أكدت آيات ناجى المتخصصة النفسية أن البيئة الأسرية المترابطة تقى الطفل من التعرض للاضطرابات النفسية، إلا أن هناك خطوات يفضل الالتزام بها فى سبيل تحقيق ذلك، فالحب والحنان وحدهما لا يكفيان لتنشئة إنسان سوى.

وأشارت آيات إلى أهم هذه الشروط القدوة الحسنة، فالطفل حينما ينشأ بشكل طبيعى فى أسرة متفاهمة قائمة على المودة والرحمة يحترم كل من الأبوين الآخر فى حضوره وغيابه ولا ينظر له نظرة سيئة، من ظهره، أو يشكو منه للأجداد والجدات أو على سماعة الهاتف للصديقات والأصدقاء، وينشأ طفل هادئ الطباع واثق بنفسه بعيد عن النفاق والثرثرة والغيبة والنميمة.

أداء العبادات فى المنزل والشارع والحفاظ على حدود الدين والصدق والاعتراف بالذنب والإقلاع عنه كلها أمور يلاحظها الطفل فى المحيطين به لنجده يقلدهم فى كل صغيرة وكبيرة، لينشأ ذا شخصية قوية لا يخشى من كلام الناس وإنما يفعل الصواب ليرضى الله أولا ثم يشعر هو بالرضا.

وتحذر المتخصصة النفسية من قطع العهود وعدم الالتزام بها، وعدم رد الأمانة لأصحابها مهما كانت صغيرة، فمثلا أحيانا يشترى الأب شيئا ويتبقى مبلغ مادى صغير كجنيهين مثلا ويستأمنه البائع بحيث يردهما له فى أى وقت، ويجب أن يردهما الأب فى وجود الابن حتى ينشأ طفل يقدر معنى الأمانة.

كتم السر يعد من أهم الأمور التى ينبغى على الأم والأب مراعاتها فى تنشئة الطفل، وعدم الاستهانة بذكائه، فهو يلاحظ ويخزن فى عقله الباطن حينما تتحدث مثلا مع صديقة وتعدها بعدم إفشاء السر، ثم تخبر به أخرى وتستأمنها بعدم إفشائه وهكذا ينشأ طفل لا يقدر مسئولية الكلمة، ويعتبر الكلام لذة ويستهين بأسرار الآخرين.