الأشباح والتنين والرجل الذئب أساطير مستوحاة من قصص واقعية

الأشباح والتنين والرجل الذئب أساطير مستوحاة من قصص واقعية

لا أدرى كيف سيكون شعورك إذا ما عرفت بعد كل هذا العمر أن الأشباح
والعفاريت التى تعتبر عنصرا أساسيا فى تراث القصص والأساطير
الإنسانية التى ترويها الجدات والأمهات لتنتقل من جيل إلى جيل ليست
مجرد قصص وحواديت وهمية فى معظمها، فقد أثبتت دراسات علمية
حديثة أن جزءا من الأسطورة له أصله التاريخى الواقعى فى حياة البشرية
لكن الإنسان طوره بخياله مضيفا عليه بعدا أسطوريا ليظل حياً
فى حياة البشر على مدى العصور.

وهكذا فإن العفاريت والوحوش المرعبة وغيرها من الموروثات التى
نتناقلها فى حياتنا لها أصل علمى مؤكد، سواء كان الرجل الذئب أو التنين
الذى ينفث النار أو الموتى الذين يعودون إلى الحياة وغيرها من الأساطير
الشهيرة بين مختلف البشر على اختلاف حضاراتهم.

الرجل الذئب
كنا نعتقد بأنه لم يكن هناك ما يسمى «الرجل الذئب» الذى يصيب البشر
باللعنة ويمتص دماءهم ولكن يبدو أن ذلك كان جزءا من تجربة حقيقية
عاشها أسلافنا فى مكان وزمان ما. ففى يوم من ذات الأيام ركضت بعض
الذئاب المسعورة وانتشرت عبر الأراضى الأوروبية. حيث ألحقت الأذى
بأعداد لا حصر لها من البشر وأصيب عدد كبير من الناس بالرعب خوفا
من أن يلحقوا بنفس المصير فمجرد عضة واحدة من تلك الوحوش كفيلة
بنشر العدوى فى جسم الإنسان وفى خلال أشهر يتحول الشخص المصاب
لوحش مجرد من الإنسانية فيزمجر ويصدر فحيحا ويبدأ بعدها فى مهاجمة
جميع من حوله. لكن فى العصر الحديث

بعد أن تطور وعينا أصبحنا على دراية بعلم الأوبئة.. أتاح لنا ذلك التعرف
على ذلك التحول المخيف والقبيح الذى يحدث للشخص الذى عقره الذئب
أو الكلب وهو ما يعرف «بداء الكلب» وهو مرض فيروسى ينتقل من الكلاب
للإنسان ويسبب أعراضا مثل الصداع والحمى التى تتحول لألم حاد
ثم حركات عنيفة وتهيج لا إرادى ثم نوبات من الجنون والخمول ثم الغيبوبة.

ويبدو أن خطورة ورهبة الموقف ألهمت خيال الكتاب والمبدعين لاستغلال
لعنة الرجل الذئب التى استلهموا منها مادة ثرية لينسجوا من خلالها قصص
الرعب التى حققت أعلى مبيعات كروايات أو أفلام عالمية.

الزومبى ... الموتى الأحياء
إن الزومبى أو الموتى الأحياء هم مخلوقات خيالية لكنهم وجودهم لم ينشأ
من العدم.. فأسوأ كوابيسنا لها جذور راسخة فى الواقع متخذة أشكال
من ظواهر مرعبة رآها أسلافنا لكنهم لم يجدوا لها تفسير حينها..
لكن فى العصر الحديث ونحن مسلحون بالمعرفة العلمية سنلقى الضوء
على نشأة تلك الوحوش المرعبة، والزومبى حسب اعتقاد ديانة
(Voodoo) الفودو المنتشرة فى أجزاء من أفريقيا والبحر الكاريبى
هو ما يمكن أن نطلق عليه الميت الحى فتزخر جزيرة هاييتى الكاريبية
بالأساطير عن الموتى الأحياء أو من يعروفون بـ «الزومبى»
وهو الشخص الميت ثم يعود للحياة حيث تمت سرقة روحه بواسطة قوى
خارقة أو وصفات طبية معينة ثم إجباره على إطاعة سيده طاعة عمياء.

وطبقا لعقيدة الفودو فإن الميت يمكن إعادته للحياة عن طريق كهنة الفودو
ويبقى ذلك الشخص مسلوب الإرادة حيث انتشرت الكثير من القصص
عن الزومبى فى الفلكلور الهاييتى ورغم الأبحاث التى تناولت هذا
الموضوع إلا أنه يبقى من غير الممكن تصديق تلك القصص
(حيث يعتبر العلماء أن إعادة الحياة لميت هو أمر مستحيل)
كما أن السرية التى تحيط عقيدة الفودو تجعل من الصعب التعرف
على الطريقة الحقيقية فى صياغة الإنسان الزومبى والتى يعتقد بأنها
تتم بواسطة مجموعة من العقاقير الطبية السرية، فعملية تحضير الزومبى
تتم على مرحلتين الأولى إدخال الشخص الضحية فى حالة شلل أو لاوعى
تام تشبه الموت عن طريق بعض العقاقير ومن ثم إعادة الوعى لهذا
الشخص (بعد أن يتم دفنه) عن طريق مجموعة أخرى من العقاقير.

