فضل الله الرجل على الأنثى
في أكثر من موضوع في كتابه الكريم
و منحه قدر من المسؤولية والرعاية للمرأة

وجعل له القوامة عليها التي لا تستقيم الأسرة وأمور البيت
ما لم تكون بيده .فنحن نعترف لك ونقر بذلك
ونعلم بمدى أهمية ومكانة الرجل بالنسبة للمرأة ولا يعترض على ذلك
اثنان فالرجل هو الأب الحاني والأخ الرحيم أو الابن البار
أو صاحب القدر العالي وهو الزوج

لكن المشكلة هي بالأخطاء التي تحصل من آدم
فتدمى على أثرها قلوب أغلب بنات حواء
نعم أخي الكريم خطأ بسيط من أحدكم
يعمم ويصل إلى أصقاع الأرض قاطبة فالمرأة جبلت
على الرحمة والتأيد لمن هي من جنسها الأنثوي
حتى لو كانت لا تعرفها

لذلك أحبت الكلام عن هذا الموضوع
و محفزي فيها آلم بعض بنات حواء
هل تأملتم لماذا حرص القرآن الكريم على توصيتكم بالنساء
في مواضع كثيرة وبأسلوب الأمر لكم كما في قوله
{ وعاشروهن بالمعروف }

أو لماذا كلف الرجل بالمرأة مهما اختلفت درجة تلك القرابة
بينك وبينها هل أوجب الله ذلك من دون مغزى
وهو الذي خلقها وصورها وفوق ذلك حملها بما لا يطيق أقوى الرجال
على تحمله وهو حملها ووضعها و مقامها من صناعة الرجال

لو لم يكن للمولى الرحيم حكمة في ذلك لما فرضه
لكنه فرضه لتكون بها رحيم و لتعلم المرأة دائما

أنه يوجد بجوارها من يساندها و يقف معها ليحميها ويقوم بأمورها
وليوجد الرب الرحيم في قلب ذلك الرجل الرفق بها

وهذا ما وضحته السنة الكريمة في أكثر من حديث
أضع بعض منها بين يديك قوله صلى الله عليه وسلم
" استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيئ
في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج
فاستوصوا بالنساء خيرا ". رواه البخاري

وفي ذلك قال الشاعر :
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ..... ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
تجمع ضعفا واقتدارا على الفتى..... أليس عجيبا ضعفها واقتدارها

*وقال صلى الله عليه وسلم
" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله " .
رواه الترمذي

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لأنجشة
وكان يحدو في السفر وكان صوته جميلا
" يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير " رواه البخاري

أي رحمة هذه يا خير خلق الله و أي بلاغة
تقف أمام هذا التشبيه وصفهن بالقوارير

لماذا ؟
لأن القوارير تصنع من الزجاج الذي يختلف عن غيره
فهو يحتاج عناية خاصة في التصنيع
إذا لا يمكن أن يصنع بطريقة عنيفة ومستعجلة
كما قال أيضا قارورة ولم يقل كأس
لأنها أبلغ في احتواء ما تحمله من مشاعر

وكونها من الزجاج فهي تعكس ما بداخلها
أي لو منحتها الحب و العطف سترى منها ذلك وبالعكس
لو وضعت فيها غيره

كما أنها تحتاج إلى عناية خاصة و أن تتبعها عينيك
لتلاحظ ما قد يعلق بها من غبار أو كدر

أحذر أخي الكريم و حافظ على من تحت يديك
من تلك القوارير أن يصبها خدش أو كسر

فبعض الزجاج قد يكسر ويصاحبه صوت عالي فتلاحظه أنت وغيرك
ونوع آخر قد لا تشعر لصوته عند كسره وعندما تحتاجه
تندهش أنك قد فقدته بكسرك له دون أن تشعر

و نحن متأكدات أنك ستأخذ ذلك بعين الاعتبار
ولكنه كان من باب التذكير فقط وفيه دعوة لأخواتي القوارير

أن يكتبن لنا هنا ما تريد إيصاله من همسات لآدم
لكن بشكل يليق بهذا الصرح العاطر

دمتم بكل خير

جزاكى الله كل جير