د. غادة شريف

شفت بقى؟.. اتضح إن مشكلتك ليست فى إنك اضطررت إلى أن تختار بين المر واللى الأمر منه، وليست فى أنك ضقت ذرعا بكل ما اقترحه البرلمان الإسلامى من قوانين بتشدك لتحت، ولذلك رقعت زغروتة عندما اتحلوا، وليست أيضا مشكلتك فى إنك زهقت من الثورة أم مليونيات وقررت تفجر أى حد يهوب ناحية التحرير، لقد اتضح أخيرا إن مشكلتك إنك مش عارف تظبط قضائيتك.

عارف إنت لو ظابط قضائيتك؟ كنت ستتلقى كل تلك العكوسات واللبوسات بانتعاش وروح عالية، ثم تمشى بخفة ودلع.. إنما إنت لأنك مش ظابط قضائيتك فتجد نفسك لا تستطيع تقبُل الأمر الواقع.. وسامعة إشاعات إنك إنت أيضا عايز ترفع دعوى مخاصمة ومش هتلعب معاهم تانى، طيب مش قبل أن تنضم للمتخاصمين تشوف قضائيتهم نفس مقاس قضائيتك ولا لأ ؟.. أصل القضائيات مقاسات.. واعرف عدوك من قضائيته.. بس اوعى حد يقرصك فى قضائيتك.. أنا حذرتك أهه.. ومع ذلك أتعجب منك جدا عندما أراك تشغل نفسك بتناتيف الأمور وتضيع وقتك فى الجدال حولها.

يعنى مثلا هل هو مهم فعلا أن الرئيس المنتخب لا يعلم تخصصاته؟ المهم عندك إنه يكون ظابط قضائيته.. أصلك مش واخد بالك.. هو أى شعب إيه غير شوية قضائيات مترصصين جنب بعض كده.. لذلك أنا مع ظبط القضائيات.. واللى مش هيلم قضائيته، هو حر فيما سيحدث له.. وبعدين أليس كل هذا أفضل من أن تنحل دستوريتك؟ ألا ترى من انحلت دستوريتهم أصبح حالهم لا يسر عدو ولا حبيب إزاى؟.. لا هم على حامى ولا على بارد!!..

اللهم احفظنا.. أنا أعرف واحد اتحلت دستوريته سافر يتعالج برة.. ومراته كانت ستطلب الطلاق لولا تدخل ولاد الحلال.. علشان كده لما يقولك: أنا مش هاحل دستوريتك بس هاظبط قضائيتك، قول: الحمد لله.. هو برستيج الواحد مننا إيه غير دستوريته وقضائيته وشوية حاجات على بعض كده.. وتخيل بقى لو كانوا ضحكوا عليك فى جمعية تأسيسيتك.. ده فيه ناس بتتشلفط اليومين دول!.. بأقولك إيه.. احمد ربنا وخد لك جنب واقعد ساكت.. إنت كان ممكن ينكل بك مثلهم، لولا إنك طيب وربنا بيسترها معاك.. إنت كنت فين وبقيت فين.. واحمد ربنا إنها جت على قد قضائيتك ودستوريتك وتأسيسيتك وإنك فى النهاية لم تفقد شعبيتك.. والعجيب أن من فقدوا شعبيتهم بدلا من أن يجتمعوا مع بعض ليحللوا لماذا فقدوها وفين وإمتى، إذا بهم يقاوحون ويصيحون: «ماتقدرش»!!.. ومهما قلتله يا ابنى يا حبيبى هو مين اللى مايقدرش؟ إذا به يعند ويُصَعِد ويصدرلك بدل البيان اتنين.. ثم يتوالى ظهورهم فى الفضائيات رافعين شعار: «ماتقدرش»!!.. ولله فى خلقه شؤون!!.. لكن يقعدوا بقى كده ويفكروا ويحللوا لماذا كرهتهم الناس؟.. أبدا!.. إنهم يرفضون حتى الاعتراف بالفرحة الغامرة لقطاع عريض من الناس لحل البرلمان!!..

من الواضح جدا أنهم حتى الآن لم يدركوا أن الشعب المصرى لا يحب من يضيقها عليه.. لقد فوجئت فى الجولة الأولى أن الكثيرات من السيدات الشعبيات انتخبن عمرو موسى أو شفيق.. ومنهن من قالت لى ضاحكة: «أنا جوزى بس هو اللى يقولى ألبس إيه ومالبسش إيه، وعارفة يا أبلة؟ برضه باديله على دماغه».. ومن المؤكد أيضا أن حبّيبة كوبرى قصر النيل والكورنيش لم ينتخبوا التيار الإسلامى، وإلا مش هيعرفوا يقفوا هناك تانى.. بأقولك إيه.. قضا أخف من قضا.. ارضى بتظبيط قضائيتك وبوس إيدك وش وضهر إن محدش أبطل شرعيتك!!