Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 67 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: ليس بالمجان ! الأحد 25 مايو 2014, 8:59 pm | |
| ليس بالمجان !
كشجرة ضربت جذورها فى الأرض فى إحدى شوارع العاصمة الأجنبية رأيته واقفا بلا حراك كتمثال بشرى متقن الصنع على وجهه قناع لنمر آسيوى.. ثبت بيديه على صدره لافتة كنب عليها بالإنجليزية ( لأن الدراسة الجامعية ليست بالمجان ساعدونى بأى شىء)
لم التفت إليه فى بداية الأمر نظرا لكثرة المارة فى الطريق.. الجميع مشغول بالنظر إلى ما تعرضه المحلات والمقاهى على جانبى شارع المدينة الأوروبية من خلال واجهاتها الزجاجية.. لمحت أحدهم وهو يضع بعض النقود فى حقيبة صغيرة أمام التمثال البشرى الذى بدا لى شابا أو بمعنى أصح طالبا ربما جامعيا وفهمت مقصده من الوقوف هكذا عندما عندما قرأت اللافتة التى يحملها بين يديه.
شعرت بشفقة شديدة تجاه هذا الشاب الذى حمله حياؤه على أن يرتدى قناعا يخفى به خجله وشخصيته من المارة وحملته رغبته فى التعليم أولا أن يقف بهذا الشارع السياحى بوسط مدينة دبلن ليمد يديه للسؤال رغما عن أنفه.
تذكرت حينها بائعة الفلافل السورية فى السوق الأسبوعى الذى يقام قرب مسكنى تأتى فى الصباح الباكر مع ابنها لتنصب اغراضها و أطباقها وتبدأ فى بيع الفلافل والشاورما.. إبتسمت لها ذات يوم ملقية عليها تحية الصباح.. قالت: عربية؟ قلت مصرية. سألتها عن أحوال أهل سوريا فدمعت عيناها قائلة: الله أعلم بهم.. الاتصالات مقطوعة بالأهل.
كان ابنها شابا دون العشرينات يتابع حديثنا وهو يصنع لى طلبى فيلفه فى ورق ويقدمه لى قائلا: والله صعبة هذه الأيام ربنا يسترها مع كل العرب يا خالة.
سألته إن كان قد أنهى دراسته خفض رأسه وهو يتعمد الإنشغال فى تجهيز طلبا آخر لشخص غيرى.. حييتهم وكدت أنصرف همست لى أمه دون أن يلاحظها بأنه متوقف عن الدراسة مؤقتا.. فهمت السبب ودعوت لها وانصرفت بعد أن دفعت ثمن الطلب.
هل تراه ذلك الفتى السورى أم غيره؟ لا أعلم غير أننى أحترمت هذا الشاب ذا القناع كثيرا وحمدت الله على نعمه الكثيرة التى لا تعد ولا تحصى وأخذت أتساءل إن كان يمكن ان يحدث هذا فى بلادنا أم لا؟
وسرعان ما جاءتنى الإجابة.. ففى بلادنا العربية قد تدفع حكومات هذه الدول الكثير لتحث طلابها على السفر فى منح دراسية بالدول الأوروبية وتمدهم أيضا برواتب شهرية تضمن لهم حياة كريمة فى بلاد الغربة.
وفى مصر على سبيل المثال توفر الدولة لأبنائها تعليما حكوميا فمن لا يقدر على مصروفات التعليم الخاص يلجأ إليه.. ولكنى تصورت لو حدث وفعل مثل هذا الشاب كما فعل من وقفته بالشارع ليسأل المارة لمساعدته على دفع مصروفات كلية خاصة مثلا.. فسيكون السيناريو مختلفا بعض الشىء.. فقد يأتيه شرطيا ويقبض عليه للتحرى وقد يفاجأه بضعة من صبية الشوارع وينقضون على حقيبته الصغيرة المفتوحة والتى يجمع فيها بضعة عملات معدنية لا تعدو خمسين جنيها قد تكون كل ما جناها فى يومه.
بقلم : سلوى الحمامصى.
|
|
|