مرض التوحد هو عبارة عن اضطراب يصيب الدماغ و يؤدي الى الحد من قدرة الشخص على التواصل و الارتباط بالأشخاص الآخرين. تظهر اعراض التوحد عند الاطفال في البداية، و يتم تصنيف مرض التوحد حسب شدة الاعراض التي يعاني منها الطفل من الخفيف الى الشديد. بعض الاطفال لديهم القدرة على استكشاف عالمهم، و بعضهم لديه قدرات و مهارات استثنائية، في حين أن آخرين يكافحون من أجل تعلُّم القدرة على الكلام. مرض التوحد او اضطرابات طيف التوحد (ASDs) يصيب حوالي طفل واحد من كل مائة وعشرة اطفال، و تبلغ نسبة الاصابة لدى الفتيان الذكور حوالي اربعة اضعاف النسبة لدى الفتيات الاناث. تتدرج اعراض التوحد عند الاطفال من الاعراض الخفيفة الى الاعراض الشديدة و يوجد هناك عدد من الطرق المستخدمة في علاج التوحد عند الاطفال و التي تشمل البرامج السلوكية و التقنيات المساندة و الادوية و غيرها التي سيتم تناولها في هذا المقال.
اسباب مرض التوحد عند الاطفال
العلماء لا يعلمون على وجه التحديد ما هو السبب الكامن وراء مرض التوحد، و لكن بما أن التوحد يكون منتشرا لدى عائلات معينة دون غيرها، فإنه من المرجح أن تلعب الجينات الوراثية دورا محوريا في الاصابة بالتوحد. الباحثون الآن في طريقهم لتحديد ما إذا كانت المواد الكيميائية في البيئة المحيطة أو الالتهابات قبل الولادة هي المسؤولة عن الاصابة بالتوحد. مرض التوحد أكثر شيوعا بين الاطفال الذين يعانون من اضطرابات وراثية أخرى مثل متلازمة كروموسوم X الهش أو التصلب الجلدي. كما أن تناول حمض فالبرويك (valproic acid) أو الثاليدومايد (thalidomide) خلال فترة الحمل يزيد من مخاطر اصابة الطفل بمرض التوحد.
اعراض التوحد عند الاطفال
قبل أن يبلغ الطفل ثلاثة اعوام، يمكن للملاحظة المُتمعِّنة لسلوك الطفل ان تكشف عن اعراض التوحد عند الاطفال المبكرة. بعض الأطفال ينمو و يتطور بشكل طبيعي حتى يبلغ 18 الى 24 شهرا من العمر و بعد ذلك يتوقف عن التطور أو أنه يفقد بعض المهارات.
اعراض التوحد عند الاطفال تشمل ما يلي: * تكرار الحركات (بشكل ترددي او بشكل دوراني لولبي). * تجنب الاتصال بالعين أو التلامس الجسدي. * التأخر في تعلم التحدث. * تكرار الكلمات أو العبارات التي تصدر عن الاخرين (صدى اللفظ). * الشعور بالانزعاج من ابسط التغييرات.
من الجدير بالذكر ان اعراض التوحد عند الاطفال هذه يمكن ان تحدث لدى الاطفال الغير مصابين بمرض التوحد ايضا.
اعراض التوحد عند الاطفال: الاشارات التحذيرية المبكرة في العام الاول.
حتى الاطفال الرضع الصغار اجتماعيون جدا، لذلك من الممكن الكشف عن العلامات التحذيرية المبكرة و اعراض التوحد عند الاطفال الرضع عن طريق ملاحظة كيفية تفاعل الأطفال الرضع مع عالمهم. في هذا العمر فإن الطفل الرضيع المصاب بمرض التوحد يمكن ان: * لا يستجيب إلى صوت الأم. * لا يستجيب لمناداته باسمه. * لا ينظر الناس مباشرة في العين. * لا يتمتم أو يقوم بالاشارة ببلوغه لسن العام الواحد. * لا يبتسم أو يستجيب للمنبهات او المداعبات الاجتماعية من الآخرين.
