تضع العالم فى مجال رؤيتك وتتلقى الأوامر بالصوت أو بحركة اليد

من فكرة فى روايات وأفلام الخيال العلمى إلى واقع حقيقى نلمسه، فإن نظارة جوجل الجديدة Google Glass من أكثر الابتكارات التقنية إثارة للاهتمام والجدل فى السنوات الأخيرة، كونها تنقل خبرة المستخدم إلى مستوى جديد يحرره من الأجهزة التقليدية مثل الكمبيوتر والمحمول والأجهزة اللوحية، عبر نظارة تضع العالم فى مجال رؤيتك، وصولاً إلى الجدل الأخلاقى الدائر حالياً حول انتهاكها للخصوصية أو أنها جهاز غريب بعض الشى ء، هنا نقدم لك كل ما تحتاج لمعرفته عن جوجل جلاس، واحكم أنت بنفسك.

تحذيرات من خطر انتهاك الخصوصية
مع بدأ جوجل بعرض بيع نظاراتها الذكية بدأت تخرج لنا تحذيرات حول امكانية انتهاك هذه النظارات للخصوصية و من مشاكل اجتماعية و و تحول هذه النظارات الى وسيلة تجسسية مثالية .

فقد ذكر أنتون ولمان الكاتب في حدى الصحف أن نظارات “جوجل ” ستؤثر على السلوك الاجتماعي من لحظة وصولها لأنها ستجعل من الناس هدفا للتصوير المتواصل في كل مكان علما أن الناس لا يحبذون أن يتم تصويرهم دون إذن أو معرفة مسبقة لأسباب محددة مثل كاميرات المراقبة الأمنية ذات الاستخدام المحصور بالمراقبة.

ورغم أن كل الهواتف المحمولة يمكنها أن تصورك والتقاط صور لك إلا أن ذلك يجري بعلمك في أغلب الأحيان أو يحصل مع قدرتك على معرفة ذلك وكشفه، بينما لن تتمكن من معرفة أنك هدفا للتصوير بنظارات “جوجل ” في أي مكان ومن كل زاوية.

تعد نظارات “جوجل ” الذكية أكثر من مجرد كاميرا للتصوير بالفيديو والصور فهي تحلل الصور وتعرض أسماء الأماكن والأشخاص من الخرائط ومن فيسبوك وغيرها، وتخيل لو شاهدك شخص وراءك في طابور، من خلال هذا الجهاز تفاصيل ورقة رسمية بيدك فسوف يعرف كل ما فيها من معلومات شخصية عنك، ولو قمت بسحب نقود من صراف آلي فلن يصعب عليه معرفة الرقم السري إلخ.

أما عن الغش في الامتحانات من خلالها، فحدث ولا حرج. الأخطر من ذلك أن نظارات “جوجل” مستقبلا قد لا تكون مألوفة الشكل ويمكن أن تبدو كأي نظارات شمسية عادية، حينها يثار السؤال هل ستمنع بعض الأماكن مثل المسابح والفنادق والمطاعم وغيرها ارتداء النظارات كليا!

في عام 2012 انطلقت بعض الشائعات بأن عملاق البحث جوجل يخطط لصنع نظارات ذكية تعتمد على تقنية الواقع المُحسّن Augmented Reality، ولم يكن أحد يعلم أن إطلاق هذا الحلم بات قريبا إلى هذا الحد، حتى أعلنت جوجل عن نظارتها المبتكرة أوائل العام الحالى، والتى من المنتظر أن تكون متاحة فى الأسواق للمستهلكين أواخر هذا العام.


• ما هى نظارة جوجل؟
محاولة لتحرير البيانات من الأجهزة التقليدية مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبى أو حتى الاجهزة المحمولة مثل التليفونات الذكية أو الأجهزة اللوحية ووضعها حرفيا أمام عينيك، فهى عبارة عن كاميرا وشاشة ولوح يعمل باللمس وبطارية وميكروفون، مدمجين داخل إطار نظارة، بحيث تكون الشاشة فى مجال رؤيتك، ليمكنك تصوير فيديو والتقاط صور والبحث والترجمة وغيرها من المهام بأقل مجهود.

الشاشة تم تصميمها بحيث لا تعيق مجال رؤيتك، وحسب جوجل فإن الشاشة هى معادل لشاشة عالية التحديد قياس 25 بوصة تراها من مسافة 8 أقدام، ويظهر عليها كل ما تحتاج لرؤيته من بيانات وصور وأفلام وغيرها.

أما الكاميرا المدمجة فتصور ما تراه بعينيك فعلياً من منظورك أنت، وتمكنك من التقاط صور أو فيديو لما تراه أمامك، ويمكن التحكم بها عن طريق إعطائها أوامر صوتية أو عن طريق اللوح اللمسى الموجود على أحد أذرع النظارة، أو عن طريق حركة يد مختصرة تفهمها النظارة وتنفذها.

نظارة جوجل أيضاً يمكنها إصدار أصوات عبر تقنية جديدة لنقل الصوت عبر عظام الجمجمة وصولاً إلى أذنيك، غريب.. أليس كذلك؟

• ما الذى يمكنها فعله؟
بالإضافة لالتقاط الصور والافلام يمكنك استخدام برنامج جوجل للدردشة «هانج أوت» للدردشة الجماعية بالفيديو مع اصدقائك، حيث ستريهم ما تراه بعينيك الآن. يمكنك أيضاً استخدام خرائط جوجل للحصول على إرشادات الطرق عن طريق ربط الكاميرا بخاصية تحديد المواقع GPS فى تليفونك المحمول، باستخدام تطبيق خاص بالنظارة متوفر على التليفونات الذكية العاملة بنظام تشغيل أندرويد، وكذلك يمكنك مشاهدة رسائلك القصيرة عبر النظارة ويمكنك الرد عليها عن طريق تقنية تحويل الصوت إلى كتابة.

هذه الخاصية ستمنحك أيضاً إمكانية ترجمة الكلمات التى ينطقها الآخرون أمامك إلى اللغة التى تفضلها بشكل مكتوب على الشاشة، وستكون هناك العديد من التطبيقات التى تتيح فعل أشياء أخرى عديدة بالنظارة مثل تحديد أصدقائك فى الزحام، أو التطبيقات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، كما يمكنك أيضاً متابعة الأخبار حيث تظهر أمامك العناوين والصور وتاريخ نشر الخبر.

المزيد من الخواص
الكاميرا المدمجة تبلغ جودتها 5 ميجا بيكسل وعمر البطارية يوم واحد فى حالة الاستخدام المعتدل وعدم تصوير الكثير من الفيديو، وتوجد ذاكرة مدمجة 16 جيجابايت وسيكون بإمكانك استخدام التطبيقات السحابية أيضاً مثل جوجل درايف لحفظ ملفاتك بدون استخدام ذاكرة الكاميرا.

سيتم دعم الكاميرا بخواص بلوتوث وواى فاى للاتصال ونقل الملفات، ولكن لن يتم دعمها بخاصية جى بى إس، وبالتالى ستحتاج أن تستخدم تليفون بنظام أندرويد لأقصى استفادة من النظارة، أو أن تتصل بأى تليفون محمول به خاصية بلوتوث. إطار النظارة مزود بغيارات من وسائد الأنف، وبها فتحة توصيل مايكرو يو إس بى وشاحن، وستكون متاحة فى خمس ألوان هى الأسود والبرتقالى والرمادى والأبيض والأزرق.

جدل قبل طرحها للبيع
يتم بيع النسخ التجريبية من النظارة الآن بـ 1500 دولار أمريكى لمطورى التطبيقات، أما نسخة المستهلكين من المنتظر أن تكون متاحة أواخر هذا العام ومن المتوقع أن تكون أرخص قليلاً، وإن ظل الأمر كله محل تكهنات، وتعمل جوجل على توفير نسخة من النظارة لتناسب من يرتدون نظارات طبية بالفعل.

ومثل أى تكنولوجيا جديدة قد يكون هناك سوء استخدام من البعض، ونظارة جوجل تعتبر مثيرة للمشاكل فى هذا الصدد عندما نتحدث عن الخصوصية، مثل أن يقوم أحدهم بتصويرك دون أن تشعر، أو مجرد الحديث مع شخص يرتدى نظارة مثل تلك لن يجعلك مرتاحاً، وتعرضت النظارة للكثير من الانتقاد من تقنيين وقانونيين منذ الإعلان عنها، واعتبرها البعض بالفكرة الغريبة وغير المريحة، وهى آراء لها وجاهتها، ولكن وحدها الأيام من سيثبت ذلك.