أجمع الخبراء على أن الانقسام الذي تشهده الساحة السياسية المصرية حالياً يعود إلى انقسام مجتمعي سابق للثورة، وحذروا من خطورته، داعين الرئيس القادم أيا سيكون إلى العمل على معالجته.

وأكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، عضو مجلس الشعب ومستشار مركز الأهرام للدراسات لبرنامج "سباق الرئاسة" على أن الانقسامات كانت موجودة منذ عقود، خاصةً بعد منتصف السبعينيات، حيث حدث تغير في هيكل المجتمع وأساليب الحراك الاجتماعي وانتشرت بين المصريين قيم جديدة.

انقسامات سابقة للثورة
وشرح أن الانقسام الطبقي الذي كان يعرفه المجتمع المصري آخذ شيئاً شيئاً بعداً حغرافياً، مشيراً، على سبيل المثال، إلى وجود عشوائيات في بعض المناطق وكومباوندات خاصةً في مناطق أخرى.

واعتبر عبدالمجيد أن الانقسام الحالي ناتج عن تراكم انقسامات شهدها المجتمع وغذته القيم التي سادت تدريجياً، نتيجة السياسات التي اتبعت في العقدين الأخيرين.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي وعميد آداب القاهرة الأسبق إن الانقسام بدأ في مجتمع ما قبل الثورة وتطور بعد الثورة، مشيراً إلى بحوث أكدت وجود شكل من أشكال التباعد الاجتماعي الطبقي ونوع من الانقسام داخل الطبقة الوسطة نفسها في مصر قبل 25 يناير.

وأضاف أن البحوث أثبتت أيضاً وجود عدم ثقة بين الناس بعضها البعض، مما ساهم في أن يكون المجتمع جاهزا للانقسام الحالي.

ثورة يناير
واعتبر زايد أن ثورة يناير أحدثت اتحادا بين المصريين ما لبث أن اختفى وظهرت انقسامات، معللاً ذلك بوجود جماعات تميل إلى الاستقطاب، خاصةً الجماعات ذات التوجهات الدينية.

وذكر زايد أن كل التيارات تشهد بداخلها تشظياً يعكس تشظياً داخل بنية المجتمع وليس فقط بين النخب السياسية في مصر.

ومن جانبه أكد عبدالمجيد أنه عبر تاريخها لم تشهد مصر انقساماً وتفتتاً في المجتمع على المستوى التي تشهده حالياً، وعزا ذلك إلى حجم المجتمع الذي تضخم جداً مؤخراً.

وقال إنه كان من الطبيعي أن لا يستمر مشهد ميدان التحرير أكثر من 18 يوماً بسبب الانقسام داخل المجتجين، معتبراً أنه لو صمد مبارك أكثر كان الحشد سيتراجع. وأضاف أن التوحد الذي حصل في ميدان التحرير لم يكن في الأساس حباً لشيء ما بل كرهاً لشخصٍ ما.

خطورة الانقسام
وشدد على أن الانقسام ليس خطرا بحد ذاته، إلا أنه يصبح خطراً إذا ما اقترن بقيم معينة كالكراهية والحقد.

واعتبر عبدالمجيد أنه وبحسب من سيكون الرئيس القادم وما السياسيات التي سيتبعها، سيكبر الانقسام داخل المجتمع المصري أو يضيق.

وأضاف أنه لا يتوقف على الرئيس فقط تضيق هذا الانقسام، بل على البرلمان والحكومة أداء دور مهم، إلا أنه أكد أن شخص الرئيس وسلوكياته ستؤثر على هذا الموضوع.

ومن جانبه قال زايد إنه لا بد للرئيس القادم أن يعي طبيعة هذا الخطر، مضيفاً أن المهمة الأولى عنده يجب أن تكون تأسيس منظومة قيم وهوية واحدة للمجتمع المصري، ولمِّ المصريين على أهداف واحدة، ومعتبرا في هذا السياق أن مهمة الرئيس القادم ستكون صعبة جدا.

جزاك الله كل خير على هذا الجهد الرائع

وننتظر منك المزيد من هذه المساهمات الجيدة والنافعة

بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة

وأسأل الله لي ولـكــم الأجر والثواب