يمكن ان تظهر سلوكيات او اعراض التوحد عند الاطفال الذين ليس لديهم مرض التوحد أيضا، و لكن من الأفضل زيارة الطبيب على الفور اذا كان لديك أي مخاوف أو شكوك.
اعراض التوحد عند الاطفال: الاشارات التحذيرية المبكرة في العام الثاني.
اعراض التوحد عند الاطفال تكون أكثر وضوحا في عام الطفل الثاني. في حين أن الأطفال الآخرين يقومون بلفظ كلماتهم الاولى و استخدام ايديهم و اصابعهم في الاشارة الى الاشخاص و الاشياء التي يريدونها، فإن الطفل الذي يعاني من مرض التوحد لا يزال بعيدا عن اظهار هذه السلوكيات و المهارات. اعراض التوحد عند الاطفال في العام الثاني تشمل ما يلي:
* لا يلفظ بكلمة واحدة حتى بلوغه 16 شهرا من العمر. * لا يقوم بالعاب المحاكاة او التظاهر حتى بلوغه 18 شهرا من العمر. * لا يقوم بتكوين عبارات من كلمتين حتى بلوغه عامين من العمر. * فقدان المهارات اللغوية. * لا يظهر اهتماما عند قيام الكبار بالاشارة إلى و تحريك الأشياء، مثل تحريك لعبة طائرة تحلق فوق الطفل.
الاعراض و العلامات الاخرى من اعراض التوحد عند الاطفال
قد تظهر احيانا اعراض جسدية من اعراض التوحد عند الاطفال، بما في ذلك مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك و مشاكل في النوم. قد يكون لدى الأطفال ضعف في التنسيق بين العضلات الكبيرة المستخدمة عند الركض او التسلق، أو عضلات اليد الاصغر. حوالي ثلث الاطفال الذين لديهم مرض التوحد يعانون ايضا من نوبات مرض الصرع.
ما هو تأثير مرض التوحد على الدماغ؟
يؤثر مرض التوحد على الأجزاء من الدماغ التي تتحكم بالعواطف و التواصل الاجتماعي و حركات الجسم. عند بلوغ بعض الاطفال المصابين بمرض التوحد لعمر المشي يكون حجم الرأس و الدماغ لديهم كبير على نحو غير طبيعي، و ذلك قد يكون بسبب وجود مشاكل في نمو الدماغ. وقد تم ربط وجود جينات غير طبيعية موروثة من خلال العائلة بقصور في وظائف بعض أجزاء من الدماغ. و يأمل الباحثون في ايجاد وسيلة لتشخيص مرض التوحد من خلال تصوير و مسح الدماغ.
التشخيص المُبكر لمرض التوحد
لا يتم تشخيص الكثير من الأطفال المصابين بمرض التوحد حتى دخولهم روضة الاطفال او صفوف التحضير ما قبل المدرسة، و بالتالي ربما لا يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها في السنوات الأولى من عمرهم. لهذا السبب تدعو المبادئ الإرشادية الى فحص التوحد عند جميع الأطفال في سن تسعة أشهر عند تأخرهم في اكتساب المهارات الأساسية.
و هناك حاجة إلى إجراء فحوص التوحد بشكل خاص في الحالات التالية: * بلوغ الطفل 18 شهرا دون اكتساب المهارات الاساسية. * بلوغ الطفل 24 شهرا دون اكتساب المهارات الاساسية. * حسب الحاجة عند ظهور اعرض التوحد عند الاطفال بصورة مُقلقة أو وجود تاريخ عائلي في مرض التوحد.
في الفحوص المنتظمة التي يقوم بها الطبيب لتشخيص اعراض التوحد عند الاطفال، سوف يتم فحص مدى استجابة طفلك لابتسامتك او صوتك أو غيرها من التعبيرات. كما سيتم فحص ما اذا كان طفلك يتمتم أو يهذي. المشاكل أو التأخير في التحدث لدى الطفل تستدعي القيام بزيارة لأخصائي علاج النطق. قد تكون هناك حاجة لفحص السمع لدى الطفل أيضا. معظم الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد سوف يتحدثون في نهاية المطاف، ولكنهم يقومون بذلك في وقت متأخر عن غيرهم من الاطفال. و قد يكون من الصعب جدا عليهم الانخراط في محادثة خاصة. كذلك فإن الأطفال المصابون بالتوحد قد يتحدثون بطريقة الغناء أو باسلوب الرجل الآلي.
تشخيص اعراض التوحد عند الاطفال: ضعف المهارات الاجتماعية
مشكلة التواصل و الارتباط بالآخرين تعتبر علامة هامة من اعراض التوحد عند الاطفال. يستطيع طبيب نفسي مؤهل على التعامل مع حالات التوحد أن يساعد في تحديد المشاكل الاجتماعية لدى الطفل في أقصر وقت ممكن. قد يتجنب الطفل المصاب بمرض التوحد النظر الى الاخرين مباشرة في اعينهم، بما في ذلك والديه. و قد يُركز اهتمامه بشكل مقصود على شيء معين، في حين يقوم بتجاهل الآخرين من حوله لفترات طويلة من الزمن. و قد لا يقوم باستخدام الإيماءات و الايحاءات الجسدية أو تعبيرات الوجه للتواصل مع الاخرين.
تشخيص اعراض التوحد عند الاطفال: تأكيد الاصابة بمرض التوحد
لا يوجد اختبار طبي خاص لتشخيص مرض التوحد، و لكن الاختبارات و الفحوصات الطبية الاخرى قد تكون مفيدة لاستبعاد الحالات الغير مرتبطة بالتوحد مثل حالات فقدان السمع، و صعوبات النطق، و التسمم بالرصاص، و مشاكل النمو التي لا تتعلق بالتوحد. قد يحتاج والدي الطفل للرد على قائمة من الأسئلة – تُسمى أداة المسح – لتقييم سلوك الطفل و مهارات الاتصال لديه. إن الحصول على العلاج الطبي في وقت مبكر، و بشكل مثالي قبل سن الثالثة، يمكن أن يحسن كثيرا في علاج التوحد عند الاطفال و بالتالي عملية نمو و تطور الطفل.
متلازمة أسبرجر
الاشخاص الذين يعانون من متلازمة اسبرجر لا يعانون من مستوى ذكاء منخفض أو من مشاكل لغوية. و في الواقع، قد يكون لديهم مهارات كلامية متقدمة. و لكنهم قد يكونون غريبين اجتماعيا و لديهم مشاكل في فهم الاشارات غير اللفظية، مثل تعابير الوجه. و قد ينصب جُل تركيزهم و بشكل مكثف على موضوع معين يثير اهتمامهم و لكنهم يعانون من مشكلة في تكوين الصداقات أو التواصل مع الغير.
تُستخدم البرامج السلوكية في علاج التوحد عند الاطفال على نطاق واسع لمساعدة الأطفال المصابين بمرض التوحد على تعلم الحديث و التواصل الاجتماعي، و على التطوير البدني، و على التعامل مع الآخرين على نحو أكثر فعالية. في احد برامج علاج التوحد عند الاطفال السلوكية المكثفة – و الذي يُسمى ايضا تحليل السلوك التطبيقي (ABA) – يتم تطبيق خطوة خطوة لتشجيع اتخاذ السلوكيات الإيجابية و تثبيط السلوكيات السلبية لدى الطفل. و في برنامج سلوكي آخر، يُسمى فلور-تايم، يتم العمل على تحسين العواطف و المهارات الاجتماعية. و اخيرا هناك برنامج يُسمى TEACCH يستخدم بطاقات الصور و الاشارات البصرية الأخرى في علاج التوحد عند الاطفال.
علاج التوحد عند الاطفال: التعليم
بعض انظمة المدارس المحلية قد تقوم بتقديم خدمات خاصة في علاج التوحد عند الاطفال لمساعدة الطفل المصاب بالتوحد على التعلُّم و التطور. و يمكن أن يشمل ذلك علاج النطق و العلاج المهني. و حتى تقوم المدارس بتوفير خدمات علاج التوحد عند الاطفال، فإنه ينبغي عليها ان تقوم بوضع برنامج التعليم الفردي (IEP) لكل طفل. يمكن للأطفال المصابين بمرض التوحد ان يكونوا مؤهلين للتدخل المبكر، أو تمديد فترة السنة الدراسية لديهم. إذا كنت تشعرين بالقلق إزاء طفلك، كوني مبادرة و تقدمي بالطلب من مدرسة طفلك ان تقوم بتطوير برنامج التعليم الفردي IEP للاطفال المصابين بالتوحد.
