Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 68 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: نحن أول من يسىء! الإثنين 24 سبتمبر 2012, 11:09 pm | |
| نحن أول من يسىء! عماد الدين أديب
كيف يمكن أن نزيل الإساءات والافتراءات ونجلى صورة الإسلام السمح والرسول العظيم؟
دون تشنج دون هستيريا، دون تزيُّد، دون ابتلاع للطعم الملقَى إلينا من قبَل دوائر مشبوهة. علينا أن نُعمل العقل للدفاع عن سمعة سماحة الإسلام، ووسطية سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام.
المشكلة الكبرى أننا نحاسب العالم على موقفهم من ديننا ورسولنا، وكأنهم يدينون بديانة الإسلام، يعرفون أصوله وفروعه، يحفظون القرآن، مطلعون على السنة المطهرة.
كما يقولون دائماً فى علوم الاتصال «الإنسان عدو لما يجهله».
والصورة النمطية عن الإسلام وأتباعه هى صورة مشوهة للغاية: فنحن من وجهة نظر الآخر: المصدر الأول للإرهاب، نحمل بداخلنا أفكاراً متطرفة وعداء للآخر وغلواً فى الأفكار وعنفاً فى السلوك.
الأزمة الكبرى فى تلك الصورة النمطية أننا نقوم يومياً بتسويقها بقوة بالصوت والصورة والفعل والقول!
أرجوكم، شاهدوا نشرات الأخبار فى العالم، سوف تفاجأون بأن العرب والمسلمين هم أكبر مصدر للقتلى والجرحى فى العالم!
الانفجارات ما زالت فى العراق، والقتال ما زال فى أفغانستان، والعنف المتبادل فى كشمير لم يتوقف، والمجازر اليومية فى سوريا، وضحايا اصطدام المدنيين بالأمن فى تونس ومصر واليمن والبحرين ولبنان وسوريا.
أليس مخيفاً أن تعرف أن عدد ضحايا العرب برصاص عربى هو أربعة أضعاف ضحايا العرب برصاص العدو الصهيونى؟! شىء مخجل!
كلما استضافوا متحدثاً من العالم العربى يتحدث عن السياسة أو الدين تجده صارخاً مهدداً متوعداً ضد «الآخر» مسيئاً لصورة المسلم السمح.
إن أعظم جهد إنسانى يمكن أن نفعله لنصرة الحبيب المصطفى هو أن نتأسّى بفضائله، بسماحته، بوسطيته، بعدله، بنصرته للضعيف، بزهده عن مغريات الحياة، باتباعه لحسن الظن فى الآخر، والعمل بإحسان وكأن الله يراه ليل نهار.
لقد انتشر الإسلام فى إندونيسيا منذ مئات السنوات دون قطرة دماء واحدة ودونما رفْع سيف واحد، ولكن من خلال معايشة أهل الجزر الإندونيسية لسلوك التجار المسلمين وحسن معاملتهم اليومية فى البيع والشراء، تطبيقاً للحديث العبقرى لسيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام «الدين المعاملة».
علينا أيضاً ألا نخلط الأمور بين مجموعات حمقاء أو متطرفة أو شريرة مدفوعة بنشاط مشبوه أو غل فى الصدر تجاه الآخر وبين شعوب ودول محبة للغير وللتفاعل الإنسانى.
إن الشعب الأمريكى الذى عايشته وأقمت فى بلاده وعملت ودرست هو فى مجمله شعب طيب وكريم ومتقبل للآخر، لأنه يتكون من نسيج من المهاجرين من أكثر من 190 دولة من دول العالم، لا يوجد «آخر» عنده، لأنه كله «آخر».
حينما نعترض ونحتج يجب أن نركز رد فعلنا تحديداً على من أساء وليس على كل أفراد القبيلة أو المنطقة أو القرية أو المدينة أو الدولة أو الديانة التى يتبعها من أساء، مهتدين فى ذلك بقوله تعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
صدق الله العظيم.
|
|