لم يكتف البورسعيدية بحجز قاعات فخمة للاحتفال بليلة العمر، فالتكاليف الباهظة التى اعتادوا إنفاقها فى الأفراح، زادت عليها ابتكار تقاليع جديدة، أهمها تعليق «بنرات» طولية ضخمة على واجهات عمارات سكنية للإعلان عن موعد الفرح ودعوة الناس إليه، وذلك قبل أيام من الاحتفال بليلة الزفاف، كذلك عرض صور كبيرة للعروسين وتصوير فيلم فيديو يوضح كيف التقى الحبيبان.

ارتفاع تكلفة حفلات الزفاف فى بورسعيد لم يعد مقصوراً على أصحاب الدخول المرتفعة، إذ إن متوسطى الحال صاروا يتحملون التكلفة نفسها، ويبالغون فى الإنفاق على حفل الزواج، ويتباهون بنشر عدد مبالغ فيه من البالونات (البالون شو) يوم الزفاف بطول عدة كيلو مترات فى شوارع المحافظة، وعرض أشجار الزينة المضيئة.

مواطنون اعتبروا هذه الظاهرة قادمة من المحافظات الأخرى، حيث صار البورسعيدية يقلدون طريقة إقامة الأفراح من أقرانهم فى محافظات أخرى، وبعد أن كانت بورسعيد أقل المدن فى الإنفاق على حفلات الزفاف، صارت تكاليف الزواج فيها مرتفعة، لدرجة أن يوم «التنجيد» الذى تجهز فيه العروس مفروشاتها، صار يوم احتفال يقام فيه سرادق كبير تعرض فيه كل مقتنيات مسكن الزوجية، وبعدها يزف «العفش» على سيارات نقل فى المناطق المحيطة ببيت العروس حتى بيت الزوجية.

وتشتهر بورسعيد الآن بارتفاع أسعار حجز قاعات الزفاف، التى تتراوح بين 20 و50 ألفاً، فى الفنادق الأربعة نجوم، والمطاعم الفخمة، أما الفقراء فيكتفون بالحفلات فى القاعات الشعبية التى تبدأ من 5 آلاف جنيه، أو أمام المنازل.