علاج التوحد عند الاطفال: الادوية
لا يوجد دواء يستخدم في علاج مرض التوحد بحد ذاته، و لكن الأدوية قد تساعد في علاج بعض اعراض التوحد عند الاطفال. يمكن إعطاء الأدوية النفسية (مضادات الذهان) في حالات وجود المشاكل السلوكية الشديدة. و على وجه التحديد يوجد دواء واحد في هذا التصنيف، يُسمى ريسبيريدال، و هو حاصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الامريكية في علاج التوحد عند الاطفال في الحالات التي يُظهر الطفل فيها سلوكا عدوانيا، و محاولات ايذاء الذات، و مشاعر الغضب الشديد. إذا كانت نوبات التشنجات هي المشكلة، فإن استخدام دواء مضاد للتشنجات قد يكون مفيدا في علاج اعراض التوحد عند الاطفال. في بعض الاحيان يتم وصف الأدوية المضادة للاكتئاب. و في جميع حالات استخدام الادوية في علاج التوحد عند الاطفال، يجب أن تتم مراقبة استجابة الطفل للأدوية عن كثب.
علاج التوحد عند الاطفال: التكامل الحِسّي
الاطفال المصابون بالتوحد قد يملكون حساسية عالية و مُفرطة تجاه الاصوات او اللمسات او الاذواق او المناظر او الروائح، بصورة مشابهة لحالة مرضيّة أخرى تُسمى اختلال التكامل الحِسي. على سبيل المثال، قد يشعر الطفل بالاستياء من منظر الأضواء المشرقة و الساطعة أو من صوت جرس المدرسة. في دراسة صغيرة أُجريت في جامعة تمبل وجد الباحثون أن مساعدة الأطفال على التكيف مع الحواس المختلفة أدى إلى إظهار الاطفال لعدد أقل من سلوكيات مرض التوحد و تحسن السلوك بشكل عام لديهم.
يمكن حتى للاطفال الذين يتواصلون بطريقة غير شفوية التحدث باستخدام تقنيات الأجهزة الحديثة التي تم تصميمها لتحويل الصور أو النصوص إلى كلمات منطوقة. هذه التكنولوجيا تشمل أجهزة للجيب و “تطبيقات” للهواتف الذكية أو أقراص الكمبيوتر.
منظمة التوحد يتحدث (Autism Speaks)، و هي منظمة تُعنى بالتوحد و علاج التوحد عند الاطفال، تحتفظ بقائمة من هذه الموارد للعائلات في موقعها www.autismspeaks.org.
علاج التوحد عند الاطفال: النظام الغذائي
إن احد اعراض التوحد عند الاطفال هو مشكلة عُسر الهضم و التي تعتبر مشكلة شائعة عند الاطفال المصابين بالتوحد، و حوالي 30% منهم قد يتناولون اشياء لا تُعتبر اطعمة مثل التراب و الاوراق. و قد تم تجربة بعض انواع الحمية الغذائية في علاج التوحد عند الاطفال، حيث تم تجربة حمية غذائية خالية من الغلوتين (الموجود في القمح) و الكازين (بروتين الحليب). و نظام غذائي آخر يشمل المكملات الغذائية مثل فيتامين ب6 (B6) و عنصر المغنيسيوم. و حتى الآن، لا يتوفر ما يكفي من الأدلة لإثبات أن أي من خطط النظام الغذائي تعمل بفعالية في علاج التوحد عند الاطفال. و ينبغي أن تكون الحمية الغذائية التي يتم تجربتها تحت الاشراف الطبي حتى يتم ضمان ان الوجبات الغذائية توفر التغذية الجيدة للطفل.
