المفرطة.

لقد تزايدت السمنة المفرطة فى الأطفال بشكل كبير وسريع
حتى أنها أصبحت ظاهرة وبائية، خاصةً فى البلاد الصناعية حيث يميل أسلوب حياة الناس إلى الركود وعدم الحركة وتناول الأطعمة التى تحتوى على سعرات حرارية ولكن لا تعطى العناصر الغذائية المطلوبة. خلال العشرين عام الماضية تضاعف عدد الأطفال الأمريكيين الذين يعانون من زيادة الوزن من سن 6 – 11 سنة. بلاد منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ليست بعيدة عن تلك المشكلة بما فيها مصر. تصل نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة أوالسمنة المفرطة فى هذه المنطقة إلى 3 – 9% فى الأطفال فى عمر ما قبل المدرسة وتصل إلى 12 إلى 25% فى أطفال المدارس. تشير الاتجاهات على أن معدل السمنة المفرطة فى الأطفال يتزايد فى كلا الجنسين الذكور والإناث على مستوى العالم كله، فى كل الأعمار، الفئات، وبغض النظر عن المستويات التعليمية.

ما الأسباب وراء إصابة الأطفال بالسمنة؟
الجينات الوراثية لم تتغير فجأة فى جيل واحد، كما لم تتغير فجأة احتياجات الأطفال الغذائية – فهى لم تتغير خلال العشرين عام الماضية. ما تغير هى البيئة التى يعيش فيها أطفال هذه الأيام. كثير من العوامل التى غالباً ما تعمل متحدة، تمثل خطورة على حياة أطفالنا.

الأحجام الضخمة للوجبات السريعة والمشروبات:
إن صناعة الأغذية التى تتزايد يوماً بعد يوم بما تنتجه وتقدمه من وجبات ضخمة وعالية السعرات الحرارية، بالإضافة إلى أساليب التسويق المتطورة، كل هذا يزيد من سرعة انتشار الوباء وحجمه. لقد أصبح من الأسهل الآن أن يأكل الإنسان أكثر من اللازم فى أى وقت. ساهم فى مشكلة السمنة تناول المأكولات التى تحتوى على سعرات حرارية مرتفعة مثل المأكولات الجاهزة السريعة، المخبوزات، والوجبات السريعة المصنعة التى تباع فى السوبر ماركت. لم تعد الوجبات السريعة أكبر فى الحجم فقط ولكنها أصبحت أيضاً تحتوى على سعرات حرارية أعلى.

زاد استهلاك الأطفال من المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة إلى الضعف.
لقد زادت كمية المشروبات الغازية فى العبوة الواحدة من 200 ملليلتر إلى 350 ملليلتر. نفس الشئ بالنسبة للبطاطس المحمرة، الآيس كريم، العصائر، ومشروبات الفواكه الجاهزة. كلما كبر حجم العبوة، كلما زادت كمية السعرات الحرارية التى يتناولها الطفل. إذا كان الأطفال من عمر عام إلى 6 أعوام يتناولون العصائر الجاهزة المعلبة التى تساهم فى مشكلة السمنة، فإن الأعمار الأكبر من الأطفال يتجهون لشرب المشروبات الغازية التى تساهم أيضاً فى نمو نفس المشكلة.
عالم المأكولات السريعة أيضاً شجع على دخول الدهون الغير صحية (مثل الدهون المشبعة وغيرها) فى غذائنا. الإفراط فى تناول هذه الدهون خطر على صحة أطفالنا.

أطفال غير نشيطة:
لقد اختلف أسلوب حياة الناس خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضى. فنسبة الأطفال الذين يشتركون فى البرامج والأنشطة البدنية يتقلص يوماً بعد يوم بينما ترتفع نسبة الأطفال الذين يقضون أوقاتهم فى مشاهدة التليفزيون وممارسة ألعاب الفيديو والأنشطة التى لا تتطلب حركة. كلما زاد عدد الساعات التى يقضيها الطفل أمام التليفزيون، كلما زادت فرصة إصابته بالسمنة. مشاهدة التليفزيون لا تتطلب حركة أو نشاط أو بذل طاقة من الطفل كما أنها تبطئ معدل التمثيل الغذائى. بالإضافة إلى أن مشاهدة التليفزيون تستغرق وقتاً من الممكن الاستفادة منه فى أنشطة مفيدة تحتاج إلى طاقة وحركة ونشاط. أيضاً مشاهدة التليفزيون عادةً تكون مرتبطة بتناول مأكولات مرتفعة السعرات الحرارية فيما بين الوجبات الأساسية وهى مأكولات يتعرف عليها الطفل من خلال الإعلانات التى يشاهدها فى التليفزيون من خلال برامج الأطفال. ونتيجة للانشغال الكبير للآباء والأمهات، أصبحوا يستسهلون استخدام التليفزيون كوسيلة ترفيه لشغل الطفل وتسليته.

البيئة الأسرية:
الأسر التى بها أطفال بدينون تكون هى المسئولة عن زيادة وزن الطفل لأنه غالباً ينشأ فى جو يعتبر فيه الأكل خارج البيت أمر طبيعى وكثير الحدوث، كما أن أرفف المطبخ تكون مليئة بالمأكولات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالرياضة.

السمنة المفرطة فى الأطفال.

» علاج السمنة عند الأطفال
» ثقة الطفل المفرطة
» "راداميس": الحلوى المفرطة للأطفال تؤثر على البنكرياس.
» وحمات الأطفال.
» كسل العين Lazy Eye عند الأطفال

السمنة المفرطة فى الأطفال.

السمنة المفرطة فى الأطفال.

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة