أرسلت (م) تقول:
اتجوزت من 7 شهور، وجوزى مطلق من سنة ونصف تقريبًا، وعنده 3 أطفال، العلاقة بين جوزى وطليقته عبارة عن فلوس وبس، يعنى بيبعت لها مصروف شهرى، وكمان مصاريف المدارس وبس، الأولاد عايشين مع أمهم، وأبوهم اللى هو جوزى بيشوفهم كل فترة، لكن من وقت جوازنا وأم الأولاد بدأت تتعمد تتواجد فى حياتنا بشكل يعمل توتر دايما، وبتخلق أى مشاكل عشان يفضل جوزى يفكر فيها وفى الأولاد ويفضل عصبى أو سرحان وشارد على طول معايا.

حلا لهذا الوضع قرر جوزى وأنا وافقته أن الأولاد ييجوا يعيشوا معانا، وفعلا حصل وعاشوا معانا 3 شهور اللى هم كانوا مدة الفصل الدراسى الثانى، والحمد لله بشهادة المدرسة نفسها الأولاد مستواهم اتحسن عشان أنا تابعتهم فى المذاكرة وكنت مركزة معاهم، كمان حاولت أصلح سلوكيات غلط زرعتها فيهم أمهم، زى أنهم يروحوا يحكوا لها عن كل حاجة بتحصل عندى فى البيت، وبيحكوا لى كمان فى المقابل عن حياتهم، واللى عرفته كمان أنهم ساعات بيكدبوا ويقولوا حاجات ماحصلتش على الطرفين.

فترة معيشتهم معانا وضحت لجوزى الفرق بينى وبين أمهم فى الاعتناء بيهم، كمان كشفت لنا بعض الأكاذيب اللى كانت بتقولها أمهم، زى مثلا إنها كانت بتاخد فلوس زيادة شهريا بحجة دروس الأولاد، فى حين أننا اكتشفنا أن الأولاد مابياخدوش دروس أصلا، وحاجات تانية كتير من هذا القبيل، لكن بدل ما الأم تشكرنى غارت واتضايقت جدا، وقررت أنها تاخد الأولاد يعيشوا معاها تانى من أول الإجازة، وفعلا حصل، ولقيت نفسى فى مواجهة مجموعة من الأكاذيب المعتادة حول بيتى وحول طريقة معاملتى للأولاد، بقيت مستغربة جدا من رد الفعل الناكر للجميل ده، كمان الأم لقيتها بتتصل بيا وبتهددنى صراحة إنى لو فكرت أجيب طفل مش هاتهنينى عليه ولا على أبوه، كمان قررت استئناف حركاتها المعتادة ومشاكلها المزمنة مع جوزى حول الولاد وطلباتهم ومصاريفهم وغيره وغيره من الحواديت اللى مابتخلصش.

أنا دلوقتى بين نارين، هل أسيب الأولاد عند أمهم؟ ويبقى مفيش أدامى غير إنى أفضل عايشة تحت ضغط تليفوناتها وطلباتها ومشاكلها، ولا أرجعهم عندى تانى؟ وبرضه ساعتها المفروض إنى أتقبل نقلهم للكلام عنى وعن بيتى بالإضافة إلى كذباتهم المعتادة واللى ممكن تعمل لى مشاكل من الهوا؟

اللى أنا بجد عايزه أفهمه، هل ذنبى إن أنا زوجة تانية؟ أنا غلطت فى أيه؟، أنا ماخدتش جوزى من مراته وأولاده، أنا اتجوزته بعد ما طلقها بشهور طويلة، كمان حاولت أراعى أولاده وأساعدهم، يبقى جزائى كل الكدب والافترا ده؟

إلى (م) أقول:
فى البداية أنا عايزه أرد عليكى بأنك ماغلطتيش لما اتجوزتيه، لأنه فعلا كان منفصل عن مراته وقتها، يعنى مش أنت السبب فى هدم البيت، ولأنه من حقه أنه يرتبط ويتجوز من أول وجديد، يعنى ريحى ضميرك من النقطه دى، لكن بما إنك أقبلتى على الزواج من راجل مطلق، يبقى إذا كان لازم تفهمى إنك هاتواجهى بعض المشاكل أو حتى الاحتكاكات البسيطة، ولما يبقى الراجل المطلق ده كمان أب لثلاثة أطفال، يبقى من البديهى إنك تسلمى بأن حياتك مش هاتكون حياة طبيعية زى أى زوج وزوجه عاديين، لأنه بوجود أولاد العلاقة بين الأب والأم أصبحت أبدية، حتى لو الجواز بينهم انتهى، وحتى لو كانوا متخانقين وكارهين بعض، لكن وجود الأولاد فى النص هايفضل رابط بينهم بشكل أو بآخر طول العمر، دى حاجة أنت لازم تعرفيها كويس وتسلمى بيها، وكان المفروض أهلك أو ولى أمرك ينبهوكى ويفتحوا عينيكى على حاجة زى كده من الأول.

