Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 68 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: نادية فكرى: الصدفة فادتها لتصبح بطلة العالم فى رفع الأثقال. الثلاثاء 15 يوليو 2014, 8:04 am | |
| نادية فكرى: الصدفة فادتها لتصبح بطلة العالم فى رفع الأثقال.
نادية فكرى: مشقة السير أهون من إهانة المواصلات للمعاق 07.15.2014 «ابقى مكانك.. مش هاينفع تلعبى مع زملائك» جملة خرجت بسهولة من فم مدرسة التربية الرياضية ولكن كان تأثيرها صعباً جدا على فتاة لم تشعر يوماً أنها معاقة وكانت كفيلة بتحطيمها نفسيا ومعنويا إلا أنها بإرادة وتصميم جعلت من كلمات المدرسة دافعا قويا لتفوقها الرياضى إلى أن أصبحت بطلة العالم فى رفع الأثقال.. إنها نادية فكرى بطلة العالم لرفع الأثقال التى تعودت ألا تنتظر الفرصة بل تصنعها وتسعى إليها.
تقول نادية «39سنة»: سقطت على السلم وعمرى 11 شهرا وحدث شلل كامل فى جسدى وبعد العلاج استقر فى القدم اليسرى وعندما وصلت لسن المدرسة ألحقتنى أسرتى بمدرسة داخلية حتى تريحنى من مشقة الذهاب والعودة وكل الطلاب يعانون من إعاقات حركية لذلك لم أشعر بفارق بينى وبينهم وواصلت تعليمى بمنتهى السهولة واليسر حتى حصلت على الشهادة الابتدائية، وانتقلت إلى المرحلة الإعدادية فى نفس المدرسة ولكن كان الفارق أننى لم أستطع المبيت فى المدرسة بل أذهب يوميا وأعود إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسى.
الصدمة الأولى وتضيف: بعد حصولى على الإعدادية انتقلت إلى مدرسة جديدة ولم تكن خاصة بذوى الإعاقة وهنا حدثت أول صدمة فى حياتى جعلتنى أشعر أنى معاقة عندما منعتنى مدرسة التربية الرياضية من مشاركة زميلاتى اللعب فى أثناء الحصة قائلة «أنت خليك جالسة مكانك مش هينفع تلعبى» لذلك أنصح كل أسرة لديها طفل معاق بألا تبالغ فى خوفها عليه وتجعله يعيش بعيدا عن المجتمع والأفضل أن يلتحق من البداية بمدرسة عادية وليست خاصة بذوى الإعاقة حتى يعتاد على المجتمع ولا يشعر بالإحباط مع أول صدمة.. رغم أن موقف تلك المدرسة جعلنى أتألم بشدة من نظرتها لى إلا أنه كان أول دافع لتفوقى الرياضى .
وعن علاقتها بالرياضة كيف بدأت تقول نادية: توفى والدى وكنت لا أزال فى المرحلة الثانوية وأرادت أختى الكبرى أن تخرجنى من حالة الحزن الشديد التى أنتابتى فأخذتنى إلى أحد النوادى لمشاهدة بطولة سباحة وعرض على المدرب الانضمام إلى الفريق ففرحت والتحقت وكانت بداخلى رغبة شديدة فى التفوق وتحقيق بطولات حتى أثبت لمدرسة التربية الرياضية وأمثالها أننى لست معاقة وحصلت على بطولتى جمهورية واحدة مسافات طويلة والثانية مسافات قصيرة ثم توقفت عن اللعب لأنشغالى بالحصول على الثانوية العامة.
