Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 67 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: متى يذبح كل واحد منّا الخروف اللي بداخله؟! الجمعة 09 نوفمبر 2012, 7:27 pm | |
| متى يذبح كل واحد منّا الخروف اللي بداخله؟! نحتاج من جانبنا لذبح كل صفة ذميمة بداخلنا
لا تتعجب! يقول الإمام ابن القيم وهو يُعدِّد الصفات القبيحة للنفس الإنسانية: "في النفس: كِبْر إبليس، وحسد قابيل، وعُتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبَغْي قارون، وقحة هامان (أي لؤم)، وهوى بلعام (عرَّاف أرسله ملك ليلعن بني إسرائيل فبارك ولم يلعن)، وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل.
وفيها من أخلاق البهائم: حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع".
ما معنى هذا؟ معناه أن الإنسان فيه "الجانب الحيواني" المخلوق من التراب، والذي يتصف بصفات كثيرة تتشابه مع بعض صفات الحيوانات، بل قد يفوقها شراسة وحقدا ولؤما!
وفي الإنسان أيضا "الجانب الرباني" المستمد من نفخة الروح التي وهبها الله له، والتي بها يعلو الإنسان فوق منزلة الملائكة إنْ هو استطاع أن ينمي عنده هذا الجانب، وأن يتخلص من الصفات الذميمة.
فالإنسان المؤمن هو أفضل مخلوقات الله على الإطلاق.. أفضل من الملائكة والجن والحيوان والنبات والجماد.. ومن السماء والأرض والبحار.. ومن كل عجائب المخلوقات..
من أجل الإنسان خلق الله السماوات والأرض، وأوجد سائر المخلوقات وسخرها له ليستعين بها في رحلته وهو يسعى لإعلاء كلمة الله سبحانه في الأرض.
لكن هذا الإنسان الذي كرّمه الله، قد ينقلب إلى أسوأ مخلوقات الله ويتدهور إلى أسفل سافلين، إذا هو أطاع هواه وعصى ربه واتبع شيطانه.. وجعل الجنيه شريعته ومذهبه!
فنحن ليس بداخلنا فقط "خرفان" بل "حيوانات". لكن حديث الخرفان ذكرني به حجاج بيت الله الحرام وغيرهم من ملايين المسلمين الذين يتقربون إلى الله سبحانه في هذه الأيام بذبح الأضاحي وتوزيعها على الأهل والأقارب والفقراء.. مثلما فعل خليل الله إبراهيم حين أطاع الله بالإقدام على ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام.. ثم نجاه الله وفداه بكبش عظيم.
حجاج بيت الله قبل أن يتقربوا إلى الله بذبح الأضاحي ذبحوا بداخلهم أهواءهم وشهواتهم، وتخلصوا من كل الصفات التي تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن طهارة القلب.
ونحن من جانبنا نحتاج إلى الاقتداء بهم، ونذبح كل صفة ذميمة بداخلنا، ونتطهر بالنور الذي منحه الله لعباده الحجاج والطائعين والطوّافين بالبيت الحرام.
وإذا كانت ثورتنا قد أزاحت الطاغوت الديكتاتوري وهيأت مصر -إن شاء الله- لمرحلة جديدة نأمل فيها الكثير من الخير والتقدم لهذا البلد وناسه الطيبين، فمن الضروري أن نقوم بثورة في نفس الوقت في داخلنا لنبحث عن الصفات الذميمة، فنرميها خلف ظهورنا.. وما أكثر هذه الصفات!
للأسف انتشر الحقد والحسد بيننا، حتى إن معظم الناس لا همَّ لهم إلا: فلان راح وفلان جه! وفلانة اتجوزت وفلانة اتطلقت! وفلان كسب وعلان خسر!
يا ناس سيبوا المُلك للمالك! إنتم مالكم ومال خلق الله؟!
الله هو الذي يعطي وهو الذي يمنع.. وهو سبحانه بيده كل شيء.. فالمعترض على حاجة، هو في الحقيقة معترض على أمر الله.. والعياذ بالله!
نحن أيضًا نحتاج إلى أن نذبح بداخلنا السلوكيات الخطأ.. مثل الرشوة والفهلوة والكروتة والغش وعدم إتقان العمل.
دقت ساعة العمل.. مش معقول نحط على كل واحد رقيبا وهو يؤدي عمله.. الحل هو أن يكون كل واحد رقيبا على نفسه، بأن يعلم علم اليقين أن الله يراه وسيحاسبه.. الخير بالخير.. والشر بالشر.. ولا يظلم ربك أحدا.
أكيد لو كل واحد فينا دوّر في نفسه سيجد صفة ولا اتنين ولا أكثر يجب أن يتخلص منها.. ومش بعيد يلاقي خروفا أو معزة أو بقرة.. أو -لا قدر الله- يلاقي كلبا أو تعلبا أو غولا.
يا ترى: مين هيتوب إلى الله، وياخد قرار فوري ويبدأ الدبح؟
|
|