ولو أنت كنت عارفة كل ده من قبل كده، ومع ذلك قبلتى بالجواز من الراجل ده، يبقى إذًا هو فيه مميزات تانية جذبتك ليه، وخلتك تشوفى إنه حتى مع وجود مشاكل فإن ارتباطك بيه أفضل، لكن أنا عارفه طبعا إن التصور حاجة والواقع حاجة تانية خالص، يعنى أكيد لما عيشتى وواجهتى المشاكل دى فعلا الحال اتغير عن مجرد تصورك للموقف من بعيد قبل الزواج.

عشان كده وبما إنك لسه ماخلفتيش، يبقى ده وقته إنك تفكرى كويس جدا يابنت الناس، هل فعلا ارتباطك بجوزك ده يستحق العناء؟، وهل أنت هاتقدرى تستحملى المناوشات دى طول العمر؟ بل والأكتر من كده، هل ممكن تتقبلى فكرة إن جوزك يرد أم الأولاد فى يوم من الأيام؟ لأنه من الواضح كده إن الست ماشالتهوش من دماغها، واللا ماكانتش تتعمد التواجد فى حياتكم باستمرار زى مابتقولى، المطلقة لما بتكون رافضة طليقها بتبعد عنه بالمشوار، وبتتجنب أى اتصال بينهم، مش بتعمل زى ما أنتى بتقولى كده، إذاً يبقى فيه احتمال ولو ضعيفًا جدًا إنها تقدر ترجع لجوزك، ولو حتى من باب لم شمل الأولاد، هل أنت هاتتحملى ده؟

أنا عارفة إنى ممكن بأكون بأجمع لك كل المشاكل مرة واحدة، وممكن ماتحصلش كلها، لكن أنتى دلوقتى على البر، لكن لما يكون بينك وبين جوزك ده أولاد، مش هاتقدرى تاخدى قرار بحرية بعد كده، عشان كده لازم تفكرى من دلوقتى فى الحاجات اللى ممكن تحصل كمان سنين.

فرضنا إنك قررتى إنك تكملى، وده طبعا حقك، وهاشجعك عليه لو أنت شايفة إنه اختيارك الصحيح، يبقى فى الحالة دى اعتبرى إن جوزك زى المريض بمرض مزمن، اللى هو طليقته وأولاده، لازم يكون عندك سعة صدر وطول نفس أكتر من الطبيعى بكتير، وتعاملى مع المشاكل دى كنوع من أنواع الابتلاء، لأنى برضه عايزه أقولك إنه أى جوازه فى الدنيا لازم تلاقى فيها مشكلة ما من أى نوع، أما الماديات وضيق العيش، أو الخلافات المستمرة، أو عدم توافق فى العلاقة الحميمة، أو مشاكل أولاد، أو مرض ما، أى حاجة أيا كانت، لكن فى النهاية الناس بتستحمل وبتكمل عشان العلاقة تستحق، وعشان الدنيا لازم تمشى بحلوها ومرها.

ده عن رأيى بالنسبة لوضعك ككل، أما بالنسبة لسؤالك عن معيشة الأولاد، فشوفى إنت هاتكونى أقل عناء فى أى وضع؟، وباقول أقل عناء وليس بدون عناء، لأنى عارفة إن الوضعين ليهم مشاكلهم، لكن قيمى الأمور أنت بنفسك ومع جوزك، ولو لاقيتى أم الأولاد مصرة على الاحتفاظ بيهم، فعليكى أن تتحملى لأنه دول ولادها وده حقها، وتعاملى مع ضغطها وزنها من هنا ورايح بنوع من أنواع البرود والطناش، يمكن هى نفسها تزهق وتتعب لما تلاقى إن عمايلها دى لم تنجح فى التفرقة بينك وبين جوزك، وربنا يعينك على الخير.