الصدفة تتذكر نادية كيف احترفت رفع الأثقال؟ وكيف لعبت الصدفة دورها؟ وتقول: التحقت بكلية الآداب قسم تاريخ جامعة القاهرة وفى العام الأول كنت أسمع الراديو وسمعت فتاة تتحدث عن أنها بطلة فى رفع الأثقال رغم أنها معاقة أعجبت بالفكرة وذهبت إلى نادى اتحاد المعاقين وأجريت اختبارات وأول وزن أقوم برفعه 60 كم وكان رقما جيدا جدا لذلك التحقت بالفريق وبقيت عامين أشارك فى بطولات محلية وشعرت بالملل لأنى كنت أريد المشاركة فى بطولات عالمية.. وبالمتابعة عرفت أنهم يريدون فتيات تشاركن فى بطولة أوروبا المفتوحة للتأهل لبطولة العالم فى سلوفاكيا وتم اختيارى ضمن المنتخب، وحصلت على المركز الثانى فى بطولة أوروبا وذلك كان عام 1997.
بعدها شاركت فى بطولة دبى وحققت المركز الأول وكانت أول بطولة عالم للسيدات وحققت رقما كبيرا فى الأوزان وهو 107 وتم تسجيله باسمى كرقم عالمى ثم سافرت إلى أوليمبياد سيدنى وكانت المنافسة شديدة لمشاركة متسابقين من جميع دول العالم كأمريكا والصين وسوريا ولقد فزت بالميدالية البرونزية وعام 2004 أخذت الميدالية الفضية فى أوليمبياد أثينا ثم توقفت عن الرياضة عامين لمجئ طفلى الأول محمد ثم عدت فى البطولة العربية وحصلت على الميدالية الذهبية ولكن تم إيقافى لمدة عامين من قبل المسئولين لمشاركتى فى وقفة احتجاجية للمطالبة بالمساواة بالأبطال الرياضيين الأسوياء.. وعدت مرة أخرى للمشاركة فى بطولة «فزاع» التى تقام فى دبى سنويا وتعد من أهم البطولات لأنها تجعلنا نتعامل مع أبطال من جميع دول العالم مما يكسبنا مهارات جديدة وقد حققت بها الميدالية البرونزية وفي عام 2013حصلت على الفضية فى البطولة نفسها وأخيرا شاركت فى بطولة العالم التى أقيمت مؤخرا فى دبى وحققت المركز الثانى رغم كل هذه البطولات أشعر أننى لم أقدم كل ما بداخلى مما يدفعنى لمزيد من التمرين والمنافسة بشكل أكبر.
مشقة المواصلات وعن أهم الصعوبات التى واجهتها فى مشوار الحياة تقول نادية: كان أصعب شئ بالنسبة لى هو وصولى إلى النادى بحى عابدين فى حين أننى أسكن فى السيدة زينب والمشكلة كانت فى أن المواصلات ليست آدمية والمعاناة التى كنت أعيشها لأركب أتوبيسا حيث أقف تجاه الباب الأمامى حتى يشاهدنى السائق ويقف وينتظرنى حتى أركب والتاكسى كان مكلفا.. لذلك كنت أسير من المنزل حتى النادى وأتحمل تعب السيرالذى كان أهون من الإهانة فى المواصلات لذلك أول مكافأة حصلت عليها من بطولة سيدنى اشتريت سيارة بعدها شعرت أن الحياة اختلفت تماما وأصبحت أفضل.
سر النجاح وعن كيفية تنظيم حياتها بين دورها كأم وبطلة رياضية تقول نادية: أعمل موظفة بإحدى الشركات ولكنى حصلت على تفرع لألعب باسم الشركة والنادى.. لذلك أذهب إلى التمرين صباحا حينما يكون أبنائى محمد وإياد فى المدرسة بعد ذلك أعود وأقضى شئون المنزل وأذاكر لهم وكل يوم قبل أن أنام أفكر فى التمرين وذلك يفرق معى فى أثناء التمرين.. أحلم بأن يتساوى الأبطال الرياضيون المعاقون بالأسوياء فحتى الآن نحصل على 1% من المكافآت التى يحصلون عليها ولست أعنى بالمساواة أن نحصل على ما يحصلون ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فلماذا لا يحصلون هم على ما نحصل عليه؟
|
|