من منا لم يخطىء فى الماضى ؟
لا أظن ان هناك احدأ قال " أنا "

كلنا اخطأنا في الماضي سواء كانت اخطاء جسيمة او بسيطة
ففي حال ما تذكرناها سنشعر بالذنب مما اقترفنا
ولكن الشعور بالذنب الدائم تجاه ما اقترفناه لا يعد من قبيل التعلم
من الماضي بل هو قيد على نشاط الفرد واهدار لطاقته الايجابية
فالشعور بالندم يجعل الانسان عاجز لا يستطيع العمل بإتقان
و يفقد المتعة و الاحساس بالحياة .

لذلك فالماضي لا يجب علينا الندم حياله فقط التعلم منه .
فالتعلم من سلوكيات الماضي امر مهم و ضروري لبناء الثقة بالنفس
فأنت تعلم اخطائك السابقة فيجب عليك العزم والتفكير الذهني
و تصور مدى فداحة ما فعلت و تلوم نفسك
و ياليت ما فعلت هذا الشئ و لو عملت كذا او كذا

وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال
وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا وكذا
ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان
أي تفتح عليك الحزن والجزع , وذلك يضر ولا ينفع
بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

كما قال تعالى
{ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه }
قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
و لتعلم ان لا احد يستطيع العيش في الماضي
و يعمل بإبداع و نجاح في الحاضر .
فتذكر دائماً ان عقلك لا يستطيع التكيف مع حقيقتين في وقت واحد .

و حياتك تعكس اي شئ يحتل جل اهتمامك .
فإذا كنت تمنح كل اهتمامك لما قلته و فعلته
فإن الحاضر سيكون ملئ بالاحباط و القلق و الحيرة
و هذا ثمن باهظ تدفعه

و اذا كنت تشعر بالذنب لأمر في الماضي فارجع الى الله
و توب اليه و عليك بالاستغفار لكي تنال المغفرة و الرحمة
و تتقدم نحو مستقبل بهمة و حماس و ايجابية .
وتذكر دائماً
" لا تعيش في الماضي فتفسد حاضرك و مستقبلك "