٧/ ١٢/ ٢٠١٢
ربما كان تعبير «دقت طبول الحرب» يتم استخدامه مجازياً فقط، بعد انتهاء حروب العصور الوسطى التى كانت الطبول فيها أداة للإعلان عن بدء الحرب وبث الرعب فى نفوس الطرف الآخر.. لكن «المصرى اليوم» ترصد فى ١٠ مشاهد تفاصيل الحرب التى بدأت بدق الطبول من أنصار الرئيس مرسى، والطرق بالحديد، وسط التهليل والتكبير وهتافات «إسلامية.. إسلامية»، مرورا بالقبض على الأسرى من فريق المعارضين، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.. «١٠ مشاهد» تلخص الأحداث فى جملة واحدة: «إنها الحرب»..

المشهد الأول
كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصر الأربعاء، عندما هاجم المئات من أنصار الرئيس مرسى الخيام التى يعتصم بداخلها العشرات من المعارضين، الذين فروا هاربين أمام الحشود التى كانت تردد «الله أكبر.. الله أكبر»، وتراجعوا إلى ميدان روكسى، تاركين متعلقاتهم، ليبدأ أنصار الرئيس فى خلع الخيام وحرقها.

المشهد الثانى
لم تمر أكثر من ٣٠ دقيقة تقريباً حتى زاد الحشد بميدان روكسى ووصلت الأعداد للمئات، وبمجرد أن علم أنصار الإخوان ذلك هاجموا المعارضين، وألقوا عليهم الحجارة وأطلقوا طلقات نارية فى الهواء، فى الوقت الذى كان فيه الميدان مليئا بمواطنين عاديين ونساء وفتيات وأطفال، فيما تمركز جنود الأمن المركزى أمام قصر الاتحادية وعلى طول أسواره، دون تدخل.

المشهد الثالث
أنصار الإخوان يعودون إلى قصر الاتحادية للاحتفال بانتصارهم على المعارضين وطردهم من أمام القصر، وتجمعت أعداد كبيرة لأداء صلاة العشاء، وسط التكبير والتهليل، وهتاف «إسلامية.. إسلامية»، لكنهم فوجئوا بهجوم من المعارضين للرئيس، لتبدأ بعدها حالة من الكر والفر بين الطرفين فى شارع الميرغنى.

المشهد الرابع
أتوبيسات تصل من محافظات مختلفة، تحمل أنصار جماعة الإخوان المسلمين.. يبدأون فى النزول بسرعة.. ثم بدأ دق الطبول من جانب أنصار الجماعة، لتتسارع بعدها وتيرة التراشق بالحجارة بين الطرفين، ويصل الأمر إلى اشتباكات بالأيدى،.

وفى تلك الأثناء انطلقت عشرات الطلقات النارية، ليتفرق الجميع ويذهب كل واحد إلى الطرف الذى ينتمى إليه.

المشهد الخامس
العشرات من سيارات الأمن المركزى تصل المنطقة عبر شارع جانبى، ويصطف الجنود على جانب الشارع، ويتم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ليتراجع كل طرف قليلا، ويسود هدوء حذر لم يستمر أكثر من ١٠ دقائق، لتشتعل المواجهات مجددا بإطلاق رصاصة من ناحية أنصار الإخوان، أسفرت عن إصابة فى رأس أحد المتظاهرين فى الطرف الآخر، ليتقدم المعارضون إلى القصر مرة أخرى، فيستقبلهم أنصار الإخوان بالمولوتوف والحجارة.

المشهد السادس
«المصرى اليوم» تقترب من أنصار الإخوان، وترصد وجود أسلحة نارية مع العشرات، يتقدمون بين الحين والآخر لإطلاق أعيرة على الطرف الآخر، ثم يجرى محرر الصحيفة مكالمة هاتفية لزميل له يقف فى صفوف المعارضين، ليؤكد له أن من بينهم أيضا من يمسك سلاحاً نارياً ويطلق هو الآخر الرصاص على أنصار الإخوان.

المشهد السابع
على بعد ٣٠٠ متر من تلك الأحداث، وتحديدا خلف أنصار الإخوان، كان المشهد مختلفا، حيث تم القبض على عدد من المعارضين، وتم ربطهم بالحبال كـ«أسرى» بعد أن أوسعهم مؤيدو «مرسى» ضربا، وبين الحين والآخر يأتون بمقبوض عليه أو «أسير جديد» ليرموه فوق زملائه بعنف.

كان أنصار الإخوان يعتدون بالضرب المبرح على أى شخص يتم إلقاء القبض عليه، ويهددونه بالقتل، ويطلبون منه الاعتراف على من حرضه للتظاهر، والإرشاد عمن أعطوه أموالا للاعتداء على أنصار الإخوان.

المشهد الثامن
كانت الساعة قد وصلت الحادية عشرة مساء عندما فوجئ الطرفان بطلقات غاز تأتى من داخل رئاسة الجمهورية لتفريق المتظاهرين، إلا أن أنصار الإخوان ردوا تلك القنابل على المتظاهرين، وحدث أيضا العكس من الطرف الآخر.

على بعد ٢٠٠ متر، كانت قوة من الأمن المركزى تتمركز إلى جانب السور. «المصرى اليوم» سألت الضابط المسؤول عن القوة: «لماذا لا تتدخلون للفصل بين الطرفين؟» فرد: «ليست لدينا تعليمات بذلك. ما لدينا من تعليمات أن نحمى القصر فقط، وأن نتعامل بضبط النفس مع المتظاهرين من الطرفين». وأضاف الضابط الذى يحمل رتبة عميد: «اتصلنا بوزارة الداخلية وأبلغناها بخطورة الوضع هنا، وكانت الإجابة هى الالتزام بضبط النفس»، وتابع: «تدخلنا لبعض الوقت إلا أن المتظاهرين من الطرفين أكثر بكثير من قوات الأمن. والطرفان يحملان أسلحة نارية وبيضاء».

المشهد التاسع
تعليمات تصل إلى الأمن بضرورة إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الطرفين لوقف الاشتباكات، وأيضا تعليمات باشتراك قوات الحرس الجمهورى فى الفصل بين المتظاهرين، إلا أن محاولتهم لم تستمر أكثر من ٢٠ دقيقة، لتعود الاشتباكات من جديد، ويستمر أنصار الإخوان فى القبض على المعارضين، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح. تراوحت الإصابات ما بين طلقات خرطوش وجروح من جراء إلقاء الحجارة، وكان قرابة ٢٥ طبيبا فى كل طرف يساهمون فى إسعاف عشرات المصابين، حتى وصلت الساعة الواحدة ليلا، عندما نفدت الأدوية.

المشهد العاشر
محرر «المصرى اليوم» يتبادل الحديث مع شاب يدعى محمد عصام يقف فى جانب الإخوان، ثم يفاجأ بسقوطه على الأرض غارقا فى دمائه، ويكتشف إصابته برصاصة فى رأسه، ليتجمع حوله مئات الأشخاص الذين حملوه مسرعين إلى المستشفى الميدانى، وأمسك أحدهم بهاتف المصاب، واتصل منه على أحد أفراد أسرته، وأبلغه بأن ابنهم أصيب فى الأحداث، وبعد قرابة ٢٠ دقيقة حضر أفراد الأسرة فى حالة هياج شديد، وحملوا ابنهم الذى كان قد فارق الحياة، ورحلوا من المكان بعد أن رددوا كلمات غاضبه ضد «مرسى» والمتظاهرين من الجانبين.