Dalal صاحبة المنتدى
تاريخ التسجيل : 08/01/2011 عدد المساهمات : 10987 نقاط : 24782 الابراج : المزاج : مهمومة ببلدي العمر : 68 تعاليق : ربّـــــي اغفر لـي ولوالـديّ
وارحمهما كمــا ربيـــــانـي
صـــغيرا واجزهمــــــــــــا
بالاحســان احســـــــــــــانا
وبالسيئات عفوا وغفـــرانا رسالة sms : الموقع : قلب أمي مصر دعاء : اوسمتي :
| موضوع: سيادتك فتوة أم بلطجى؟ الأربعاء 17 أكتوبر 2012, 1:44 pm | |
| سيادتك فتوة أم بلطجى؟ د. غادة شريف.
كان يا ما كان، كنا زمان نقسم المجتمع إلى عدة شرائح حسب مستوى المعيشة ودخل الفرد.. وأيامها كنت أرى أن أحسن تقسيم كان حسب استعمالك للبنزين ٩٠ أو ٨٠ أو سولار.. أما بعد الثورة فانقسم المجتمع إلى شريحتين فقط.. همه شريحتين مفيش غيرهم.. يا إما سيادتك بلطجى يا إما سيادتك فتوة.. وهذا ينطبق على جميع المجالات بداية من الإخوة الحاكمين مرورا بالسياسيين ونهاية بالباعة الجائلين.. والفرق بين الفتوة والبلطجى كبييير.. هذا ليس مثل ذاك.. الفتوة حسب ما يرويه المؤرخون عن القاهرة زمان، كان يتميز بالجدعنة.. حتى لو كان حرامى.. فى الثلاثينيات كان يوجد فى ميدان باب الحديد قهوة يتجمع فيها النشالون، وكان اسمها «قهوة الحرامية»، وكان للنشالين شيخ يعلمهم آداب المهنة «أيوه يا سيدى حتى النشل كان بالأدب»، وكان غالبا ما يلجأ إليه بعض الضحايا لاسترداد ما سرق منهم..
وكانت معظم مقاهى القاهرة يمتلكها فتوات، وكانوا يتميزون بصفات ولاد البلد العريقة فى إغاثة الملهوفين ونصرة الضعفاء.. حاجة كده زى فريد شوقى فى أفلام زمان.. وقد شهدت صحيفة الحملة الفرنسية «الجازيت» كيف كان الفتوات يمثلون عنصرا مهددا لأمن وسلامة أفراد الحملة عبر اغتيالهم أو اختطافهم والمساومة عليهم مقابل الإفراج عن المعتقلين المصريين.. أما بقى البلطجية فكانوا لا أخلاق لهم و لا أمان.. فبينما كان الفتوة مثلا يحاجى على بنت حتته كان البلطجى يقطع عليها الطريق.. حاجة كده زى توفيق الدقن ورزالته مع نعيمة عاكف وصلاة النبى أحسن ويا آه يا آه أو رزالته على إسماعيل يس وهو عسكرى رجب المسالم الضعيف..
يقول عالم الاجتماع الدكتور عبدالوهاب بكر فى دراسة له عن البلطجة والدعارة فى مصر فى الخمسينيات من القرن الماضى إن «البلطجة» لغويا تعنى استخدام البلطة فى قطع الأشجار، ومن ثم كان البلطجى هو مستخدم البلطة، ولكن الوصف بالبلطجة انتشر فى الجيش التركى بعد أن أصبحت البلطة تستخدم فى ارتكاب جرائم قتل.. وكان شارع عماد الدين مرتعا للبلطجة فى الخمسينيات بعد أن انتقلت إليه الملاهى والحانات و دور الدعارة.. وكان البلطجية يفرضون إتاوات على الراقصات والداعرات، ومن ناحية أخرى كانوا يؤمنون جانبهم مع كونستابلات البوليس، حتى إن «راسل» باشا البريطانى نائب حكمدار القاهرة كتب فى مذكراته أن «حى الأزبكية كان يجمع أسوأ عناصر المدينة، ويولد الإجرام، ويفسد أى قوة من قوات البوليس تتولى شؤونه»..
أما بقى من كانت ترفض دفع الإتاوة من الراقصات أو الداعرات فكانت تذبح برقبة إزازة مثلما حدث للراقصة امتثال فوزى على يد البلطجى فؤاد الشامى.. سيادتك بقى بناء على هذا الوصف لن تصنف الناس الآن إلا فى تلك الشريحتين.. بغض النظر عن أنه ليس هناك داعرة ولا رقاصة إلا أن هناك من يتصدر المشهد العام بشجاعة وأدب سواء كان صاحب موقف سياسى أو صاحب مظلمة أو بائعاً متجولاً، وهناك من يبلطج ويهددك بالذى والذينا!..
لكن لأن الزمن مختلف فقد اختلفت الآلية، وبعد أن كان بلطجية زمان يستخدمون رقبة الإزازة ظهر لنا اليوم من يستخدم الفتاوى الدينية كوسيلة من وسائل البلطجة، وأنت ونصيبك بقى.. يا إما يكفرك، يا إما يهدر دمك، يا إما يتهمك بالفسق والمجون ويطالب بتطبيق الحد عليك، بينما لو جمعنا جملة ما اتهم به الناس هنا وهناك دون الإتيان بشهود تجد أنه هو الذى وجب تطبيق الحد عليه فى ميدان التحرير.. ستسألنى طب أين القوى السياسية المخلصة من كل هذا؟..
فى رأيى أنه باستثناء حمدين صباحى ومجموعته والغالب عليهم نحررة وجدعنة فريد شوقى، فإن بقية القوى السياسية خافت وكشت.. وبعد أن أقنعوا أبناءهم- شباب الثورة- بأنهم لسه صغيرين وعليهم أن يلتفتوا لوظائفهم بقى، عادوا إلى سابق حالهم أيام ما قبل الثورة فى تكوين أحزاب وتجمعات كرتونية مقتنعين وقانعين بأنهم لن يتدخلوا فى الصراع القائم بين فريد شوقى وتوفيق الدقن مكتفين فقط بدور عسكرى رجب!
|
|