وهناك بعض القصص التى يرويها الناس فى هاييتى للتدليل على صحة
تلك القصص ففى شهر مايو 1962 توجه رجل لمستشفى فى هاييتى
يعانى من الحمى ويبصق دماً ويعانى آلاما فى كل جسمه.. ثم تدهورت
حالته وأعلنت وفاته بعدها بساعات.. لقد لاحظ الأطباء بأنه يعانى
من انخفاض ضغط الدم وانخفاض درجة الحرارة كما حدث توقف
للتنفس وغيرها من المشاكل فى الجهاز الهضمى .. ثم حضرت أخته
وتعرفت عليه وبدأت فى تجهيز مراسم الدفن.

وفى عام 1981 تعرفت الأخت على رجل فى سوبر ماركت
وقدم لها نفسه بنفس اسم أخيها فى فترة المراهقة .. لقد أصابها الذهول
فهذا الاسم لأخيها لا يعلمه سواها هى وقلة من أفراد الأسرة .. لقد
أخبرها الرجل بأنه وجد داخل زومبى وأجبر على العمل فى مزرعة
حتى توفى سيده الزومبى.

بعدما انتشرت تلك القصة تسابقت وسائل الإعلام حول معرفة
تفاصيل تلك القصة أما د. لامارك ديون مدير المعهد النفسى فبدأ
فى تقصى الحقيقة وإجراء الاختبارات حول صحة تلك القصة.

لقد أثبتت التجارب النفسية المكثفة أن الرجل هو بالفعل أخوها..
لقد قاد ذلك ديون لاستخلاص نتيجة أن هناك حقيقة ما وراء أسطورة
الزومبى – شىء ما جعل الرجل يظهر حينما كان يعد متوفياً فعلياً
لذلك فقد أجرى الدكتور «ديون « اتصالا مع الباحث الفولكلورى
إدموند ويد ديفيس الباحث الحالى فى شبكة ناشيونال جيوجرافيك
الذى سافر لهاييتى للتحقق من ماهية ظاهرة «الزومبيز» وبإجرائه
العديد من الأبحاث عن الزومبى.

اكتشف ديفيس بأنهم كانوا يطورون سموما مركبة من مركبات محلية
تقوم الضحية باستنشاقها أو يمتصها جلدهم مما يدفعهم لحافة الموت
فهم بالفعل يحقنون الضحايا بالسموم مما يعنى وفاتهم بالفعل
أما هؤلاء الضحايا فيدفنون حينها أحياء أو يظهرون بعدها.

لقد أصيب عمال الجنازات فى المدينة الكولومبية كالى بصدمة قاتلة
حينما كانوا يجهزون جنازة امرأة تبلغ من العمر 45 عاما ثم فوجئوا
بأنها تتنفس مرة أخرى.. لقد انتقلت ناويلا سيرنا للمستشفى بعدما
كانت تعانى من أزمة قلبية وأعلن وفاتها. بعدما عادت ناويلا للحياة
وعادت للمنزل نقلوها مرة أخرى للمستشفى.. لقد كانت تلك المعجزة
الظاهرة التى تعود لعام 2010 تعد كمثال على الإصابة بمتلازمة
Lazarusالتى تعود من خلاله الدورة الدموية للانتعاش بعدما تتدهور
لكن بعيداً عن كونها جثثا متحركة مثل الزومبى فغالباً ما نتخيل
أن هؤلاء المرضى أحياء. فعلى الأقل انتشرت 25 حادثة منذ 1982
ولكن سبب حدوثها ليس معروفاً حتى الآن.

ولكن هناك تكهنات بأنه راجع لاختلال بمستوى الأدرينالين.

الماينوتور نصف رجل ونصف ثور
هل يوجد بالفعل مخلوق نصفه رجل ونصفه ثور؟
تبدو الفكرة سخيفة كما أنها بيولوجيا تغدو درباً من المستحيل
على أية حال أشارت الكتابات التى ترجع للقرن الثالث قبل الميلادى
إلى أن المخاوف التى أثيرت حول تلك الأسطورة كانت حقيقية
بينما تأتى معظم الأوصاف الجسمانية لذلك المخلوق غامضة
ولكن صدى صوته يعتبر فظيعا يمكن سماعه لآلاف الأميال التى
تنطلق من متاهة بجزيرة كريت باليونان حيث يسجن.. فذلك الصياح
يأتى من متاهة تحت الأرض فهل يتعلق ظهور ذلك المخلوق
بحدوث زلزال؟

