بقلم د. غادة شريف

تصدق بقى أننى زعلانة منك جدا يا صادق أفندى.. بغض النظر عن أنك تعلم مين بيقول إيه وعلشان إيه إلا أنك نسيت تقول مين بيقول إيه فين.. أم أنك خفت من وزير الإعلام يقولك فين؟!.. آه يا خلبوص!.. ولست أدرى يا حمادة لماذا لا تأخذ بنصيحتى، ألم أطلب منك سابقا أن ترسل كرتونة زجاجات زيت كافور إلى المقطم؟.. لكنك لم تفعل فزادت الحالة سوءا والآن لابد أن ترسل فنطاس زيت كافور إلى مجلس الشورى.. بينى وبينك، يبدو أن لبس الباليه تعب أعصابهم قوى!!.. ولأن من يحكمونك من أنصاف المتعلمين لذا فهم فى مجلس الشورى يطالبون بإلغاء فن الباليه لأنهم من هوسهم الجنسى لا يرون رشاقة رقص الباليه وتناسق الخطوات، بل هم لا يرون سوى «ورك» و«صدر» البالرينا!!.. ولأنك تعلم أن أنصاف المتعلمين فهمهم على قدهم لذلك فهم لا يسمعون النصيحة ويتعبون من حولهم، فأصبح ليس لهم حل غير إن ربنا يفسحهم عنده!!.. إن جئت للحق يا حمادة هم ليسوا أنصاف متعلمين قوى، بل قل أرباع متعلمين أو تلات أخماس متعلمين أو ربع بسطرمة وربع اسطنبولى وربع طرشى!.. ده حتى الواد توتو الصغير أخبرنى أن معظمهم بالكاد يفك الخط!.. لذلك فقد وضعوا نقرهم من نقر المثقفين وأعلنوا الحرب على الثقافة فجاءوا بوزير منتفخ بالغل على الجميع، فإذا به يطيح بمن هم أكفأ منه ومن لهم صيت عالمى بينما هو لم يسمع عنه أحد من قبل ولا حتى أم سيد بتاعة الجرايد، ولو جربت وسألتها عن اسمه ستشكرك وتجيبك بأنها لا تغير دواء الحموضة!!.. ولأن من يحكمونك يتظاهرون بأنهم «بتوع ربنا» ومعهم زميل بيأذن كوكو كوكو فى الظهرية، لذلك فقد أبقوا على تراخيص الكباريهات.. بتقول إيه يا حمادة؟ لقد أمدوا التراخيص لثلاث سنوات بدلا من سنتين؟!.. اللهم قوى إيمانهم!.. أما هؤلاء المهاجمون للباليه أليسوا هم أيضا يا حمادة من تم ضبط أحدهم متلبسا بفعل فاضح فى الطريق العام مع طالبة صغنتوتة؟.. يبقى من الذى ينشر الرذيلة، راقصات فن راق يحرص الرؤساء المثقفون فى أنحاء العالم على حضور عروضه فى مسارح بلادهم، أم الذين يرتكبون فعلا فاضحا فى الطريق العام؟.. وتجدهم أيضا متربصين للقنوات الفضائية المحترمة بقضايا الغلق والحجب بينما لا أحد منهم يتحدث عن قنوات الرقص!!... أصل كله إلا المزاج يا حمادة!!.. ألم يضبطوا مؤخرا ألف كيلو حشيش؟.. ربنا يستر على التشريعات القادمة!!.. الله يرحمه الحكيم «كونفوشيوس» قالها حكمة: «الرأس كالوعاء، إن لم تملؤه بالعلم والقراءة امتلأ بالشهوة».. وهكذا جميع المتاجرين بالدين.. لأنهم أعداء الثقافة، لذلك ما إن تركوا الجرة وخرجوا لبرة إلا وتملكتهم الشراهة للأكل وللنساء! فإذا بهم يتزوجون بالفتيات السوريات اللاجئات، بينما ممثلوهم الذين يظهرون على شاشات الفضائيات انتفخوا من كثرة الأكل حتى أصبحت كروشهم العرض عرضين بعد أن كانوا خيالات مآتة!.. أم أنك كنت تظن أن الـ١٠ مليار التى زادت فى الدين الخارجى خلال العشرة أشهر الماضية أنفقت فى تطوير شبكات المياه ومحطات الكهرباء وبقية الخدمات والعياذ بالله؟!!.. ولأنهم على رأسهم بطحة كبيرة أد كدا هو فمن الطبيعى أن يغالوا فى تصريحاتهم المعادية للمرأة حتى لا تنكشف أسرارهم، بجانب السعى لهدم كل من هو أكثر منهم ثقافة ورقيا!.. ده حتى مبارك على عيوبه وكراهيته المعروفة للمثقفين لم يجرؤ على ما فعله الذين عينوه وزيرا للثقافة، لأن مبارك كان حوله مستشارون أذكياء يعرفون قدر القامات الثقافية عالميا، ولم يكن لديهم ذلك الهوس الشره بالأكل والنساء.. لذلك عندما أراد المتأسلمون تقليدنا كالعادة ودشنوا حملة توقيعات تأييدا لمرسى، كان طبيعيا أن يختاروا اسم «تجرد» ليس فقط لأنها على وزن «تمرد» فيؤكدون التقليد لكن لأن «تجرد» بالإنجليزية تعنى كلمة عزيزة عليهم وهى: «ستربتيز»، وأغلب الظن أن من افتكس هذا الاسم هو وزير الثقافة.. لذلك يا حمادة وبعد أن فاض منهم العك ورطرط، أدعوك أن تبتهل إلى الله إنه يريحك منهم وياخدهم متجردين آمين!