الطرق غير الصحيحة في علاج التوحد عند الاطفال
يزخر الانترنت بعدد كبير من الطرق الغير عادية في علاج التوحد عند الاطفال و التي تُعرض باستمرار على الآباء اليائسين. لمعرفة ما إذا كان العلاج آمن و فعال في علاج التوحد عند الاطفال، يجب في البداية استشارة طبيب الاطفال او مُقدمي الخدمة الصحية المعتمدين. كما أن جمعية التوحد الأمريكية لديها قائمة جيدة من الأسئلة التي قد يسألها الآباء حول طرق علاج التوحد عند الاطفال الغير تقليدية. يمكن لبعض طرق العلاج هذه أن تكون خطيرة للغاية، بما في ذلك طريقة العلاج بالاستخلاب (ارتباط و سحب المعادن). حيث توفي صبي يبلغ من العمر 5 سنوات مصاب بالتوحد بعد استخدام هذا العلاج غير التقليدي، و الذي يقوم على مبدأ تنظيف الجسم من المعادن الثقيلة.
المطاعيم ليست من اسباب التوحد عند الاطفال
لم يتم العثور على صلة بين مطاعيم الاطفال و مرض التوحد، على الرغم من العديد من الدراسات العلمية القوية التي تقترح ذلك. لقد قام الباحثون بالتدقيق على مطاعيم الحصبة و النكاف و الحصبة الألمانية (MMR) منذ المخاوف التي اثارها التقرير البريطاني الذي طُرح عام 1998. و لقد تم التراجع عن تبني هذا التقرير من قِبل دورية لانسيت الطبية لضعف القاعدة العلمية و محاولة الاحتيال. و كإجراء احترازي تمت إزالة مادة ثايمسرول (Thimerosol)، و هي شكل من الزئبق، من لقاحات الأطفال في عام 2001، رغم عدم وجود أدلة قوية على صلة هذه المادة بالتسبب بمرض التوحد.
وفقا لدراسة حديثة، فإن الآباء الذين لديهم طفل واحد مصاب بالتوحد ستزداد فرصة اصابة طفل آخر لديهم بالتوحد بنسبة 19٪. إذا كان هناك اثنين من الأطفال لديهم مرض التوحد، فإن خطر اصابة أخ ثالث بالتوحد تصبح أعلى من ذلك. و وفقا لدراسة أخرى أُجريت على التوائم، وجد أنه عندما يكون التوأم الشقيق الذكر في التوأم غير المتطابق لديه مرض التوحد، فإن فرصة اصابة التوأم الآخر بالتوحد تبلغ 31٪. و عندما يصيب مرض التوحد طفلا ذكرا في التوأم المتطابق، فإن فرصة اصابة كلا التوأمين بالتوحد تصبح 77٪.
التكيف مع المدرسة
من حق جميع الأطفال المصابين بالمعوقات الحصول على التعليم الملائم ابتداء من عمر 3 سنوات. ذلك يمكن أن يشمل حصولهم على خدمات التعليم الفردي أو حصول الاباء على التدريب للتعامل مع حالة ابناءهم. قد يحصل الطفل على المساعدة في الفصول الدراسية أو من خلال إحدى وسائل و تقنيات المساندة. و بالاعتماد على وضع حالة الطفل و احتياجاته الفردية، فقد يتم دمج الطفل في الفصول الدراسية العامة، أو الفصول الدراسية للتعليم الخاص، أو في مدرسة خاصة، أو حتى حصوله على التعليم في المنزل.
التكيف و التعايش مع مرض التوحد
الاشخاص المصابين بالتوحد أو متلازمة اسبرجر و الذين يكونون على درجة عالية من الأداء غالبا ما يكونون قادرين على مواصلة التعليم حتى الجامعة و الحصول على وظيفة بشكل طبيعي. في العديد من دول العالم يوجد مؤسسات للمجتمع المدني تعمل على توفير الدعم لطلاب الجامعات المصابين بمرض التوحد و ذلك عن طريق مساعدتهم في احتياجاتهم الاجتماعية و الأكاديمية الخاصة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قدرة فكرية أقل من المتوسط الطبيعي، و هم يشكلون حوالي 40٪ من الاشخاص المصابين بالتوحد، فإن الدعم المنزلي و المجتمعي و توفير تدريبات خاصة لهم على اداء وظائف معينة قد تساعدهم على العيش بصورة مستقلة.