«كريت» هى جزيرة يونانية يثار حولها العديد من الأساطير
أشهرها أسطورة « الماينوتور» الذى يعيش بحسب تلك الأسطورة
فى قصر التيه الموجود تحت الأرض فى جزيرة كريت والتى نشأ
على أرضها حضارة تسمى حضارة (الماينو) وقد كانت كريت مهداً
لأحد أبشع الكائنات الأسطورية وهو (الماينوتور) وهو الوحش الدموى
المخيف الذى له رأس ثور وجسد إنسان وكان يقتل كل من يقترب
منه ولكن ثمة تفسير تاريخى للأسطورة ففى الوقت الذى كانت فيه
كريت قوة مهيمنة كانت أثينا تخضع لنظام الجزية فكانت القرابين
تقدم فى صورة فتيان وفتيات كقرابين بشرية فقد عثر على حطام
به تماثيل على هيئة ثور وهو إله معبود لهم حيث كانت تتم طقوس
آكلة لحوم البشر على يد كاهن يلبس رأس ثور أو قناع.. ووفقا
لدراسة أجريت عام 2007 على يد فريق من الباحثين ونشرت
بمجلة العلوم الأرضية التى أشارت إلى أن كريت شهدت زلازل
ذات أبعاد ملحمية كما حللت الدراسة بأن نظائر الكربون المشعة
التى ترجع للكائنات الحية البحرية المتحجرة حول ساحل الجزيرة
وتم من خلالها حساب تاريخ وفاتهم ومن خلال ذلك التحليل
اكتشف الفريق شيئاً مدهشاً وأن أعدادا لا حصر لها من الحيوانات
قد ماتت فى نفس اللحظة فى عام 365 قبل الميلاد وحينما تعمق
الفريق فى البحث اكتشفوا بأن الحيوانات قد هلكت لأنهم تعرضوا
للجفاف حينما تحركت جزيرة كريت 10 أمتار خارج المحيط
فى لحظة ما نتيجة زلزال يغدو مادة ثرية للأساطير.

حوت لوياثان
لقد انتشرت أسطورة حول وحش بحرى مخيف ذى حجم هائل
يتحاكى عنه البحارة كحية مائية ضخمة تغرق السفن يظهر
على جانبه خطوط تشبه الدروع ويخرج من خياشيمه دخان
لقد ورد ذكره فى الإنجيل على أنه حيوان مروع. لكن التفسير
العلمى لوجود ذلك الحيوان فى البحر المتوسط سهل تفسيره
فعلى عكس ما يعتقده بعض الناس بأن هناك بالفعل حيتان تعيش
فى البحر المتوسط وبعضها بأحجام ضخمة من بينها حيتان ذات
الزعانف والحيتان الآكلة للحوم التى شاهدناها فى فيلم موبى ديك.

التنين.. شبح ينفث نارا
تشير روايات المؤرخ جيوفرى المانموثى الذى عاش فى القرن 12
إلى أنه قد يكون هناك بعض الحقيقة وراء ذلك وهى أسطورة ترجع
للقرون الوسطى حول التنين الذى ينفث النار.. فبحسب روايته تم
إجبار الملك البريطانى فورتيجرن على الهروب لتلال ويلز حينما
هاجمه الساكسونيين. وبالقرب من سنودونيا طلب إقامة حصن
وبمجرد أن بدأ رجاله فى بنائها كانت الجدران تتهدم ويسقطون
موتى ولكن فورتيجرن طلب النصيحة من حكيم نصحه بأن يشرب
دماء طفل لم يولد من علاقة بين رجل وامرأة.. فأرسل فورتيجرن
رجاله للبحث عن هذا الطفل حينما وصلوا لمدينة كارماثن وجدوا
طفلين يتعاركان وسب أحدهما الآخر بأنه ليس لديه والد فاختطف
الحكيم الطفل وهرب به وحينما التقى الطفل بفورتيجرن أخبره
بأن التنين الموجود تحت الأرض هو المسئول عن هدم جدران القلعة
وحينها أمر فورتيجرن رجاله بالحفر تحت الأرض فوجدوا تنينا
ينفث اللهب.. واعتقد الناس أن تلك القصة من اختراع مانموثأ
ولكن هناك حقيقة علمية وراء ذلك فتلال ويلز بها العديد من المناطق
يتراكم بها غاز الفحم تحت الأرض فالرجال الذين ذهبوا للحفر
هناك كان معهم أدوات تصدر شرارة مع احتكاكها بالصخور
فيحدث انفجار ولكننا تفهمنا ذلك بفضل زيادة مستوى إدراكنا
عن أسلافنا لكن قديما كان يعتقد بأنها بفعل تنين.

وفى النهاية نتساءل هل إقبال الناس على سماع تلك القصص
أو مشاهدة الأفلام التى تتناول تلك الأساطير والتى تحقق أعلى
المبيعات العالمية هو مجرد ترفيه أم أنها تعكس مدى خوف الإنسان
نفسه على مستقبله وبقائه على كوكب الأرض؟.

» بين الخطأ والصواب 7 أساطير للحصول على شعر جميل.
» ما هي أهم احتياجات المرأة والرجل؟؟
» الذئب و الخراف السبعة - فيديو
» الذئب اصله خروف..كلام وله معنى.
» قصص واقعية لبنات دمر حياتهم الجوال.

الأشباح والتنين والرجل الذئب أساطير مستوحاة من قصص واقعية

الأشباح والتنين والرجل الذئب أساطير مستوحاة من قصص واقعية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة