أ.د. أحمد كريمة
  ٢١/ ٧/ ٢٠١٣

جاءت أيام التجارة الرابحة، وليالى الأنس والمصالحة!
 فيا سعد من صام فى الدنيا عما سوى الله
 فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى!

أهل الخصوص من الصوّام صومهم..
صون اللسان عن البهتان والكذب..
والعارفون وأهل الأنس صومهم..
صون القلوب عن الأغيار والحجب.

أيا من ضيع عمره فى غير الطاعة، وفرّط فى شهره وأضاعه ربّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه السهر، كل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتاً ورداً، وكل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعداً!

شهر رمضان كثيرة فيه أسباب الغفران! صيامه وقيامه، وتلمس سيدة الليالى، وتفطير الصوام، وتنبيه النوام، ووصل الأرحام، وبذل الجود والإحسان!

أوله رحمة للمحسنين المتقين، فيفاض عليهم فى أوله خلع الرحمة والرضوان، ويعامل أهل الإحسان بالفضل والإحسان، وأوسطه مغفرة للمقصرين، وآخره عتق من النار لمن استوجبها بالخطايا والأوزار، وما أحلاها وأبهاها من جائزة عظيمة، ومنحة جسيمة!

حرى بأحباب رمضان: أن يطيعوا ربهم، فلا يعصوه، ويذكروه، فلا ينسوه، ويشكروه، فلا يكفروه!

ويا شهر رمضان: بحق ما فيك من الفضائل والشمائل نستجير بالله العلام بالسر وأخفى: أن يكشف عن أمة الإسلام الضر، ويزيل عنها الشر، ويرفع عنها الكروب، وينقيها من الخطايا والعيوب!

ربنا العظيم: تمالأ الظالمون، وتحالف الحاقدون، وتربص الحاسدون، فرّد عنا بأسهم، واصرف عنا كيدهم.

يا شهر أمة الإسلام: ترفق، فدموع المحبين تدفق، قلوبهم لحبك تخفق ولمضى أيامك تشفق، عدت والنجاح، وغادرت والفلاح، فلا حُرم المسلمون من عطاياك! ولا منعوا هداياك فى الدارين والموطنين. وسلام على الصادقين.

جزاك الله الجنة

عفكرة وحشاني موت يا دودي