العشرات يلوحون بالتوكيلات فى بورسعيد

تواصلت محاولات تحرير توكيلات للقوات المسلحة لإدارة البلاد فى عدد من المحافظات، أمس، فى حين تباينت آراء القوى السياسية حولها، ورفضت مكاتب للشهر العقارى تحرير التوكيلات بحجة عدم دستوريتها.

فى الدقهلية، توجه عشرات المواطنين إلى مكاتب الشهر العقارى لتحرير التوكيلات، ورفضت إدارتها تحريرها، بحجة مخالفاتها للدستور والقانون، ما تسبب فى مشادات بين المواطنين والموظفين. قال على زايد، رئيس مكتب توثيق المنصورة، إن هذا التوكيل تم رفضه، لأنه يخالف مواد الدستور، خاصة المادتين ١٣٢ و١٤٦، محذراً من أنه فى حالة استمرار المشادات سنضطر لإغلاق المكاتب، لحين استقرار الأوضاع.

وفى البحر الأحمر، وزع مجهولون بالغردقة ورأس غارب وسفاجا، أمس، مئات من نسخ التوكيلات، وقالت مصادر بمكتب الشهر العقارى بالغردقة، إنها ترفض تحرير أى توكيل لأى مواطن بهذا الشأن، قائلة: «لا توجد أى تعليمات من وزارة العدل أو جهة أخرى بقبول أو رفض تحرير هذه التوكيلات».

وفى بورسعيد، قال البدرى فرغلى، النائب البرلمانى «التوكيلات رد فعل تلقائى لمجموعة من شباب المدينة فى مواجهة تجاهل الإخوان والرئيس مرسى مطالب المدينة العادلة، ومراهنة الإخوان على إنهاك الجماهير واستسلامها»، واصفاً المحاولات الحثيثة والمتزايدة لتوثيق التوكيلات بأنها «لطمة على وجه الإخوان وتوقع ألا يوقف رفض الشهر العقارى ووزارة العدل تحريرها محاولات الشباب للتعبير بطرق حاسمة عن استغاثاتهم بالقوات المسلحة، وكشف عن جمع مجموعات شبابية توكيلات عرفية، موقعة كتابة وببصمة اليد، أسوة بما حدث فى ثورة ١٩١٩ مع سعد باشا زغلول، الذى فوضه الشعب بعيداً عن الشهر العقارى». فى المقابل، اعتبر محمد إيهاب، سكرتير حزب غد الثورة، الذى يترأسه أيمن نور ببورسعيد، محاولات جمع توكيلات للجيش فى بورسعيد ظاهرة ليست بريئة، ونوعاً من الصراع على السلطة.

فيما رأى محمود النجار، الناشط السياسى، أن الشعب استعاد تراثه التاريخى والوطنى، وأصبح يتعامل مع حكم الإخوان باعتباره سلطة احتلال، مستشهداً بالإصرار على إتمام توكيلات للجيش، كما حدث مع الاحتلال الإنجليزى خلال ثورة ١٩١٩.

وفى الإسماعيلية، قال أبوناصر العيادى، مؤسس «الجبهة الوطنية للصالح العام» إن نزول الجيش الشارع وإدارته البلاد لا مفر منه بعد تزايد مخاطر تعرض مصر لحرب أهلية ظهرت بوادرها خلال المشاهد التى يتابعها المواطن منذ وصول الإخوان للحكم.

وأيد عبدالقادر سلامة، أمين حزب السلام الديمقراطى بالمحافظة، دعوات إدارة الجيش، وقال إن ما فعله المصريون من تحرير توكيلات للجيش يؤكد ثقة الشعب فى القوات المسلحة. فيما طالب خالد كامل، مؤسس القوى الشعبية لحماية الثورة، أحد قيادات الثورة بالمحافظة، الجيش، بأن يتولى الحكم كمرحلة انتقالية، لحين استقرار البلاد تماماً، وحتى يتعلم الإخوان والرئيس أن محاولاتهم لفرض الديكتاتورية باسم الدين يقابلها جيش وطنى محترم، يبقى حائط الصد فى محاولات اختطاف الوطن - وفق تعبيره.

وأيد محمد الفحام، منسق حركة مصر الأفضل، «مبادرات أهالى بورسعيد بنزول الجيش»، لكنه رفض تحرير توكيلات له، محذراً من أن يكون ذلك بداية للانحراف عن الديمقراطية.

وقال إبراهيم شوقى، المتحدث الإعلامى باسم حزب المصريين الأحرار بالإسماعيلية، إن عمل توكيلات للجيش فشل ذريع لكل القوى، حيث ننادى كأحزاب مدنية بالديمقراطية ومحاربة استبداد الحكم الدينى والاستبداد العسكرى، وأضاف أن بورسعيد لها ظروفها الخاصة، ولا يمكن أن تنطبق على أى محافظة أخرى.