سُلطة الوالدين هي البوابة الأولى من حياة الطفل وتتكون شخصية الطفل
حسب طبيعة علاقته بتلك السلطة كما أن طريقة تربيتنا لأولادنا
هي التي ترسم لهم خريطة حياتهم في تعاملهم معنا كآباء
أو تعاملهم مع العالم الخارجي فالأبناء هم صناعة الآباء.

يؤكد الدكتور يسرى العزبى أستاذ طب نفسى الأطفال :
أنه من الصعب أن يصل الابن إلى كره والده أو والدته بسهولة إلا إذا رأى
عن قرب المشكلات التي تحدث بينهما، أو إذا كان الأب قاسياً في تعامله
مع أفراد أسرته وتزداد درجة كراهية الابن لأبيه إذا كانت والدته تحكي له
عن سوء علاقتها بأبيه فيتولد الكره داخله تجاهه وقد تكون العصبية غير المبررة
من قبل الأب أو الأم من الأسباب المؤدّية إلى ذلك أيضاً ومن الصعب تطبيق
أسلوب الآباء في تربية أبناء هذا الجيل، فكل شيء مختلف وهذا يتطلب من الآباء
أن يصلوا إلى الأبناء ذلك أن جيل الآباء في معظمه يعاني الأمية التكنولوجية
وهناك أسباب لكراهية الابن لوالديه  فالدَّلع الزائد مرفوض وعواقبه وخيمة
والقسوة المبالغ فيها مرفوضة وعواقبها وخيمة أيضاً
والغياب عن البيت وفقدان الحوار نتائجه كارثيّة على الجميع
و لا حل سوى بالحوار والتوازن بين الثواب والعقاب والتكيف مع متطلبات العصر
فما كان يصلح في الماضي لن يصلح اليوم لذا علينا أن نربيهم على الاستقلالية
والمسؤولية وعدم الخوف ومنحهم الحنان والحب والعاطفة بلا حدود  ويجب
على الوالدين بضرورة أن يقترب الأب من ابنه وأن تقترب الأم من ابنها
وأن يتعاملا معه كصديق ويراقباه عن بُعد في هذه الحالة سيجد الوالد أن ابنه
هو الذي يقترب منه ويحكي له عن كل شيء بلا خوف لكن أن يغيب الأب عن ابنه
ثم يظهر في حياته فجأة ليعطيه الأوامر فإن هذا يجعل من المستحيل أن يتحقق له ما يريد.